النسخة الورقية

 

لا تزال حادثة ذبح أم لطفليها بولاية قسنطينة، تهيمن على مجالس الحديث الإجتماعي خلال التجمعات العائلية من أعراس و مآتم و في دروس و خطب المساجد، بعد أسبوع من الفاجعة المروّعة التي ضربت العائلة الجزائرية في الصميم، حيث ترفض و هي تحت الصدمة أن تصدّق بأن أمّا طاوعتها نفسها قتل فلذة كبدها ذبحا أو شنقا، مهما كانت المبررات و الذرائع التي يمكن أن يسوقها الأطباء لتفسير الحادثة المأساوية.
الحادثة و لفظاعتها، خلقت موجة واسعة من التعاطف الشعبي و المواساة للعائلة المفجوعة، و كشفت عن تزايد مقلق في مخاوف العائلة الجزائرية على حياة أطفالها الذين لم تعد تتهددهم مخاطر حوادث المرور و حالات الإختطاف فقط.
التحقيق القضائي يسير باتجاه تأكيد أن الأم هي التي قتلت طفليها حسب المعاينات الأولية لوكيل الجمهورية، و هي تعالج الآن في المصحة العقلية، و إذا ما ثبت في النهاية أنه ليس هناك طرف آخر وراء الجريمة و أن الأم هي الفاعلة
 و لكنها لا تتحمل المسؤولية الجنائية، فمن حق المجتمع الجزائري أن يسأل نفسه عن هوية المجرم الحقيقي الذي كان وراء إزهاق روح طفلين بريئين لا ذنب لهما، و هل بإمكانه أن يقتص منه ؟.
إذا ثبت أن أبا و أما أو أحدهما مريض عقليا أو نفسيا، و أن وجوده في العائلة يشكل خطرا على حياة أفرادها، فمسؤولية حماية الأطفال القصر و بحكم القانون و الأعراف الإجتماعية تقع على العائلة الكبيرة و على المجتمع و على المصالح الإجتماعية المختصة في التكفل بمثل هذه الحالات التي قد تشكل خطرا حقيقيا على الفئات الضعيفة، مثل الأطفال و النساء، و التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها كما ينبغي الحال.  و تحضر هنا حادثة مماثلة هزّت الرأي العام الوطني نهاية الشهر الماضي، كانت ضحيتها امرأة تدعى أميرة تعرّضت للقتل و الحرق ببلدية الخروب من طرف منحرف يدعى " النمس"، لا زال البحث جار عنه إلى حد الآن. و هي حادثة أخرى ذات دلالة، أبانت عن أزمة عميقة يعيشها المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة ، أين سجلت سلسلة من الجرائم البشعة و المروّعة تستهدف بشكل أساسي الأطفال الذين يتعرضون للإختطاف من بين أحضان أوليائهم و بشكل مثير للحيرة و الشفقة، مادام أن التحقيقات المتواصلة لم تجب بعد عن الأسئلة المطروحة من قبل الرأي العام الوطني الذي يحبس أنفاسه كل مرّة.
جرائم الذبح و الإختطاف و التنكيل بالضحايا و التمثيل بجثتهم التي عرفناها خلال السنوات الأخيرة، من المؤكد أنها لم تأت من فراغ، و أن مرتكبيها لم يسقطوا من السماء. جرائم تتشابه في كثير من تفاصيلها مع الجرائم المروّعة التي عاشتها القرى و المشاتي النائية و الأحواش المعزولة زمن الإرهاب الذي كان يقطع رؤوس الرجال و يبقر بطون النساء و يلقي بالأطفال من الشرفات و يسبي الجميلات في ممارسات إجرامية فظيعة أثارت استغراب الرأي العام العالمي الذي لم يفهم حينها كيف أن إرهابيا بإمكانه أن يقتل شعبا بأكمله من أجل السلطة.
و في انتظار تأكيد العلاقة بين جرائم الأمس و جرائم اليوم ودراسة مدى تأثير العشرية الحمراء على سلوكيات الجزائريين حاليا خاصة الذين لديهم استعدادات إجرامية، من المستعجل حاليا التوصل إلى مقاربة أمنية للتحكم في جرائم تهزّ الرأي العام و تثيره و تشكل اعتداء صارخا عليه مثل حرق سيّدة في الشارع أو طعن إمرأة أو اختطاف طفلة أو ذبح طفل ..
صحيح أن الجريمة قديمة قدم الإنسان،
و لكن إذا كانت تستهدف الفئات الضعيفة وبشكل همجي، كما هو الحال عندنا اليوم، فمن واجب الجميع تحمّل مسؤولياته القانونية و الأخلاقية لحماية الضعفاء و القصر من عنف الأقوياء.
النصر

رياضــة

استعجل التحاق لاعبين: الناخب الوطني يغير موعد انطلاق التربص
كشفت مصادر حسنة الإطلاع للنصر بأن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، قرر تقديم موعد انطلاق التربص الخاص بمواجهتي تصفيات مونديال 2026 إلى نهاية شهر ماي الجاري عوض 3 جوان المقبل، مثلما تشير إليه...
الجزائر أول داعم لمقترح الاتحاد الفلسطيني: الفيفا تطلب مشورة قانونية لتعليق عضوية الكيان الصهيوني
قررت أمس الاتحادية الدولية لكرة القدم، على هامش أشغال الجمعية العمومية في طبعتها 74، المنعقدة بالعاصمة التايلاندية "بانكوك"، طلب مشورة قانونية مستقلة تظهر نتائجها بتاريخ 20 جويلية المقبل، بخصوص طلب...
في أول مشاركة في نهائيات الكان: منتخب "مبتوري الأطراف" لضرب عصفورين بحجر
يبحث المنتخب الوطني لكرة القدم لفئة مبتوري الأطراف، عن ضرب عصفورين بحجر، خلال أول مشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا لهذه الفئة، فإلى جانب رغبته في ترك بصمته في هذه المسابقة القارية، يمني رفقاء...
الرابطة المحترفة: مولودية الجزائر تحسم اللقب
حسم عشية أمس، الرائد مولودية الجزائر ديربي العاصمة الكبير أمام الجار والغريم اتحاد الجزائر لصالحه، بفضل هدف زوغرانا الموقع في الدقيقة 23، ومعه لقب البطولة وهو التاج الثامن في تاريخ المولودية والأول...

تحميل كراس الثقافة

 

    • الخروج من حُجرة الكتابة

      خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو الذي فضّل أن يختتم الرحلة في الحجرة ذاتها التي شهدت ميلاد أبطاله، تمامًا كبطله  العجوز "بلانك"...

كراس الثقافة

صحة.كوم

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى