اقتـنـــاء حـوالــي 3 مليـــون جـرعـــة لـمكافحــــة الـزكــام الـموسمـــي
تنطلق الأسبوع القادم حملة التلقيح الموسمي لفائدة المرضى المزمنين والمسنين والأطفال، الذين خصصت لهم وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حوالي 3 ملايين جرعة سيشرع في توزيعها على الصيدليات والمراكز الاستشفائية خلال أيام، لمواجهة مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة في حال الإهمال.
كشف نائب مدير الوقاية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات الدكتور يوسف طرفاني «للنصر» عن التحضير إطلاق حملة التلقيح ضد الزكام الموسمي الذي تخصص له الوزارة سنويا العدد الكافي من اللقاح عن طريق معهد باستور المخول باستيرادها من الخارج بالتنسيق مع مخابر عالمية معروفة، لحماية الصحة العمومية بمنع انتشار العدوى خاصة وسط الفئات الهشة أي الأطفال والمسنين والنساء الحوامل، وكذا للحد من مضاعفات المرض الذي قد يؤدي إلى وفاة، على غرار الحالات المسجلة العام الماضي.
ومن المزمع أن يفوق عدد اللقاحات هذه السنة 2.5 مليون جرعة، بغرض تغطية كافة الشرائح المهددة بمضاعفات الزكام الموسمي، الذي يظهر على شكل أعراض بسيطة ليتطور في حال عدم العلاج إلى حالات مستعصية تتطلب المراقبة الطبية المستمرة على مستوى المصالح المختصة بالمستشفيات، علما أن عملية استيراد اللقاحات الموجهة للرضع ومكافحة الزكام الموسمي وأمراض أخرى لم تتأثر يوما بالصعوبات المالية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة بسبب تراجع أسعار النفط، لأن الأمر يتعلق بالحفاظ على الصحة العمومية.
وبحسب الدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية فإن تداعيات انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية على الحياة الاجتماعية للإفراد قد تكون جد وخيمة، وذلك في حال تراخي وزارة الصحة في مواجهة المرض، الذي قد يؤدي إلى ارتفاع عدد المصابين من فئة الناشطين، أي العمال والطلبة والمتمدرسين، مما قد يتسبب في تعطل السير العادي للحياة الاجتماعية، لذلك يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة سنويا بإطلاق حملة واسعة تستمر إلى غاية بداية شهر مارس، وتستهدف الشرائح المعنية بإجراء اللقاح، أي المسنين والحوامل والأطفال وموظفي قطاع الصحة، وأسلاك الأمن.
ويستفيد من مجانية اللقاح فئة المسنين الذين تتجاوز أعمارهم ال 65 عاما، وتتم الحملة على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية وكذا الصيدليات المعتمدة، ويتم تسخير الموارد البشرية المؤهلة بإجراء هذه التلقيحات، التي تتزامن وفق المسؤول بوزارة الصحة الدكتور يوسف طرفاني مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، والاستعداد لاستئناف حملة تلقيح التلاميذ ضد الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال على مستوى المؤسسات التعليمية، إذ سيتم استئنافها خلال الأسابيع المقبلة، بالتنسيق مع أولياء التلاميذ، وهي ستخص الأطفال المعنيين بالحملة، ولن تكون هذه المرة حملة شاملة خلافا للسنتين الأخيرتين، نظرا لتكلفة العملية التي عزف عنها عديد الأولياء، بعد انتشار معلومات مغلوطة بشأن عدم صلاحية المصل، وتداعياته الخطيرة على صحة الطفل، وهو ما فندته وزارة الصحة بصفة قطعية. وتحدد المنظمة العالمية للصحة معايير دقيقه لتنظيم حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، التي يجب أن تستهدف حسب مختصين 5 بالمائة من الساكنة على الأقل، لذلك حرصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على زيادة عدد الجرعات المستوردة، لتبلغ هذه السنة حوالي 3 ملايين جرعة، بغرض مسايرة التطورات التي يشهدها المجتمع، جراء ارتفاع معدل سن الأفراد نتيجة تحسن المستوى المعيشي، وتزايد العدد العام للسكان، وكذا  انتشار الأمراض المزمنة، على رأسها أمراض القلب والسكري.
ويذكر أيضا أن وزارة الصحة تشرف على وضع اللمسات الأخيرة لتنظيم ملتقى يومي 14 و15 أكتوبر بالعاصمة، سيتمحور حول الصحة المدرسية المهددة حسب الدكتور طرفاني بانتشار أمراض الأسنان واضطرابات البصر لدى المتمدرسين.                 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى