• مصلحة النادي تتطلب نبذ الخلافات و الترفع عن الصراعات
أبدى رئيس وفاق المسيلة الشيخ ياحي، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه، على المحافظة على مكانته في قسم الهواة في نهاية هذا الموسم، واعتبر النجاح في التخلص من الفانوس الأحمر لأول مرة بمثابة المؤشر الإيجابي، الذي أظهر تجند المجموعة لتحقيق المبتغى، رغم أن البقاء كان أشبه بالمعجزة.
الشيخ ياحي، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن المهمة لم تكن سهلة وإعادة الأمور إلى نصابها، تطلبت عملا جبارا على جميع الأصعدة، ولو أنه أوضح بالمقابل بأن مشكل التمويل، يبقى أكبر هاجس يطرح في الوفاق، خاصة ما يتعلق بالديون السابقة، والتي مازالت قيمتها الحقيقية مجهولة، لكن الوضعية الراهنة تجبر أسرة الفريق، على وضع الصراعات الهامشية جانبا، لأن ضمان البقاء لا يمكن أن تقدر قيمته بأي ثمن.
• في البداية، ما تقييمكم للمشوار الذي يؤديه الوفاق منذ توليكم رئاسة النادي؟
الأكيد أن الفوز الأخير، الذي أحرزناه داخل الديار على حساب وداد بوفاريك بثلاثية نظيفة، كان أبرز دليل على الانتفاضة المسجلة في الجولات الأخيرة، خاصة وأنه كان بوزن التخلص من الفانوس الأحمر لأول مرة منذ بداية الموسم، وهذا ما يجعلنا جد متفائلين، بمواصلة العمل بكل جدية من أجل الوصول إلى المبتغى، والنجاح في ضمان البقاء في قسم الهواة هذا الموسم، بعدما كان وفاق المسيلة أكبر المهددين بالسقوط، إلى قسم ما بين الرابطات.
• نفهم من كلامكم بأن الفريق أمام تحديات كبيرة في الثلث الأخير من البطولة؟
تواجدنا على رأس النادي، كان بنية إخراج الوفاق من الدوامة التي تخبط فيها منذ بداية هذا الموسم، لأن ملازمة الصف الأخير طيلة مرحلة الذهاب، جعل التغيير على مستوى الطاقم المسير أمرا حتميا، ولو أننا وجدنا أنفسنا مجبرين على قبول هذه المهمة، بالرغم من إدراكنا المسبق بأنها صعبه للغاية، لأن الفريق كان يتأخر عن أقرب المنافسين بـ 5 نقاط مع بداية النصف الثاني من البطولة، كما أن التعداد كان مشتتا، بمقاطعة كل اللاعبين للتدريبات والمباريات الرسمية منذ عدة أشهر، وإعادة القطار على السكة من جديد، كان من الخطوات الصعبة التي قطعناها، قبل التفكير في النتائج الميدانية.
• لكن النتائج تحسنت بشكل ملحوظ والبقاء أصبح في المتناول؟
كما سبق وأن قلت فإن استلامنا المهام كان في ظروف جد استثنائية، لأن أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع أن ننجح في ترتيب البيت بسرعة البرق، بالنظر إلى الانهيار الكلي الذي كان مسجلا، وحسابيا فإن الفريق الذي ينهي مرحلة الذهاب برصيد 7 نقاط لا يملك حظوظا كبيرة في القدرة على تفادي السقوط، لكن استراتيجية العمل التي انتهجناها كانت جد فعّالة، وانعكست بالإيجاب على النتائج، وقد استغلينا فرصة اللعب داخل الديار مرتين متتاليتين للخروج من مؤخرة الترتيب لأول مرة منذ انطلاق الموسم، وذلك بالفوز بثلاثية في مناسبتين، وهذا الانجاز أعاد الثقة للاعبين والأنصار على حد سواء، خاصة بعد التقدم في الترتيب على كل من جيل حي الجبل وأمل ورقلة، وهي الوضعية التي تجعلنا جد متفائلين بالقدرة على تحقيق المبتغى، وضمان البقاء في هذا القسم لموسم آخر، رغم أن هذا الهدف كان عبارة عن معجزة، بالنظر إلى ما عايشه الوفاق في بداية الموسم.
• وهل لنا أن نعرف الخطوط العريضة لاستراتيجية العمل التي انتهجتموها؟
عند شروعنا في العمل منتصف شهر جانفي الفارط، اصطدمنا بوضعية كارثية، وكأن الفريق استسلم مبكرا للأمر الواقع، بحزم الحقائب تحسبا للسقوط إلى قسم ما بين الرابطات، الأمر الذي جعل بدايتنا صعبة للغاية، فكانت الخطوة الأولى التي قطعناها الحرص على لم شمل كل اللاعبين، وإقناعهم بالعودة إلى التدريبات، رغم أن غالبيتهم كانت قد غابت لأزيد من ثلاثة أشهر، والطاقم الفني الجديد بقيادة رضا بن دريس وعوينة، حاول التكثيف من العمل الميداني سعيا لتدارك الضعف المسجل في الجانب البدني، ولو بصورة تدريجية لأن المنافسة كانت متواصلة بصورة منتظمة، ليكون تجاوب الأنصار مع هذا التغيير إيجابيا، خاصة بعد النجاح في تحقيق الفوز في القليعة، لتستعيد التشكيلة توازنها بشكل ملحوظ، مع كسب الكثير من الثقة في النفس والامكانيات، سيما وأن مصير الفريق أصبح بأرجل لاعبيه، بعدما كان مرهونا بتعثر باقي المنافسين، وهذا مكسب كبير في هذه المرحلة.
• وماذا عن الوضعية المالية، خاصة وأن هذا الاشكال كان قد طرح بحدة من المسيرين السابقين؟
الحديث عن هذا الجانب ذو شجون، لأن قضية الديون تبقى من أكبر المشاكل المطروحة، في ظل عدم القدرة على تحديد القيمة الحقيقية للديون المتراكمة على النادي، مع تواجد الكثير من الصكوك بحوزة الدائنين منذ المواسم الفارطة، ولو أننا عند مباشرة العمل اصطدمنا بإشكالية مستحقات اللاعبين، فما كان علينا سوى الاعتماد على المال الخاص، وصرف 700 مليون سنتيم من رصيدي الشخصي لوضع القطار على السكة، لأن الفريق لم يكن يتوفر على بدلة رياضية، وقد أجبر في إحدى المباريات الرسمية، على الاستنجاد بفريق ينشط في الجهوي لتوفير بدلة، فضلا عن العتاد الرياضي، والوعود التي تلقيتها شخصيا من السلطات المحلية دفعتني إلى تحمل المسؤولية، والسعي لتحقيق حلم الأنصار، لأن الوفاق لم يعد قضية اللاعبين والمسيرين فقط، بل أصبح قضية منطقة الحضنة بكاملها، والدليل على ذلك الدعم المعنوي الذي نحظى به من رئيسي أمل بوسعادة ونجم مقرة، ليبقى ضمان البقاء في وطني الهواة الغاية التي نصبو إلى تحقيقها، دون التفكير في تكلفة هذا الانجاز.
حاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى