تحقيق إنتاج 1.3 مليون قنطار من الطماطم الصناعية بعنابة
حققت ولاية عنابة منذ انطلاق موسم جني الطماطم الصناعية، قرابة 1.3 مليون قنطار، تسلمتها مصانع التحويل الموزعة عبر كامل تراب الولاية، في مؤشر إيجابي تجاوز التوقعات التي حددتها مديرية المصالح الفلاحية، بزيارة المردود 100 قنطار في الهكتار.
واستنادا لمدير المصالح الفلاحية لولاية عنابة خروبي محمد، فقد تم تحقيق زيادة 3 بالمائة مقارنة بالتوقعات قبل الشروع في عملية الجني، حيث ارتفع المردود مقارنة بالعام الماضي من 620 قنطارا في هكتار إلى 720 قنطارا، بفضل توسع عملية غرس الطماطم الصناعية بتقنية السقي بالتقطير، وصلت في ولاية عنابة إلى 1200 هكتار، من المساحة الإجمالية المغروسة المقدر بـ 261 هكتارا.
وأضاف خروبي، بـأن عملية استقبال الطماطم الصناعية على مستوى وحدات التحويل متواصلة، وبلغت نسبة الجني إلى 86 بالمائة على مساحة 1770 هكتارا، وأشار مدير المصالح الفلاحية إلى أن توسيع مساحة الغرس عن طريق التقطير، ساهم في رفع المردود والتحكم أكثر في الأمراض.
في سياق متصل، أرجع المصدر سبب تراجع مشكل الطوابير هذا الموسم أمام مصانع التحويل، إلى تنفيذ تعليمات وزارة الفلاحية والتنمية الريفية والصيد البحري، بعقد لقاءات جهوية بولاية عنابة، ضمت جميع الفاعلين في الولايات الشرقية المعروفة بإنتاج الطماطم الصناعية، بمشاركة المهنيين وأصحاب مصانع التحويل البالغ عددهم 16، و مدراء الفلاحة بكل من الطارف قالمة سكيكدة وعنابة، حيث تم الاتفاق على ضبط عملية الجني بالتدريج، بالتنسيق مع المنتجين والمحولين، ووضع برنامج لاستقبال الطماطم حسب القدرات الإنتاجية للوحدات، وتفادي جني الفلاحين للطماطم دفعة واحدة، حيث تستقبل الوحدات بالولايات المذكورة يوميا 29 ألف قنطار.   
واستنادا لمنتجين، فقد عرفت شعبة الطماطم الصناعية بعنابة، زيادة في المساحة المغروسة مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة مع تراجع نسبة تساقط الأمطار خلال شهري فيفري و مارس، ما مكن الفلاحين من استغلال الأراضي الفلاحية بالمناطق الفيضية التي تتضرر سنويا بفعل التساقط الكثيف للأمطار و ارتفاع منسوب المجاري المائية و الوديان، ما يحرم المهنيين من غرسها، و تحولها إلى مسطحات مائية يستحيل دخول الجرارات إليها للقيام بعمليات الحرث مجددا، في ظل انعدام القنوات الكبرى لتصريف المياه بالأراضي الزراعية الموجودة أغلبها تحت مستوى سطر البحر. و قد استغل الفلاحون استقرار أحوال الطقس في غرس مساحات واسعة بسهول برحال، العلمة، عين الباردة، الشرفة، و التريعات.
و أوضح ذات المصدر، بأن زيادة مردود محصول الطماطم الصناعية يبقى مرهونا بتوسيع استعمال المكننة وتحكم المنتجين في تقنيات الزراعات المكثفة، حيث تتوفر حاليا ولاية عنابة على تسع آلات لغرس مشاتل الطماطم و أربع ماكينات لجني المحصول، الذي تستقبله ثلاث وحدات صناعية لتحويل الطماطم، وهي غير كافية حاليا، حيث يسجل كل موسم عجزا في استقبال الإنتاج الوفير، وفي هذا الشأن ذكر مدير الفلاحة، أن هناك مشروعين لانجاز مصنعين لتحويل الطماطم بعنابة، إلى جانب مشروع لتوسعة إحدى الوحدات.  
من جهته رئيس شعبة الطماطم الصناعية مسعود شباح، أكد في تصريح سابق للنصر، على أن المهنيين يطالبون بفتح حوار لوضع آليات مضبوطة، و النظر في الإشكاليات المطروحة المتعلقة بارتفاع تكلفة إنتاج الطماطم الصناعية الموجهة للتصبير، إلى جانب مشكل تعدد أصناف الشتلات، التي أصبحت دخيلة على الشعبة و غير مطابقة، مشيرا إلى وجود تنوع من ولاية إلى أخرى.
و أوضح شباح، بأن التفكير حاليا منصب على كيفية جعل الماء عنصرا أساسيا في إنتاج هذا المحصول، و إشراك المعاهد و الباحثين في تطوير الشعبة، والبحث على طرق جديدة و تطوير أصناف تتلاءم مع خصوصية كل منطقة.
مضيفا بأن التحدي يكمن في تقليص كمية الماء المستخدمة في الرش المحوري في الهكتار الواحد، من أجل توظيف نفس الكمية في سقي هكتارين بالتقطير.
وشدد مسعود شباح على ضرورة إنشاء تنظيم قوي يجمع الفلاحين بالمحولين، بهدف إمضاء عقود وفقا لكمية الإنتاج المسلمة لمصانع التحويل بغض النظر عن الأشخاص، و التفاوض على النوعية و كيفية توزيع و استقبال الإنتاج.
وأورد رئيس شعبة الطماطم الصناعية، بأن هناك 12 ألف مهني ينشطون في الشعبة على المستوى الوطني، بمساحة إجمالية تقدر بـ 14 ألف هكتار بمعدل 4 هكتارات للفلاح.
و حسب ذات المصدر، فقد تم تحقيق إنتاج 7 ملايين قنطار خلال العام الفارط ، فيما يقدر الاستهلاك الوطني بـ 120 ألف قنطار.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى