أثبتت الجزائر على مدى السنوات الماضية بالدليل الملموس حرصها على أمن واستقرار منطقة الساحل التي تعتبر منطقة رخوة من الناحية الأمنية، و هشة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية إلى حد بعيد.
و منذ بداية اندلاع الأزمات في هذه المنطقة اعتمدت الجزائر مقاربة متوازنة قائمة أولا على المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية، وهي رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض التدخل الخارجي في المنطقة خاصة العسكري منه، ومحاربة الإرهاب ورفض دفع الفدية للجماعات الإرهابية مهما كان الوضع.
وتقوم هذه المقاربة أيضا على حل النزاعات التي قد تندلع في دول المنطقة بالطرق السلمية مع إرفاق ذلك باعتماد مقاربة اقتصادية اجتماعية ترتكز على تنمية المناطق الحدودية والعمل على تثبيت الساكنة وتقديم الدعم اللازم لها.
وتحمّلت الجزائر في سبيل التمكين لهذه المقاربة الكثير من الضغوط والمتاعب، ليس أكثـر منها تعرض دبلوماسيها للاختطاف والقتل، كما وقع في مدينة غاو المالية قبل سنوات، وتعرض منشآت في الجنوب لهجمات إرهابية ، وفضلا عن هذا تحمّلت الجزائر أيضا عبئا كبيرا يتمثل في موجات النازحين من الحروب التي أشعلتها بعض التدخلات العسكرية الخارجية.
ولم يكن بالأمر السهل مواجهة تسرب الجماعات الإرهابية إلى داخل حدودنا التي تقدر بآلاف الكيلومترات غربا، جنوبا وشرقا، فضلا عن تحملها الكثير من الضغوط الدبلوماسية التي كانت ترمي إلى فرض نوع معين من الحلول في المنطقة.
وفي هذا الخضم التي تشابكت فيه استراتيجيات الدول العظمى، والحسابات الجيوسياسية الدولية في المنطقة عملت الجزائر أيضا على دعم الأشقاء من الجيران على تجاوز خلافاتهم وحل مشاكلهم الداخلية بالحوار والطرق السلمية بعيدا عن كل تأثير من الخارج قدر الإمكان، وكانت تلك الحال على وجه الخصوص مع الجيران في مالي وليبيا، وفي هذا الصدد لابد من التذكير بأن الجزائر بدلت جهودا دبلوماسية كبيرة ومتعبة من أجل فرض منطق الحوار السياسي دون غيره.
لكن جهدها هذا لم يذهب في نهاية المطاف سدى، بل اعترف به المجتمع الدولي وعلى رأسه القوى الكبرى التي تدخل البعض منها عسكريا في هذه البلدان، هذه الأخيرة وصلت في نهاية الأمر إلى قناعة بأن ما كانت تقوله الجزائر هو عين الصواب، انطلاقا من خبرتها في هذا المجال، وكذا انطلاقا من درايتها الدقيقة بمجريات الأمور وتركيبة الصراع في حد ذاته داخل مالي وليبيا على وجه الخصوص.
ونالت أيضا اعتراف الشعبين المالي والليبي قبل كل شيء وهو ما ظهر في كل مرة خلال الزيارات التي أداها ممثلو الأطراف المتصارعة في هذين البلدين إلى الجزائر، وكان آخر اعتراف في هذا الشأن ما أدلى به أمس الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا الذي وجه تحية خاصة لرئيس الجمهورية والجزائر خلال إشرافه أمس ببماكو على افتتاح ندوة جهوية حول الأمن في منطقة الساحل وغرب إفريقيا بمشاركة إقليمية و دولية واسعة.
ومن خلال تتبع الخطوات الميدانية التي قامت بها الجزائر في هذا المسار ندرك أن الأمر يتعلق بسياسة جادة ورؤية حقيقية مبنية على دراية ودراسة عميقة للمنطقة وتشعباتها الإثنية والقبلية والإستراتيجية، تلك هي مقاربة الجزائر للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الساحل التي يؤكد الخبراء أنها ستكون منطقة ذات أهمية خاصة في المستقبل.
النصر
مُقاربة و متاعب
-
الرئيس تبون يؤكد: فلسطين قضيتنا قبل أن تكون قضية الفلسطينيين
جدّد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، التأكيد على الدعم الثابت والدائم للجزائر للقضية الفلسطينية وقال إنها قضية...
الرئيس يؤكد أن هذا التاريخ سيشهد المرور إلى مرحلة أخرى: سنـــــة 2027 ستكــــون حاسمــــة بالنسبــة للجزائــــــر
قال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إن سنة 2027 ستكون حاسمة بالنسبة للجزائر بعد إتمام مسار الرقمنة وتطوير...
أكد أنه مكسب هام للجزائر: رئيس الجمهورية يدشن القطب العلمي والتكنولوجي بسيدي عبد الله
أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس الأحد على تدشين القطب العلمي والتكنولوجي باسم الشهيد «عبد الحفيظ إحدادن» بالمدينة...
فدرالية مربي المواشي تؤكد على أهمية العملية: يجب الانخراط بصفة فعالة لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة
أكدت الفدرالية الوطنية لمربي المواشي، أمس، على أهمية الإحصاء العام للفلاحة والذي انطلق أمس، داعية الفلاحين والموالين إلى الانخراط...
1
-
جـامعة صالح بوبنيدر: طـلبة يستعرضون أفكــارا تكنولوجيــة مبتكــرة
استعرض أمس، طلبة خلال معرض أقيم بمناسبة إحياء الذكرى 68 لعيد الطالب بقسنطينة، أفكارا لمشاريع مبتكرة في ميدان الصحة...
تسهيل استخراج وثائق الحالة المدنية للمترشحين: عمليات مراقبة وتهيئة بمراكز إجراء الامتحانات النهائية
تعمل بلدية قسنطينة، على تجسيد مجموعة من الإجراءات والترتيبات تحضيرا لاجتياز امتحانات نهاية السنة بالنسبة للطورين...
سقطت بحجم البيض وكرات التنس: حبات البرد تخلف خسائر في ممتلكات المزارعين بالبرج
عاش سكان بلديتي اليشير والقصور بولاية برج بوعريريج، عشية أمس الأول، حادثة غريبة لم يشهدوها من قبل، إذ تساقطت حبات...
بسكرة: السيول تغمر أحياء بزريبة الوادي
غمرت مياه السيول، مساء أول أمس، أحياء سكنية بقرية بادس في بلدية زريبة الوادي شرق ولاية بسكرة، في أعقاب ارتفاع منسوب مياه...
1