شعراء تونس يحيون ثاني ليالي الشعر العربي بقسنطينة
أحيت كوكبة من الشعراء التونسيين أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة، ثاني ليلة من ليالي الشعر العربي التي كانت على شرف أحفاد أبو قاسم الشابي و التي حملت شعار «الأرض والتراب».
الشعراء الذين يمثلون المشهد الشعري التونسي و هم محمد الهادي الجزيري، شوقي العنيزي، أنور اليزيدي، عبير مكي و إيمان عمارة أدوا قصائد تغنت بالحبيب والجسد و التاريخ عبر إلقاء أشعار جميلة استمتع بها الجمهور الذي كان غالبيته من الشعراء و المثقفين الجزائريين و كذا وجوه ثقافية من مدينة قسنطينة.الليلة التونسية كانت على شرف الشاعرة التونسية ليلى زيتوني، حيث استذكرها زملاؤها بإلقاء قصائد من إبداعها في افتتاحية الشعر، كما كان الشعر الشعبي التونسي حاضرا من خلال إلقاء الشاعر محمد الهادي الجزيري لقصيدة عاطفية باللهجة التونسية والتي راقت كثيرا للجمهور فصفق له بحرارة. الشاعران الجزائريان إسماعيل يبرير و ميلود خيزار ألقيا بدورهما أبياتا تمثل طيفا من التجربة الشعرية الجزائرية، حيث تجاوب الحضور مع قصيدة ميلود خيزار»إني أرى»،  التي تحدثت عن اشتياق الحبيبة، أما الروائي اسماعيل يبرير فقد عاد إلى قصائده الأولى التي كتبها قبل أن ينتقل إلى الرواية والتي تتساءل كلماتها عن الحياة والضياع والبحث المستمر عن المعنى من قول الشعر على غرار قصيدة «أسلي غربتي بدفء الرخام».
مدير المسرح الجهوي محمد زتيلي رحب في كلمته الافتتاحية بضيوف قسنطينة واعتبر بأن التبادل الشعري ما بين شعراء تونس وشعراء الجزائر يعود إلى سنوات بعيدة مستدلا بالتلاحم الثقافي إبان الثورة التحريرية  واللقاءات الأدبية الكثيرة التي تمت ما بين الكتاب الجزائريين والتونسيين في مرحلة الاستقلال.
أما الشاعرة التونسية إيمان عمارة فاعتبرت في كلمتها بأن قسنطينة، مدينة تجسد ذروة الأخوة ما بين الشعبين الجزائري والتونسي، موضحة بأنها  تعرّفت عليها منذ سنتين حين شاركت في مهرجان الشعر النسوي لتلقي بعدها قصيدة تحمل عنوان «حلول» و التي تتناول ثيمة الجسد وتستعير من حضارات بلاد الرافدين وأسطورة جلجامش معانيها.
الشاعر بوزيد  حرز الله المشرف على تظاهرة ليالي الشعر اعتبر بدوره بأن الشعر الجزائري والشعر التونسي قد تلاقحا و استمدا من بعضهما البعض التجارب الشعرية، إذ أن جامع الزيتونة الذي كان يستقبل الطلبة الجزائريين مهد لهذا التلاقح وتم بلورته فيما بعد، خاصة في المرحلة الاستعمارية و انطلاق الثورة التحريرية.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى