قال والي قالمة كمال عبلة خلال زيارة العمل التي قادته مؤخرا إلى بلديات الإقليم الشرقي، بأن الولاية قد حصلت على أموال ضخمة لتحريك التنمية المحلية و الاستجابة لانشغالات المواطنين في عدة قطاعات حيوية، بينها فك العزلة و الربط بالكهرباء و الغاز و بناء الملاعب الرياضية الجديدة و مؤسسات التعليم و السكن و مد شبكات المياه و بناء الطرقات السريعة و تحسين إطار الحياة العامة للسكان.
لكن المسؤول أبدى في المقابل تخوفه من ضعف قدرات الإنجاز المحلية و لم يعد يخف قلقله بهذا الخصوص، مناشدا الشركات و المقاولات المحلية رفع التحدي و بذل المزيد من الجهد لإنجاز البرنامج الضخم في الآجال المحددة، مؤكدا على أن مشكل الأموال لم يعد مطروحا في الوقت الحالي، لكن وسائل الإنجاز أصبحت بمثابة تحد كبير يجب مواجهته لتحقيق البرنامج التنموي و التوجه نحو مستقبل جديد.  
و ذهب والي قالمة، إلى القول بأن المقاولة المحلية أصبحت اليوم أمام خيارات صعبة، إما أنها تثبت قدرتها و التزامها بالآجال و النوعية و مواصلة النشاط بالحصول على مخطط أعباء جديد و ثري، أو أنها ستكون مجبرة على مغادرة الميدان و ترك مكانها للأحسن، لأن الرهان، كما قال، لم يعد يقبل التهاون و التعثر.  
و تعاني ولاية قالمة، في السنوات الأخيرة، من مشاكل كبيرة في الإنجاز بعد انهيار كبرى الشركات الوطنية التي كانت تنشط بقالمة في مجالات البناء و الكهرباء و الغاز و الطرقات و لم تبق إلا مواقعها و مقراتها القديمة شاهدة على مرحلة ذهبية لم تكن قالمة حينها في حاجة إلى جلب شركات من ولايات أخرى أو من الخارج.
و كانت هذه الشركات التي اختفت عقب مرحلة التطهير و إعادة الهيكلة، محفزا قويا لنمو المقاولات الخاصة التي كبرت و توسعت بسرعة و تمكنت من بناء الجامعة و طرقات و جسور و آلاف الوحدات السكنية و خطوط الكهرباء و الغاز، قبل أن تصاب بالوهن و تختفي من الساحة تقريبا.  
و تحاول بعض المقاولات المحلية اليوم، النهوض من جديد بعد انتعاش برامج التنمية و توسع فرص النشاط في كل القطاعات تقريبا، لكن الكثير منها ربما مازال غير قادر في الوقت الحالي على مواكبة الحركية الكبيرة التي تعرفها الولاية منذ السنة الماضية.  
و أصبحت ثنائية الآجال و النوعية، بمثابة رهان كبير أمام المقاولة المحلية المطالبة اليوم ببذل مزيد من الجهد للتطور و مواكبة التحولات و برامج التنمية المكثفة التي تنتظر الانطلاق عبر كل البلديات.  
و لم يعد سكان قالمة يخفون قلقهم بخصوص آجال الإنجاز و النوعية و مازالت برامج السكن المتعثرة منذ عدة سنوات ببعض المواقع و نوعية الأشغال المنجزة ببعض القطاعات، شاهدة على المشاكل التي تعاني منها التنمية المحلية بقالمة على مدى سنوات طويلة.                          فريد.غ            

الرجوع إلى الأعلى