عشرات العائلات تعود إلى قرى جبلية مهجورة  بالطارف
عادت عشرات العائلات ببلدية شيحاني النائية غرب ولاية الطارف ، إلى قراها و مداشرها الجبلية التي هجرتها بسبب تدهور الظروف الأمنية خلال العشرية السوداء ، حيث دبت الحياة من جديد  بعدد من القرى النائية بعد استتباب الأمن  بالجهة وعودة العائلات إلى مزاولة نشاطها الفلاحي والرعوي،   موازاة ودعم السلطات  المحلية  هذه المنطقة بجملة من المشاريع الجوارية الموجهة لفك العزلة ، وهذا من أجل تحفيز السكان على  العودة  و الاستقرار  .                                    .
وذكر رئيس البلدية ، أن مصالحه  تعمل على مرافقة العائلات النازحة من أجل تحفيزها وتشجيعها على العودة إلى مناطقها وقراها التي هجرتها ، وذلك من خلال دعمها بمشاريع  تهدف إلى تحسين الإطار الحياتي خاصة بقرى و مشتاتي الشفافة، بونفة، رقوش و الفرنانية،  التي كانت خلال سنوات الجمر معقلا للجماعات الإرهابية ، مشيرا  إلى الأهمية التي توليها السلطات العمومية للتكفل بتحسين الظروف الاجتماعية لساكنة هذه المناطق المحرومة، التي عادت لممارسة نشاطها الفلاحي والرعوي بكل قوة ، في الوقت الذي تكفلت فيه البلدية بإدراج  المشاتي والقرى المعزولة ضمن الأولوية في الاستفادة من البناء الريفي والدعم الفلاحي وتعبيد الطرقات وفتح المسالك والربط بالكهرباء الريفية .
كما كانت الفرصة للسلطات الولائية لزيارة المنطقة والوقوف عن كثب على انشغالات  القرى و المداشر  بعد عودة العائلات لبيوتها، خاصة ما تعلق بتحسين الإطار الحياتي وفك العزلة، حيث  وعدت السلطات العائلات بالتكفل باحتياجاتها  المستعجلة ذات الأولوية ، على غرار دعمها بالكهرباء عن طريق التزود بالطاقة الشمسية ، المياه الشروب ،تعبيد الطرقات والبناء الريفي، وغيرها، إضافة إلى فتح المسالك الفلاحية لتمكين أصحاب الأراضي الفلاحية العائدين إلى قراهم من استغلال أراضيهم ، مع الاستفادة من دعم الدولة للنهوض بالنشاط الزراعي بهذه الجهة .
 كما تقرر تخصيص برنامج لتوسيع التغطية بالإنارة عبر المشاتي والقرى المعزولة عن طريق استعمال الطاقة الشمسية مع تهيئة الأراضي الفلاحية وذلك لاستصلاح أزيد من 500 هكتار كانت غير مستغلة  منذ سنوات ، وهو ما من شأنه خلق الثروة ومناصب الشغل  وإعطاء القطاع الفلاحي القيمة المضافة.
حيث تم دعوة الفلاحين لإيداع ملفاتهم للاستثمار في القطاع الفلاحي، على أن  تعطي لهم الأولوية ضمن برامج الدولة، بحكم خصوصيات المنطقة إلى جانب  ذلك  أعطيت تعليمات للمؤسسة الجهوية  للهندسة الريفية بدعم حاجيات الفلاحين بالمشاتل المطلوبة  وفتح المسالك الريفية لفك العزلة على بعض التجمعات السكانية وإعطاء شباب المنطقة الأولوية في التشغيل في تنفيذ المشاريع الغابية.
في وقت كشفت فيه المؤسسة المذكورة عن برنامج مستقبلي يهدف إلى توزيع أزيد من 3ملايين شتلة على الفلاحين  في مختلف المحاصيل الفلاحية،  ما سيعطي دفعا للعملية الفلاحية بالبلدية.
 من جهتها أعلنت مصالح الولاية عن تخصيص مبلغ 6 مليار سنتيم لتجديد شبكة المياه ببلدية شيحاني والمراكز الريفية المعزولة، فضلا عن التكفل بمعالجة مشكلة إهتراء القناة التي تزود المذبح  بالمياه،  والتي أصبحت غير صالحة، ناهيك عن إعداد دراسة للنهوض بقطاع الفلاحة تشمل كيفية السقي الجيد في المناطق الجبلية الوعرة بقرى بلدية شيحاني ، إضافة إلى فتح المسالك بالمشاتي  المعزولة مع حدود بلديتي العصفور والذرعان لفك العزلة عن السكان والأراضي الفلاحية،  وتعميم برنامج التزود بالطاقة الشمسية عبر القرى والمداشر النائية الريفية .
وأكد ممثلو سكان التجمع الريفي رقم 3، بونفة والشفاشفة  العمل على تخصيص  بعض العمليات  الجوارية ذات العلاقة بتحسين إطارهم الحياتي من ذلك،  البناء الريفي ، التهيئة ، توفير المياه والمرافق الخدماتية و الاجتماعية   وغيرها ، وهي المطالب التي وعدت البلدية بالتكفل بها حسب الأولويات ، وهذا بعد أن تم تخصيص حصة معتبرة من السكن الريفي لتتبث السكان بمناطقهم عبر مختلف مشاتي بلدية شيحاني المعزولة و المصنفة في خانة أفقر بلديات الولاية، إضافة إلى اقتراح تسجيل مشاريع ضمن البرنامج القطاعي لمعالجة النقائص الأخرى،  التي من شأنها تحسين الإطار الحياتي للساكنة وفك العزلة المضروبة عليهم منذ عقود من الزمن .                                                  
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى