مساجـد الولايـة تعانـي مـن عجـز فـي الأئمـة
كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ميلة ،عن عجز واضح تعاني منه مساجد الولاية  الـ 208 في جانب التأطير، مشيرا إلى أن عدد الأئمة الذين تحصيهم إدارته لا يفي بالغرض المطلوب لترقية مستوى الخدمة المقدمة، فعددهم لا يتجاوز الـ 44 إماما أستاذا و 99 إماما مدرسا، بالإضافة لـ 33 إماما معلما للصلوات الخمس، ضف إلى ذلك 59 مؤذنا ومثلهم من القيمين، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على مستوى الرسالة التي تؤديها بيوت الله في هذه الحالة .
و أشار  في هذا السياق إلى أن هذا العجز لا يعتبر كميا فقط وإنما له دلالة أخرى يمس مباشرة جانب الاستقرار في المساجد الذي يرشح الولاية للمعاناة في جانبه، ذلك أنه إذا علمنا  - يضيف - أن معظم الأئمة العاملين حاليا بالولاية ليسوا من أبنائها ،بل هم أبناء لولايات أخرى ،سرعان ما يطلبون بعد فترة قصيرة من العمل بميلة الدخول إلى ولاياتهم الأصلية . و ذلك  يطرح مشكلة أخرى تتمثل في تدارك النقص الذي هو في توسع ،في ظل إحجام أبناء ميلة على الانخراط والانتساب للقطاع الذي تتوفر الولاية فيه على معهد لتكوين الأئمة كائن بمدينة التلاغمة ،علما وأن أغلب المنتسبين لهذا المعهد هم من أبناء الولايات الأخرى للوطن ،ولعل هذا الذي جعل الوزارة الوصية توافق على عدم الزام الأئمة العاملين بالخروج للتقاعد عند بلوغهم سن الستين وهو نفس الاستثناء المطبق عند قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وحول الأسباب المباشرة التي تجعل مثلا حامل شهادة الليسانس في العلوم الإسلامية لا يقبل على قطاع الشؤون الدينية ويفضل قطاع التربية مثلا ،أوضح عبد الرحمن لبدي أن الأمر يرتبط بالشرط الذي يفرضه قطاعه على خريج الجامعة عكس قطاع التربية ،وهو حفظ كتاب الله وهو شرط يبدو أنه غير متوفر عند معظم أبناء ميلة الجامعيين، وعائق يحول دون التحاقهم بالقطاع، مشيرا إلى أن إدارته وجدت نفسها في ظل هذا الوضع تمنح رخصا لأشخاص يلقون القبول عند المصلين لملء النقص المسجل ويصلحون ويفيدون أكثر مما يضرون. وحول مشاريع المساجد التي تبنى حاليا بالولاية ،قال نفس المتحدث أن عددها يقدر ب 157 مشروع مسجد موزعة عبر تراب الولاية وجميعها يتكفل ببنائها المواطنون عبر جمعيات منتخبة ومختارة من قبلهم لهذا الغرض، وهي ميزة ينفرد بها الجزائريون الذين بنوا حسب ما تشير إليه الدراسة التي قامت بها الوزارة الوصية سنة 2002 مساجد عددها يفوق عدد الأيام التي عاشتها الجزائر في ظل الاستقلال أي أنهم ينجزون ست مساجد كل أربعة أيام تقريبا. وحول تأثر بعض الأئمة بالتيارات الفكرية المختلفة ،شدد مدير الشؤون الدينية على أن إدارته حريصة دوما على تذكير العاملين في القطاع فوق تراب الولاية، بضرورة التزامهم بالمرجعية الفقهية للجزائريين وهي مذهب الإمام مالك الذي جمع الجزائريين لقرون طويلة  والحفاظ على مستوى الخطاب الذي تعود عليه المصلون وألفوه، وأن لا يترك المجال لتلك الفئات التي تريد الإستيلاء على تسيير المسجد والتي تعتقد أنها تملك في تسيير المسجد وتأطيره من حيث الأسلوب والمحتوى والتأطير وتأثير هذه الفئة إما يكون في المقام الأول على الإمام فإن لم ينفع ذلك تتسرب إلى عضوية اللجان الدينية ،مشيرا إلى أن الإدارة لها من الآليات التي تمنع حدوث ذلك كما أن المصلين أيضا .     وعن اللباس الذي ينبغي على الإمام والعامل بالمسجد الظهور به ،أوضح بأن تعليمات الوزارة الوصية وتوجيهاتها تلح على أهمية التزام العاملين باللباس الجزائري المألوف،مضيفا بأن الوزارة تعمل على اختيار نموذج للباس الإمام مستمد من التراث الجزائري كما فعل الأزهر بالنسبة للمنتسبين إليه وفعلت دول أخرى.    

إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى