غامبيا (1) -  الجزائر (1)
تعادل المنتخب الوطني سهرة أمس، مع مضيفه الغامبي بهدف لمثله في مباراة طبعتها ظروف استثنائية، وكانت الخرجة الأولى للناخب الجديد جمال بلماضي، ولو أن «الخضر» أهدروا فوزا كان في المتناول، بالنظر إلى تواضع المنافس، لكن النقطة المحققة، وضعت حدا لسلسة الهزائم المتتالية التي سجلت في الوديات الأربع الأخيرة، لتعتلي النخبة الجزائرية صدارة المجموعة الرابعة مؤقتا، لكن من دون النجاح في تذوق طعم الفوز في اللقاءات الرسمية لمدة 456 يوما، لأن آخر انتصار رسمي يعود إلى افتتاح تصفيات «كان 2019» على حساب الطوغو في جوان 2017.
المقابلة سارت منذ انطلاقتها بريتم بطيء، في ظل إلتزام كل منتخب الحيطة والحذر، مع السعي للتجمع بأكبر عدد ممكن في منطقة وسط الميدان، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على «فيزيونومية» اللعب، في غياب فرص سانحة للتهديف، رغم أن المنتخب الغامبي أظهر محدودية كبيرة من الناحية الفنية، وامكانيات لاعبيه جعلتهم يتخوفون من «الخضر» ويخشون المبادرة إلى الهجوم، والاكتفاء أكثر بالدفاع، وسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس موغو جوب.
هذه الخيارات التكتيكية، تركت المساحات في وسط الميدان للنخبة الوطنية، لكن غياب الجرأة الهجومية، حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف، لأن التفوق في صنع اللعب كان بالتركيز أكثر على الجهة اليسرى في صنع الحملات الهجومية، مما شل نشاط ماندي ومحرز على الرواق الأيمن، بينما ظل رأس الحربة بونجاح معزولا وسط الدفاع الغامبي، في الوقت الذي كانت الفتحات العرضية الطويلة من غزال على الجناح الأيسر المفتاح الوحيد، الذي راهن عليه بلماضي بحثا عن هز شباك المنافس.
الأسلوب المباشر في اللعب، سهّل من مأمورية الغامبيين في كسب المزيد من الثقة في النفس والامكانيات مع مرور الدقائق، ولو أن اولى الفرص التي تستحق الذكر كانت قد أتيحت للمدافع بن سبعيني، في الدقيقة العاشرة برأسية محكمة، جانبت من خلالها الكرة القائم الأيمن لمرمى موغو جوب.
أخطر فرصة في المرحلة الأولى، كانت من صنع محرز، الذي انتظر إلى غاية الدقيقة العشرين للمس الكرة لأول مرة في اللقاء، وكادت اللمسة الأولى أن تكلل بهدف، لأن تمريرة غزال جعلت محرز يتلاعب بعنصرين من الدفاع الغامبي، ويسدد بقوة، إلا أن الكرة مرت بجانب القائم الأيسر للمرمى بقليل.
معطيات المقابلة تغيّرت بعد انقضاء ثلثها الأول، لأن منتخب غامبيا خرج من قوقعته، وكسبت عناصره الثقة في النفس، فتوجهت صوب الهجوم بالاعتماد على الثنائي لمين جالو وأسان سيساي، وقد كاد بوبكر ساني أن يهز شباك مبولحي في الدقيقة 32 بعد كرة عرضية، استقبلها برأسية، مستغلا سوء تموقع محور الدفاع الجزائري، لكن الكرة اعتلت إطار المرمى بقليل، لتعقب بمحاولة ثانية صنعها لمين جالو، إلا أن مبولحي تدخل بسرعة وأنقذ مرماه من فرصة سانحة، في حين تراجع آداء العناصر الوطنية بصورة تدريجية في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
المرحلة الثانية عرفت انطلاقة سريعة جدا، إذ لم تمض سوى دقيقتين حتى تمكن بونجاح من افتتاح باب التسجيل بعد كرة طويلة من بن سبعيني، أحسن من خلالها بونجاح استغلال سوء تقدير أحد مدافعي غامبيا مسار الكرة الهوائية، ليتخلص من المراقبة، ويراوغ مدافعا آخر وكذا الحارس جوب، ليسكن الكرة بذكاء كبير في الشباك.
الفرحة بهذا الهدف لم تدم سوى دقيقة واحدة، لأن رد فعل «العقارب» كان سريعا وقويا، والمجهود الفردي الذي قام به مليك جالو أنهاه بتمريرة في العمق، ليستغل أسان سيساي سوء تموقع محور الدفاع الجزائري، ويودع الكرة بسهولة داخل الشباك مفجرا فرحة هيستيرية في المدرجات.
بعد ذلك حاول الناخب الوطني بلماضي لعب ورقة الهجوم بحثا عن الفوز، وقد جسد ذلك بإقحامه الثنائي سليماني وفغولي، لكن دار لقمان ظلت على حالها، رغم أن فغولي كاد أن يرجح كفة «الخضر» في الدقيقة 77 بتسديدة قوية تصدى لها الحارس جوب موغو بصعوبة كبيرة، في حين كان الثنائي لمين جالو وموسى بارو مصدر خطر الغامبيين، مما استوجب تدخل مبولحي في الدقيقة 80 لإنقاذ مرماه من هدف محقق، بينما طالب براهيمي بضربة جزاء في اللحظات الأخيرة، غير أن الحكم التونسي يوسف السرايري أمر بمواصلة اللعب ليبقى التعادل ساري المفعول إلى غاية نهاية اللقاء.
ص / فرطــاس

أصداء
رئيس الاتحادية الغامبية اتهم محرز !
رد رئيس الاتحادية الغامبية لكرة القدم بتهكم على رفض مسؤولي الفاف، لعب المواجهة في بداية الأمر، وتمسكهم بجزئية غياب الظروف الأمنية المساعدة، بالقول أن الإقبال الجماهيري الكبير الذي عرفه ملعب مدينة باكو، سببه نجوم الخضر وخاصة اللاعب محرز مهاجم نادي مانشيستر سيتي الانجليزي، في وقت انتشرت عدة صور لمحبي منتخب العقارب على مواقع التفاعل الاجتماعي، طالبوا من خلالها استرجاع ثمن التذاكر معلقين بالقول أنهم اقتنوا لمشاهدة لاعب ليستر سيتي السابق وفقط.
لاعب السيتي غادر بطريقة خاصة
بسبب الشعبية الكبيرة للاعب الخضر محرز، الذي لم يوفق سهرة الأمس، في تقديم مواجهة في مستوى التطلعات، اضطر المكلفون بتأمين الخضر إلى إخراج لاعب مانشيستر سيتي بسرعة، حتى أنه ومع إطلاق الحكم التونسي يوسف السرايري لصافرة النهاية، بادر مجموعة من الأعوان بالالتفاف حول محرز وإخراجه مباشرة نحو غرف تغيير الملابس.
لاعبو الخضر اشتكوا من أرضية الميدان
اشتكى لاعبو المنتخب الوطني من رداءة أرضية ميدان ملعب الاستقلال بباكو، التي تأثرت كثيرا بتساقط الأمطار قبل انطلاق المباراة، خاصة طول العشب الطبيعي، وهو ما اكتشفه رفقاء محرز عند دخولهم لإجراء تمارين الإحماء، ما أثر نوعا ما على مردودهم خلال المرحلة الأولى، التي لم يخلق فيها أشبال بلماضي فرصا كثيرة، باستثناء كرة محرز.
فارس أكمل المباراة بصعوبة
أكمل المدافع الأيسر للمنتخب الوطني محمد فارس المباراة بصعوبة، أين ظهرت علامات التأثر بادية على وجهه، سيما وأنها المواجهة الثانية، التي يخوضها مع الخضر في أدغال إفريقيا بعد مواجهة الكاميرون، حيث كان موفقا نوعا ما مقارنة بأول ظهور له، على الرغم أنه لم يلق المساندة على الجهة اليسرى من طرف غزال.

تصريحات
الناخب الوطني بلماضي: مقتنع بالأداء وغير راض عن النتيجة
«لست راضيا عن النتيجة، لكن أداء اللاعبين كان ممتازا رغم الظروف ولم نجد الثغرات من أجل تسجيل المزيد من الأهداف، لقد واجهنا منافسا خلق لنا عدة متاعب، كما أن أرضية الميدان أعاقتنا كثيرا، لا تنسوا بأننا أجبرنا على الانتظار قرابة ساعة و نصف  وهو ما أثر على تركيز اللاعبين».
رئيس الفاف زطشي: عدنا بنقطة ثمينة
عبر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، عن رضاه بعد  التعادل المحقق أمام منتخب غامبيا، مثلما صرح به لوسائل الإعلام بعد نهاية المواجهة:» حققنا نقطة ثمينة، بالنظر إلى الظروف التي لعبت فيها المباراة، و أود أن أشكر اللاعبين و الطاقم الفني، على التلاحم الكبير، الموجود بينهم، و الذي لمسته قبل انطلاق اللقاء، وهذا التعادل فاتحة خير بحول الله».
قائد الخضر براهيمي: أرضية الميدان أعاقتنا ومتفائل بالمستقبل
« جئنا من أجل النقاط الثلاث ولهذا نحن متأسفون، الظروف كانت صعبة قبل المباراة وأرضية الميدان أعاقتنا، كثيرا، رغم ذلك في مثل هذه المواجهات أمر جيد أن تخرج بنقطة، وأنا فخور بالتواجد في هذه المجموعة وسنعمل على تصحيح الأخطاء، علينا أن نبقى متفائلين وواثق أن المستقبل سيكون أفضل».

الفاف تخوفت من الخسارة وعقوبات الكاف
مـحـافـظ المـبـاراة اسـتـغـل صـلاحـيـاتـه لإجـبـار الخضر عـلى لـعـب المـواجـهـة
لم يكن أحدا، يتوقع السيناريو الذي عرفته سهرة أمس، مواجهة الخضر والمستضيف الغامبي، بعدما تأخر موعد انطلاق هذا اللقاء لمدة فاقت الساعة والنصف، بسبب اجتياح الجماهير الغامبية لمحيط أرضية الميدان نتيجة امتلاء مدرجات ملعب الاستقلال بمدينة باكو عن أخرها، ساعة قبل موعد البداية.
واضطرت الكثير من أنصار "العقارب" للنزول إلى أرضية الميدان، بسبب التدافع الذي سبق موعد البداية ونتج عنه سقوط عدد من الجرحى، ما أرغم مسؤولي الفاف على تقديم تحفظات، ورفض اللعب في هذه الأجواء، انتهت باستدعاء قوات إضافية من الشرطة والاستنجاد بوحدة من الجيش الغامبي، مع إقرار محافظ اللقاء لعب المواجهة، مقدما تعهدات لمسؤولي الفاف، باتخاذ توقيفها في حالة تسجيل أي تجاوزات تمس بسلامة  العناصر الوطنية.
واستند السيراليوني برانس كال مباكي، محافظ مواجهة الخضر ومنتخب غامبيا، في إصراره على لعب المواجهة، رغم التحفظ الذي رفعه ممثلو الفاف بقيادة زطشي، حول الظروف الأمنية المحيطة، إلى المادة 23 من الفصل 12 للقانون المنظم لمباريات تصفيات كأس إفريقيا والمحددة لعمل محافظي المباريات.
 ويوضح الفصل 12 من ذات اللائحة في  الفقرة العاشرة من مادته ال23، صلاحيات محافظ اللقاء، ويمنحه حق إقرار خوض أي لقاء من عدمه، وتقدير الظروف الأمنية، وفي حال تسجيل وجود أي خطر يتهدد سلامة الحكام والمدربين، فيبقى مطالبا بتأخير موعد الانطلاقة إلى غاية تنفيذ كل تعليماته المتعلقة، بتوفير أدنى شروط الأمن وسلامة لاعبي الفريقين، إضافة إلى الطاقم التحكيمي، وهي الجزئية التي يكون ذات المسؤول المكلف من طرف الكاف، قد أغفلها حين منح موافقته لانطلاق لقاء سهرة أمس، على اعتبار أن الاستعانة بالجيش الغامبي وقوات إضافية من رجال الأمن، لم تكف لإخراج مئات الأنصار الغامبيين من محيط أرضية الميدان.
كما تلزم الفقرة 11 من ذات المادة ال23، أي منتخب قدم تحفظا بخصوص الظروف التنظيمية، بلعب المواجهة لكن مع إلزام محافظ المباراة بأخذ كل المطالب بعين الاعتبار، والسهر على توفر السلامة الأمنية بالملعب.
وقبل مسؤولو الفاف خوض المواجهة سهرة أمس، على مضض، كون أي قرار أخر كان سيكلف المنتخب الوطني خسارة نقاط المقابلة، مثلما أكده زطشي حين قال:" الظروف الأمنية بالملعب لم تكن متوفرة، وهو ما حرصنا على إيصاله لمحافظ المقابلة، الذي رفض اتخاذ قرار إلغاء لعب المواجهة، وأبلغناه أن عليه تحمل مسؤولياته في حال حدوث تجاوزات"، مضيفا:"محافظ اللقاء أكد أن الجزائر ستعاقب في حال رفضها خوص المباراة".
كما أكد زطشي أن قرار محافظ اللقاء السيراليوني، جاء بعد اتصاله بمقر الإتحاد الإفريقي بالقاهرة، أين يكون ربما قد تلقى تعليمات بعدم تأجيلها.
وشهدت الدقائق، التي سبقت انطلاقة المواجهة، اجتماعا لرئيس الفاف ومساعديه باللاعبين والناخب الوطني جمال بلماضي، حاول من خلاله زطشي تبليغ قرار المحافظ ومسؤولي الكاف وشرح النصوص التنظيمية لمباريات تصفيات "الكان"، كما جس نبضهم أين أبدت ركائز التشكيلة استعداها للعب وتحدي هذه الظروف، التي سبق أن عاشتها بعثة المنتخب عام 2007 في عهد الفرنسي كافالي، بمناسبة تصفيات دورة غانا.
إلى ذلك، تنوي الاتحادية الجزائرية، مراسلة الهيئة القارية، حيث أكد زطشي:" أن الفاف لن تتنازل عن حقها وستراسل هيئة أحمد أحمد لتبليغها بالظروف الصعبة، التي أجبر في ضوئها المنتخب الوطني على خوض مباراة هامة تدخل في سباق إقصائيات دورة إفريقية..                   
كريم كريد

فيما كسب بونجاح عدة نقاط
بــلــمــــاضــي يـقــــف عـلى هـشــــاشـــة خــــــط دفــــــــاعـــــــه
أظهرت أمس، مباراة المنتخب الوطني أمام منتخب غامبيا بأن الخط الخلفي يبقى “الورشة” الدائمة للخضر، بدليل عدم قدرة رفقاء بن سبعيني على الصمود دقيقة واحدة، بعد الهدف، الذي سجله بونجاح، حيث تمكن المحليون من توقيع هدف التعديل في (د48)، عن طريق هفوة على مستوى محور الدفاع، إثر كرة في ظهر المدافع تاهرت، الذي لم ينتبه لتواجد المهاجم أسان سيساي خلفه، وحرا من أي رقابة، وهو الهدف الذي أثر بشكل كبير على معنويات أشبال بلماضي.
وما يؤكد هشاشة الخط الخلفي للخضر، هو أن رفقاء مبولحي لم يختبروا كثيرا، في ظل الخطة الدفاعية المطبقة من طرف مدرب “العقارب” من جهة، وغياب مهاجمين من المستوى العالي من جهة أخرى، ما يجعل الناخب الوطني جمال بلماضي أمام حتمية البحث عن حلول على مستوى الخط الخلفي، ولو أن المدافع تاهرت أظهر بعض الإمكانيات الفنية، وتنقصه الخبرة الدولية، كما أنه لم يسبق له اللعب إلى جانب بن سبعيني.
وظهر جليا غياب المساندة الهجومية من طرف الثنائي ماندي وفارس، إلى غاية دخول فغولي، الذي كان متأخرا نوعا ما، على الرغم من ذلك، فإن جل المحاولات الخطيرة في الدقائق الأخيرة كانت من كرات دقيقة من متوسط ميدان غالاتاسراي، التي لم يحسن التعامل مع إحداها سليماني، وإلا عاد الخضر بكامل الزاد.
ومن بين النقاط الإيجابية في مباراة أمس، تألق المهاجم بغداد بونجاح، الذي أثبت بأنه قناص من نوع خاص، وكل شيء لخص في لقطة الهدف، أين تمكن ابن الباهية وهران من تحويل كرة ميتة إلى هدف، كما أن بونجاح كان يتحرك كثيرا ولا يتوقف على طلب الكرات، إلى جانب التزامه بالأدوار الدفاعية.
إلى ذلك، لم يظهر براهيمي بالمستوى المطلوب، وهو ما أثر بشكل كبير على التنشيط الهجومي، الذي كان غائبا، أين أجبر رفقاء محرز على الاعتماد على الحملات الفردية.         
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى