مطالب الحراك الشعبي تتقاطع مع مطالب المعارضة 
يرى عبد الغني داود أستاذ جامعي بكلية الحقوق و مفتش الشؤون الدينية ببرج بوعريريج، أن المسيرات التي خرجت كانت إيجابية في عمومها وحملت رسالتين هامتين، رسالة داخلية وهي للسلطة القائمة بضرورة الالتفات إلى مطالب الشعب الراغبة في التغيير، ورسالة للخارج أن الشعب ملتف مع بعضه وهو موحد بكل أطيافه ومشاربه. 
و قال عبد الغني داود الذي كان من بين أوائل المشاركين في المسيرات، منذ بدايتها للمطالبة بالتغيير، أن عدول الرئيس عن الترشح غير كاف، مضيفا أنه قبل الحديث عن العهدة الخامسة كان من الواجب التحدث عن العهدة الرابعة، التي يعتقد أنها كانت خطأ استراتيجيا فادحا بحيث لم تنتبه الأحزاب الداعمة لها أن «هناك تجاوزات كانت ترى فيها المعارضة أن الرئيس بوتفليقة لا يمكنه أن يترشح بسبب حالته الصحية». 
وأضاف محدثنا، أن الشعب الذي خرج مطالبا بالتغيير مستمر في هذا الحراك، مشيرا إلى أن بداية الحراك و الاحتجاجات قبل المسيرات لم تكن عفوية، وإنما هناك حسبما أضاف و لمسه من خلال متابعته للوضع، أن هناك «جهة نافذة لها رؤية مخالفة للرئيس بوتفليقة، بعد أن وصل الحوار بينهما إلى طريق مسدود لجأت إلى الشارع»، لكن بعد ذلك، الشارع التقط هذه الرسالة وخرج بهذا الحجم الكبير، فتقاطعت مصلحته مع مصلحة هذه «الجهة النافذة» التي لم يسمها أو يشر إلى الشخصيات التي تقف من ورائها. 
كما قال إنه و من خلال ملاحظاته الأولية واستقرائه لما جرى، فإن المسيرات و الحراك الشعبي في تصاعدية مستمرة، وعلى  السلطات الوصية أن تسمع لهذه الأصوات بقلوب منفتحة، و لأننا أبناء وطن واحد يجب أن نقبل بعضنا في السراء والضراء، مبديا قناعته بأن المسيرات بدأت بعفوية وسلمية، ما جعل عموم الشعب يخرج ويتظاهر لما رأى منها من السلمية ولو كانت غير ذلك لما خرج. 
و يرى الأستاذ عبد الغني داود، أن وقف الحراك و الخروج من هذه الحالة المتأزمة، يحتاج إلى فتح قنوات و أبواب الحوار للخروج من هذه الأزمة، بحيث على السلطة القائمة أن تسمع لهذه الأصوات حتى ولو لم يكن هناك ممثلون  فالمعارضة تتقاطع مع هذا الحراك في عدة نقاط، و يمكن بحسبه أن تكون هي همزة الوصل بين الحراك والسلطات، مضيفا أنه لا يعقل أن يبقى الوضع على هذا الحال، شعب يرسل وسلطة تسمع من بعيد، بل لا بد كما أضاف من إيصال هذه الرسائل عن طريق الجلوس والحوار، الذي يجب أن تكون فيه تنازلات بين أبناء الشعب الواحد، و التركيز على الأولويات قبل الكماليات، و عدم الإقصاء لأي كان في هذا الحوار، مع نبذ الجهوية المقيتة والمدمرة، و عدم المساس بثوابت الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام والعربية والأمازيغية. 
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى