انهيار أسعار البطاطا يثير مخاوف الفلاحين
يعيش عدد من الفلاحين من منتجي البطاطا بالوادي، على وقع انهيار كبير لأسعارها في السوق، حيث وصلت إلى حدود 25 دج، فيما تعرف بذورها ندرة و ارتفاعا رهيبا في السعر تجاوز عتبة 250 دج للكيلوغرام الواحد و هو ما جعل الفلاح يخشى الإفلاس.
و رغم اعتبار ولاية الوادي المنتج رقم واحد للبطاطا خلال سنة 2018  حسب إحصائيات رسمية و تسجيلها نحو 8 ملايين طن، بمساحة فاقت 26 ألف هكتار، إلا أنهم افتتحوا موسمهم الفلاحي لهذه السنة بانهيار أسعارها في السوق، وسط تهافت كبير لأصحاب الشاحنات من مختلف ولايات الوطن ، حيث تجاوز عددها   500 شاحنة تخرج يوميا من ولاية الوادي متجهة لمختلف الولايات ،   وما زاد الإقبال   هو أن الأسعار  تراوحت  تتراوح بين 25 و 33 دج .
و اعتبر عدد من الفلاحين الأسعار الحالية  غير ملائمة ، مشيرين أن كلفة الهكتار الواحد  تقدر  بـ 85 مليون سنتيم   ، و  متوسط مردود الهكتار الواحد  يقدر بنحو 250 قنطارا ،  ما يجعل و في ظل  المستوى الحالي للأسعار الموسم  الفلاحي على المحك، خاصة و أن محصول هذا الموسوم يقترن مع دخول موسوم جديد لما يصطلح عليه “بموسم بطاطس الصيف” التي يتم جنيها شهر ماي تزامنا مع شهر رمضان.
ويشير فلاحون أنهم  يجدون أنفسهم أمام مشكل أكبر و هو،  الارتفاع الرهيب في أسعار بذور البطاطا ، حيث وصلت لأرقام  قياسية فاقت   250 دج جراء ندرتها، ناهيك عن تخوفهم الكبير من تكبدهم الخسارة نفسها إذا انهارت الأسعار، خاصة و أن عددا منهم اعتبر بأن من بين الأسباب التي ساهمت في خسارتهم، هو إغراق السوق بهذه المادة بإخراج كميات كبيرة من المخازن في كل موسم جني ، بداعي القضاء على المضاربة و محاربتها، ناهيك عن ضعف التسويق و انعدام مشاريع استثمارية صناعية تستهلك الفائض من المحصول الفلاحي، سواء البطاطا أو غيرها من المحاصيل التي يضطر الفلاح لتركها تحت الأرض أو بيعها بثمن بخس إن لم ترم في المزابل.
و قال عدد من التجار ممن زارتهم “النصر”، بأن السبب وراء ندرة بذور البطاطا خلال هذا الموسم، هو تأخر وصولها من البلد المصدر على غرار فرنسا و هولندا، مشيرين إلى أن هناك مستوردين كانوا قد وضعوا طلباتهم لهذا الموسم منذ شهر ماي الفارط، إلا أنها دخلت موانئ الجزائر أواخر   شهر جانفي و بكميات قليلة ساهمت في ندرتها و ارتفاع أسعارها،  حيث وصلت إلى 280 دج لبعض من أنواع البذور.
كما اضطر عدد منهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية خلال هذا الموسم، لعدم توفر العرض، بالإضافة إلى تخوفهم من الكساد   ، بسبب أزمة تهاوي أسعار بيع المحصول الشتوي  ، مما يجعل عددا منهم على أبواب الإفلاس، خاصة و أن   فلاحين يتقدمون إليهم بحثا عن بذور بأقل سعر ممكن،   طمعا في تعويض ما خسره في الشتاء.        منصر البشير

الرجوع إلى الأعلى