فشل المنتخب الوطني في حسم التأهل إلى النسخة 32 من نهائيات كاس أمم إفريقيا، المزمع إقامتها في جوان 2019 ، وذلك عقب الانهزام عشية أمس بكوتونو أمام نظيره البنيني، في مباراة واجه فيها الخضر صعوبات جمة، انطلاقا من عدم صلاحية أرضية الميدان، مرورا بالعوامل المناخية، وصولا إلى قوة «السناجب» من الناحية البدنية، ليتجرع الناخب الجديد بلماضي أول هزيمة في ثالث خرجة رسمية له في نفس الإطار، في ظرف 45 يوما.
المقابلة، جرت على أرضية ميدان غير صالحة، الأمر الذي صعّب من مأمورية العناصر الوطنية، ولو أن خيارات بلماضي كانت ميّالة أكثر إلى الدفاع، بالاعتماد على رأس الحربة بلفوضيل وحيدا في الهجوم، مع تعزيز القواعد الخلفية، انطلاقا من وسط الميدان، بالمراهنة على المخضرم قديورة في الاسترجاع. هذا الخيار التكتيكي، جعل النخبة الوطنية تتحمل عبء اللعب وضغط المنافس، خاصة وأن مدرب المنتخب البنيني دوسيي انتهج خطة ترتكز على التوغل من الرواقين، في محاولة لفك شفرة الدفاع الجزائري، وهي الطريقة التي كانت المفتاح الذي تمكن بفضله «السناجب» من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 16، بعد عمل جبار قام به دوسو على الجهة اليمنى، تلاعب فيه بالمدافع المحوري بن سبعيني، لتصل الكرة إلى دالميدا، الذي سدد لكن سوء تقدير الحارس مبولحي لمسار الكرة، سهل دخولها للمرمى.
الهدف المبكر للمنتخب البنيني، ألقى بظلاله على الجانب المعنوي للعناصر الوطنية، التي ظهرت مشتتة، مما تسبب في ترك مساحات كثيرة في الدفاع، وهو الوضع الذي كاد أن يكلفها هدفا ثانيا، في الدقيقة 25، لما قدم سيسينيون كرة إلى زميله ستيف مونيي، غير أنه أخفق في إيداع الكرة في الشباك برأسية. من الجهة المقابلة، فقد اعتمد المنتخب الوطني، على الكرات الطويلة صوب بلفوضيل، الذي بقي معزولا وسط الدفاع البنيني، ما أبقى الحارس فارنول في راحة تامة طيلة الشوط الأول، باستثناء تصديه لتسديدة من قديورة في الدقيقة 21. «فيزيونومية» اللعب تغيرت كلية في المرحلة الثانية، خاصة بعد التغيير التكتيكي الذي قام به بلماضي، بإقحام بونجاح، في محاولة لتنشيط القاطرة الأمامية، والاعتماد على ثنائي هجوم صريح، الأمر الذي حرك هجوم الخضر، وقد كانت أولى المحاولات الجادة في الدقيقة 50، بتسديدة قوية من براهيمي، جانبت إطار المرمى بقليل، وهي اللقطة التي كانت بمثابة انذار أول للدفاع البنيني.
منعرج اللقاء، كان في الدقيقة 54، لما أشهر الحكم الناميبي بافازا بطاقة حمراء مباشرة في وجه قائد منتخب البنين سيسينيون، بعد احتجاجه بكلام قبيح على قرار الحكم، وهو التفوق العددي الذي سمح للعناصر الوطنية بإحكام سيطرتها على منطقة وسط الميدان، والتحسين من مردودها الهجومي.
هذا وقد عمد بلماضي إلى إقحام محرز على أمل النجاح في تدارك الوضع، في وجود الثنائي بلفوضيل وبونجاح في الهجوم، لكن الكرات العرضية الطويلة لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس فارنول، ولو أن الناخب الوطني حاول اعطاء دفع آخر للخط الأمامي، بإقحام وناس بديلا لبلفوضيل، غير أن الحضور القوي للعناصر البنينية من الناحية البدنية وكذا التفوق التكتيكي، مكنها من تغطية النقص العددي، وقد كاد جودال دوسو أن يضاعف النتيجة من مرتدة هجومية في الدقيقة 80 بتسديدة على الجهة اليمنى لولا براعة مبولحي. كرة المقابلة، كانت قد أتيحت لبونجاح في الوقت بدل الضائع، لما وجد نفسه وحيدا، لكن تسديدته القوية وجدت أمامها الحارس، الذي صدها ببراعة، كما أن الحظ أدار بظهره لوناس بعدما اصطدمت قذفته بالقائم الأيمن، حارما «الخضر» من تعادل كان قريبا إلى التجسيد، مع تحقيق منتخب البنين فوزا هو الأول في تاريخه على حساب الجزائر في تاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين، ليتقاسما سويا صدارة المجموعة الرابعة                       ص/ فرطــاس

 

هدف قاتل أخلط الحسابات
الطوغو يفوز في غامبيا ويشدد الخناق على الخضر
اخلط منتخب الطوغو حسابات التأهل المجموعة الرابعة بعد الفوز الذي أحزره مساء أمس في العاصمة الغامبية بانجول، بنتيجة (0 / 1)، على حساب منتخب البلد المضيف، وفي مباراة شهدت «سيناريو» دراماتيكي بالنسبة للجزائريين، لأن الآمال كانت معلقة على تعادل يعزز من حظوظ «الخضر» في التأهل إلى «كان 2019»، لكن الطوغوليين تمكنوا من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 92، بواسطة فلويد أيتيي، بعد كرة مرتدة داخل منطقة العمليات أسكنها بتسدية قوية داخل الشباك. وكانت المقابلة قد شهدت في الدقيقة 75 طرد اللاعب الطوغولي داكونام، لكن النقص العددي لم يكن كافيا للحد من عزيمة الضيوف في الخروج من بانجول بالنقاط الثلاث، فكان لهم ما أرادوا في الأنفاس الأخيرة من عمر المواجهة.
هذه النتيجة شددت الخناق أكثر على المنتخب الجزائري، لأنها نصبت منتخب الطوغو في الصف الثالث في ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 5 نقاط، متأخرا بخطوتين عن ثنائي الصدارة الجزائر والبنين، و»الخضر» سيشدون الرحال في الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة، المبرمجة يوم 16 نوفمبر القادم، إلى العاصمة الطوغولية لومي، في مباراة غاية في الصعوبة، يبقى لزاما عليهم تفادي الهزيمة فيها لتجنب الدخول في متاهة الحسابات المتعلقة بفارق الأهداف عند اسدال الستار على التصفيات.              ص/ فرطــاس

 

 

الرجوع إلى الأعلى