دعا أطباء بيطريُّون، أمس، إلى إيجاد اتفاق بين دول المغرب العربي والبلدان المجاورة، لوقف انتقال أمراض الماشية عبر الحدود، خاصّة الكلب والحمَّى القلاعية، فيما تحدَّث دكاترة عن عدم وجود مختصّ بيطري في الجينات بالجزائر، و أكدوا حتمية تغيير الطريقة التقليدية لتربية المواشي بعدما أصبحت مهدّدة لنوع منطقة "أولاد جلاَّل" ببسكرة، و الذي يشكل أكثر من 65 بالمئة من مجموع الأغنام ببلادنا، أي ما يعادل حوالي 14 مليون رأس.
و خلال أشغال الندوة الدولية التاسعة للطبِّ البيطري التي نظمها معهد علوم البيطرة بجامعة قسنطينة 1، حول موضوع تربية المواشي، أجاب الأطباء والمختصُّون من تونس والمغرب وليبيا ومالي وبوركينافاسو، إلى جانب نظرائهم من الجزائر، على جملة من الأسئلة المتعلِّقة بالأمراض المرتبطة بتربية الماشية، عموما، وطرق انتقالها والأسباب المؤدية إلى ذلك، خاصَّة بين دول المغرب العربي، حيث خلَصوا إلى التأكيد على وجوب إبرام بروتوكول اتفاق سياسي بين البلدان المعنية، وهي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا، بالخصوص، زيادة على النيجر ومالي، لحصر الأمراض المتفشية بين الماشية على مستوى البلدان المذكورة، و تحديد العلاجات الناجعة لها، كونها تحتضن ثروة حيوانية هائلة بقوام 26 مليون رأس بالجزائر وحدها، و20 مليونا بالمملكة، و5 مليون بالجارة الشرقية.
بهذا الخصوص، قال الدكتور الجزائري مولا نسيم، الطبيب البيطري المختص بجامعة "لييج" الفرنسية، إنَّ الأمراض موجودة بكل الدول، و بأن التهريب أو البيع ليس سبب انتشار العدوى، مؤكدا أن الحلّ يكمن في تنظيم حملات لمختصين في المجال لتلقيح الماشية وتشخيص الأمراض لديها، دوريًّا، وأضاف ذات المتحدّث "يتحتَّم علينا اليوم تغيير طريقة تربية المواشي التقليدية في بلادنا، وإلا صارت أجود الأنواع لدينا مهدَّدة، ككبش أولاد جلال، علينا تحسين الشتلة وتنويع الفحول".
أما العميري بشرى، المختصّة المغربية في الإنتاج الحيواني بجامعة سطات، بالدار البيضاء، فتحدّثت إلى النصر عن مدى تأقلم الأغنام والماعز مع الظروف المناخية المتغيرة في القرن الـ21، وكيف تتبدَّل جيناتها هي الأخرى تبعا للطبيعة، وهي دراسات أكد أنها قليلة جدا في دول المغرب العربي الكبير، خاصة، عكس فرنسا، التي أجرت دراسة في هذا الصدد على 1600 رأس من كل نوع، حول جينات التأقلم لديها، فيما اعتبرت المملكة متقدمة مقارنة ببقية الجيران، من ناحية استعمال التقنيات المتقدِّمة في التناسل، على غرار بنك الجينات.
وقالت العميري إنَّ سياسة المغرب في هذا المجال دعمت المختصين لتحسين السلالات، بعدما كان المربِّي البسيط يبحث عن الإنتاجية فقط دون الكمية، مضيفة أن سلالة "أولاد جلاَّل" الجزائرية موجودة بالمملكة، بعد تهجينها مع أخرى، متأسفة في ذات الوقت على انقراض أنواع عديدة من الأغنام كانت مشهورة بجودتها وطيبة مذاق لحومها.
وعن نوع الأغنام الأكثر شهرة في المملكة المغربية، وهو "السَّردي"، فأجابت المختصة في التربية الحيوانية أنَّه الأكثر طلبا على الإطلاق، خاصة في عيد الأضحى المبارك، حيث تحصي الأرقام ما قوامه 2 مليون رأس من هذه الماشية المتميزة بوجود سواد حول عينيها وفمها، وأسفل قوائمها، وضخامتها ولحمها اللذيذ.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى