أويحيى: الجزائر ستحمي الاستثمارات الكورية
دعا الوزير الأول، أحمد أويحيى، الشركات الكورية إلى الاستثمار في الجزائر ، وذلك لدى افتتاحه أمس ، أشغال منتدى الأعمال الجزائري الكوري ، المنعقد على هامش الزيارة التي قام بها الوزير الأول لكوريا الجنوبية إلى الجزائر،  وقال أويحيى، مخاطبا الوفد الاقتصادي الكوري «الجزائر بلد ينتظركم مع العديد من المزايا»، مذكرا بأن الجزائر تضم سوقا بأكثر من 40 مليون مستهلك و نسبة نمو  في حدود 3 بالمائة خارج المحروقات واحتياطي للصرف في حدود 100 مليار دولار .
وقال أحمد أويحيى إن الجزائر تقدم إمتيازات للمؤسسات الأجنبية التي ترغب في الإستثمار في إطار الشراكة، مبرزا أن قانون الإستثمار الجزائري يقدم امتيازات بخصوص الاستثمار الأجنبي بدءا  من الإعفاء الضريبي إلى الإعفاء على القيم الجمركية ، وهو ما يهدف إلى بناء مؤسسات في إطار الشراكة.
ورغم المزايا التي تمنحها الجزائر ، اعترف الوزير الأول بضعف التواجد الكوري في السوق الجزائرية، حيث يقتصر هذا الحضور على صفقات انجاز بعض المشاريع ، وقال بأنه لم يتم تسجيل إبرام شراكات صناعية إلا في السنوات الأخيرة في مجال الالكترونيات وصناعة السيارات في الفترة الأخيرة ، مبديا أمله أن يستمر هذا التوجه مستقبلا ، داعيا الكوريين إلى الإقبال أكثر على الاستثمار، مضيفًا ” الحكومة الجزائرية تدعوكم يا أصدقاءنا من جمهورية كوريا إلى الإقبال أكثر لأنكم ستكسبون مكانة في سوق محمية”. وأوضح بهذا الخصوص، بأن الجزائر ستكون بوابة للشركات الكورية لولوج الأسواق الإفريقية والأوروبية والعربية من خلال المناطق الاقتصادية واتفاقيات التبادل الحر التي أبرمتها الجزائر مع تلك التكتلات الاقتصادية.
وشدد أويحيى، في خطابه أمام الوفد الكوري، على المزايا التي تمنحها الجزائر، خاصة في المجال الأمني ، حيث قال بأن الجزائر بلد يتميز بالاستقرار ، رغم أنه يتواجد في منطقة تعرف الكثير من المشاكل واصفا الوضع بدول الجوار بـ»حلزون من النار» وعدم الاستقرار في عدة دول الجوار ، مضيفا بأن الجزائر تبقى بلدا رحبا مفتوحا للمستثمرين الكوريين، لكون الجزائر بلدا واعدا ومفترقا للطرق وأرضا خصبة للإنعاش الإقتصادي. وقال أويحيى للكوريين: “أنتم قادمون لبلد في إطار شراكة رابحة رابحة”. و تابع: “سنذهب لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، أنتم بناة المستقبل يا رجال الأعمال” خاتما كلامه بالتمني أن يكلل هذا المنتدى بالعديد من الاتفاقيات التي تعود بالنفع على البلدين.
اتفاقيات في الطاقات المتجددة وتكنولوجيا المعلومات
من جانبه قال الوزير الأول الكوري الجنوبي، لي ناك يون، أن بلاده ترغب في دعم العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، وترجمة العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين، مقدما بعض الاقتراحات التي ستسمح بدعم هذا التعاون، حيث اقترح المسؤول الأول الكوري، تعزيز التعاون في مجال الصناعات التصنيعية، من خلال مرافقة الجزائر في تجسيد نموذجها الاقتصادي الجديد، مشيرا في هذا السياق إلى مشاريع تركيب السيارات الكورية بالجزائر، وأعلن عن إطلاق وحدة لتركيب السيارات النفعية.
وقال الوزير الكوري، إن “سيول تسعى لتعزيز الاستثمار مع الجانب الجزائري، في العديد من المجالات، الصناعية والزراعية والتكنولوجيات و الطاقات البديلة، وكذا صناعة تركيب السيارات، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الإدارة، والنقل، إعادة استغلال النفايات”. وأعلن عن توقيع بروتوكول اتفاق بشأن التعاون الجمركي والبيئة والتعاون في المجال الفضائي.
ودعا المسؤول الكوري إلى إضفاء الطابع الرسمي على المباحثات بين المسؤولين ورجال الأعمال و تأسيسها، من خلال دعم أشغال اللجنة المشتركة بين البلدين ، التي ستعقد دورتها الثانية العام المقبل بعد انقطاع استمر عدة سنوات ، واصفا الفرص الاستثمارية التي تتيحها السوق الجزائرية بـ»الكبيرة»، مبديا استعداد بلاده لدعم إستراتيجية الجزائر لدخول الأسواق الإفريقية.
للتذكير فإن لي ناك يون، الوزير الأول لجمهورية كوريا شرع في زيارة رسمية إلى الجزائر الأحد على أن تستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء. وتندرج هذه الزيارة في إطار توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر و جمهورية كوريا ، اللتين يربطهما اتفاق شراكة إستراتيجية الموقع في سنة 2006 بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الرئيس الكوري. وستخصص هذه الزيارة لعرض العلاقات الثنائية وسبل ووسائل ترسيخ التعاون الثنائي، كما ستكون أيضا فرصة من أجل تبادل وجهات النظر حول القضايا الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
  ع سمير

الرجوع إلى الأعلى