غياب القرار السياسي والبيروقراطية عطلا مكافحة السرطان لعشرات السنين بالجزائر
أكد البروفيسور مسعود زيتوني أمس، أن المخطط الخماسي لمكافحة السرطان الذي إنطلق أمس عمليا، سيستغل الغلاف المالي الذي أعلن عنه  رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، والمقدر بـ 180 ملياردينار، بالتركيز على الوقاية والتشخيص المبكر للمرض، وهما مرحلتان كانتا غير مطبقتين بطريقة جيدة، مما أضعف نتائجهما. فيما سيتم تخصيص جزء من هذا الغلاف المالي لتدارك التأخير المسجل في مكافحة السرطان بالجزائر لعشرات السنين.
وأوضح البروفيسور مسعود زيتوني في مداخلته خلال اليوم الدراسي حول المخطط الوطني لمكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي بوهران، أن العائق الأساسي الذي طالما أثر سلبا على سيرورة مكافحة السرطان ومعالجته في الجزائر، هو تذمر الأطباء والمسيرين على حد سواء من إنعدام إرادة سياسية قوية من شأنها إعطاء دفع قوي لهذا الملف، مضيفا أنه رغم التأخر المسجل فإن الإرادة السياسية تجسدت من خلال قرارات رئيس الجمهورية الذي حرص على متابعة الأمر شخصيا، وكان القرار المفصلي حسب البروفيسور زيتوني هو تفعيل المخطط الوطني لمكافحة السرطان الذي سيمتد لغاية 2019، والذي خصص له غلاف مالي ضخم بـ 180 مليار دج ، مشيرا إلى أنه في 2013 عندما شرع في التشخيص الميداني للوضع وإحتمل أن يكون المبلغ يقارب 200 مليار دج، شك في إمكانية الموافقة عليه بالنظر لبداية تدني أسعار النفط، لكن مثلما قال  تفاجأ بقرار رئيس الجمهورية قبول الغلاف المالي المشار إليه سابقا. و كشف أن اللجنة الوطنية ستقدم تقارير دورية لرئيس الجمهورية وتقرير سنوي للحكومة عن سير المخطط الوطني ميدانيا، منبها إلى أن تقريرا يخص الثلاثي الأول من 2015 موجود حاليا لدى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات.
ومن بين الأمور التي سيعمل المخطط على ضبطها، مسألة مسك السجلات على مستوى مصالح ومراكز مكافحة السرطان، حيث قال البروفيسور زيتوني أنه خلال التقييم الذي أنجزه وجد أن بعض المرضى يسجلون عدة مرات في سجلات مختلفة مما يحدث خللا في المتابعة والعلاج، ويخلط الإحصائيات التي تشير في الوقت الراهن لوجود ما بين 45 ألف إلى 48 ألف إصابة جديدة سنويا، إلى جانب قضية توجيه أطباء مختصين لمراكز إستشفائية لا تتوفر على أجهزة العلاج لمرضى السرطان. وضرب البروفيسور دالي يوسف من مستشفى وهران مثلا عن عدة أطباء ظلوا أكثر من 5 سنوات لا يعملون شيئا سوى انتظار قدوم التجهيزات للقيام بمهامهم، كما سيتكفل المخطط الخماسي أيضا بمسألة التنسيق بين القطاعين العام والخاص و تفعيل دور الطبيب العام المنسق. أما فيما يتعلق بالهياكل فرغم إعتراف البروفيسور زيتوني بأن الجزائر تعد من بين الدول القلائل في العالم التي  تتوفر على هياكل إستشفائية خاصة بالتكفل بمرضى السرطان، إلا أنه أكد أن عدد من المراكز التي سجلت سنة 2002 لم تر النور لحد الآن وليس لأسباب .                      

هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى