فصلت، في ساعة متأخرة من عشية أمس الأول، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، في قضية المتهمين  في جريمة قتل الشاب (ج.حمادة) في الـ17 من شهر نوفمبر من سنة 2015.
و قضت هيئة المحكمة بعد جلسة محاكمة ماراطونية استمرت لنحو 8 ساعات كاملة، بإدانة الطالب الجامعي المسمى (ي.ن) 25 سنة وقريبه المدعو (ي.ن) 46 سنة بعقوبة السجن المؤبد، بعد أن تمت متابعتهما بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وإدانة المتهم الثالث الذي يقربهما كذلك المسمى (ي.س.د) 34 سنة بعقوبة 4 سنوات سجنا نافذا بتهمة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم الأول والثاني، وعقوبة 10 سنوات سجنا في حق ثالث المتهمين.
القضية التي تطرقت لها النصر في أعداد سابقة، تعود إلى خلافات نشبت بين المتهم المسمى (ي.ن) وصاحب سيارة نفعية من نوع "R25" على طريق جبل سيدي أرغيس، أين كان المتهم يحتسي مشروبات كحولية وكان صاحب السيارة في الجهة المقابلة رفقة 3 من أصدقائه في جلسة سمر، فيما توجه المتهم مباشرة صوب منزل ابن أخت المتهم الثالث (ي.س.د)، أين طلب منه التوجه معه لطريق الجبل، لرد ما أسماه بمحاولة الاعتداء التي تعرض لها بسيارته "أوكتافيا"، ليحمل ساطورا من مطبخ منزل أخته بالمدينة الجديدة، في حين استل المتهم الثاني خنجرا كبير الحجم، وهو المتهم الذي كان في قبضة رجال الشرطة لمحاولة تجاوزه الحاجز الثابت دون توقف، ليفرج عنه منتصف الليلة نفسها، ليجد نفسه مشاركا في شجار عنيف، انتهى بقتل الشاب "حمادة" الذي كان جالسا في المقعد الخلفي للسيارة التي تمت مهاجمتها.    
وكشف تقرير الطبيب الشرعي، بأن الضحية تلقى ضربة في فروة رأسه بآلة حادة وتلقى كذلك عدة طعنات بوسيلة حادة كذلك، إضافة إلى وجود رضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، إضافة إلى وجود جروح على مستوى الفخذ الأيسر والبطن ناتجة عن آلة حادة وثاقبة، في حين منح الطبيب الشرعي صديق الضحية الذي كان بجوار سائق السيارة، 8 أيام عجز عن العمل بسبب الجروح التي لحقت به نتيجة طعنه من طرف المتهم الثالث.
و خلصت تحقيقات الشرطة، إلى ثبوت تورط المتهمين الثلاثة في جريمة القتل، كون الضحية الذي لفظ أنفاسه كشف عن هوية قتلته قبل لحظات من وفاته، كما أن صديقيه اللذين كانا معه داخل السيارة سردا ما حصل لهما خلال جميع مراحل التحقيق، وبينا بأن المتهمين الثلاثة كانوا حاضرين في مسرح الجريمة، وتضاربت تصريحات المتهمين خلال جلسة المحاكمة و حاولوا التهرب من الضربات التي أثبت تقرير الطبيب الشرعي تواجدها على جثة الضحية، فالمتهم الأول يؤكد على أن الساطور كان بحوزته دون أن يعتدي به على رأس الضحية، في الوقت الذي أشار الثاني إلى أنه طارد أحد أصدقاء الضحية و لم يكن حاملا للخنجر، غير أن تصريحات الشهود ورطت كل واحد من المتهمين، الذين اعتدوا على الضحيتين و تسببوا في مقتل أحدهما دون أن يتمكنوا من قتل الثاني الذي لاذ بالفرار.                            أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى