كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال فورار أمس عن إحصاء 370 ألف جرعة من اللقاح الخاص بالزكام الموسمي ما تزال مخزنة على مستوى الوحدات الصحية والمستشفيات العمومية، بسبب إحجام المرضى المزمنين والنساء الحوامل عن التلقيح ضد المرض، رغم استمرار مرحلة الخطر بسبب موجة البرد التي تشهدها مناطق عدة.
وعبر الدكتور جمال فورار في تصريح «للنصر» عن قلقه جراء إمكانية تسجيل تعقيدات جديدة بسبب الزكام أو الأنفلونزا الموسمية خلال الفترات المقبلة، خاصة لدى المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل، بسبب عدم الإقبال على التلقيح ضد المرض، رغم توفر العدد الكافي من اللقاح على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية، كاشفا عن عدم استعمال ال 370 ألف جرعة التي استقدمها معهد باستور مؤخرا من الخارج، لضمان التغطية الصحية الشاملة لفائدة الفئات الهشة، جراء عدم الإقبال على التلقيح، رغم الحملات التحسيسية والتوعوية التي أطلقتها سابقا وزارة الصحة.
ونبه مدير الوقاية بوزارة الصحة إلى أن مرحلة الخطر الناجمة عن مضاعفات الزكام الموسمي لم يتم تجاوزها بعد، عكس ما يعتقده عامة الناس، مؤكدا بأن شهري فيفري ومارس يمثلان ذروة الخطر بالنسبة لحجم انتشار حالات الإصابة بالزكام الموسمي، وما يصاحبه من مضاعفات خطيرة كالحمى الشديدة والضيق في التنفس، التي تفضي في بعض الحالات إلى الوفاة، حيث يصل المصابون إلى المستشفيات في وضعية جد حرجة، يستعصي على الأطباء معالجتها، مذكرا بتسجيل 3 وفيات بالزكام لحد الآن على المستوى الوطني.
وذكر المصدر بإقدام معهد باستور على استيراد 1.3 مليون جرعة من اللقاح الخاص بالزكام، تم استعمالها كلها فور انطلاق حملة التلقيح مع بداية شهر أكتوبر الماضي، لذلك تم اللجوء إلى استيراد كميات إضافية تضم 370 ألف جرعة، ما تزال مخزنة على مستوى المصحات الاستشفائية العمومية جراء عدم الإقبال عليها، ما أثار قلق وزارة الصحة من إمكانية تسجيل حالات معقدة جديدة بسبب الأنفلونزا، نظرا لاستمرار موجة البرد والاضطرابات الجوية إلى غاية شهر مارس المقبل، إذ تشهد هذه الفترة العدد الأكبر من حالات الإصابة مقارنة بشهري ديسمبر وجانفي وفق المصدر.
وأفاد الدكتور جمال فورار بأن عدم استعمال الجرعات الإضافية سيضطر وزارة الصحة إلى إتلافها، وهو إجراء تسعى هذه الهيئة  جاهدة لتجنبه، نظرا لما تكلفه عملية استيراد اللقاح سنويا من عملة صعبة بالنسبة للخزينة العمومية، فضلا عن الجهود التي يبذلها القطاع من أجل حماية الصحة العمومية وتقليص عدد حالات الوفيات بسبب الزكام الموسمي، موضحا بأن هذا المرض هو جد عادي من حيث الأعراض التي تظهر على المريض، لكنه قد يفضي إلى الوفاة في حال عدم التكفل الطبي المناسب، أو عدم تلقي اللقاح بالنسبة للفئات الهشة، التي تستفيد من عملية التلقيح مجانا.
كما حث المسؤول بوزارة الصحة الأولياء على الاستجابة للبرنامج العادي للتلقيح الخاص بالمتمدرسين، الذي يهدف إلى مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية لدى فئة الأطفال الذين يقل سنهم عن السبع سنوات، مؤكدا بأن العملية تتواصل بشكل عادي على مستوى كافة المؤسسات التعليمية في ظل تجاوب واسع من قبل الأولياء، وذلك بعد الجدل الذي أثير منذ سنتين بشأن اللقاح المستورد من الهند، ورفض الأولياء تلقيح أبنائهم بحجة المضاعفات الخطيرة التي يسببها اللقاح وهو ما نفته وزارة الصحة، مؤكدة بأن كافة حملات التلقيح التي يتم إطلاقها، هدفها ضمان التغطية الصحية الشاملة للفئات الهشة.                     
لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى