بوتفليقة  يدعو الأفلان  لتعزيز الديمقراطية

تزكية بوتفليقة رئيسا فعليا للآفلان

انتخاب عمار سعداني أمينا عاما اليوم

زكى المشاركون في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني في اليوم الأول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “رئيسا فعليا”  للحزب بالإجماع، فيما ينتظر أن ينتخب عمار سعداني أمينا عاما اليوم من طرف أعضاء اللجنة المركزية الجدد في اليوم الأخير من أشغال المؤتمر.
انطلقت أول أمس الخميس أشغال المؤتمر العاشر للآفلان بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد  بوضياف بالعاصمة بمشاركة 6371 مندوب عن كل ولايات الوطن وعن الجالية، وقد زكى المندوبون في الجلسة الافتتاحية بالإجماع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيسا “فعليا” للحزب، بعدما كان قد زكي في المؤتمر الثامن الجامع والمؤتمر التاسع رئيسا شرفيا للآفلان.
 وقد بعث الرئيس بوتفليقة برسالة للمشاركين في المؤتمر قرأها نيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، عبّر فيها عن ارتياحه لتمكن قيادة الآفلان من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد  المتجذر في أعماق الشعب الجزائري  بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول البلاد عهد التعددية السياسية، وخاصة ما ألم به  خلال السنوات الأخيرة  من محاولات متوالية لزعزعته.
كما عبّر بوتفليقة في رسالته عن تأييده ودعمه للقيادة الحالية للحزب، وثقته في أن مناضلي الآفلان سيوفقون في إنجاح هذا المؤتمر ويخرجون منه متحدين متكاتفين وراء القيادة التي ستنبثق عن المؤتمر.
وقد عقد المؤتمر العاشر للحزب العتيد في غياب كل القيادات ورؤوس المعارضة، بينما حضر حفل الافتتاح الوزير الأول عبد  المالك سلال وعدد معتبر من الطاقم الحكومي رفقة مدعوين آخرين يمثلون أحزابا سياسية ومنظمات وطنية وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا، وسجل   حفل الافتتاح الحضور اللافت لرئيس الحكومة الاسبق بلعيد عبد السلام، والعقيد الطاهر الزبيري ومستشار رئيس الجمهورية بن أعمر زرهوني.
الأمين العام عمار سعداني ألقى كلمة مطولة عاد فيها لمراحل سابقة من حياة الحزب ومواقفه الداعمة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه، و لكل ما قدمه الحزب للبلاد وللطبقة السياسية الوطنية ومواقفه المتعددة من مختلف القضايا، وفتح عمار سعداني يديه واسعتين للمعارضة للعودة الى حضن الحزب.
وسيتم اليوم صباحا حسب مصادر من داخل القاعة البيضاوية انتخاب الأمين العام للحزب من طرف أعضاء اللجنة المركزية الجدد، ولا يوجد لحد الآن أي منافس آخر لعمار سعداني، ما يعني أن انتخابه سيكون بمثابة تزكية من طرف المشاركين في المؤتمر.
ويدور في كواليس القاعة البيضاوية حديث عن أن أسماء عدد من الوزراء ستكون ضمن اللجنة المركزية الجديدة، ولم يخف وزير السكن والعمران و المدينة عبد المجيد تبون قوله للصحفيين عقب انتهاء الحفل الافتتاحي للمؤتمر أنه مندوب، ونفس الشيء ينطبق ايضا على وزراء آخرين مثل عبد القادر قاضي، أو عبد الوهاب نوري وغيرهما.
 محمد عدنان

قال بأنه لم يجد الأجوبة الكافية لتوضيح حقيقة ما جرى داخل الحزب

   بن صالح يستقيل من قيادة الأرندي ويفتح الطريق أمام عودة أويحيى

اجتماع المجلس الوطني في العاشر جوان لإثبات حالة الشغور وتعيين أمين عام بالنيابة

 قدم الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، استقالته رسميا من على رأس «الارندي»، وأعلن عن قراره في رسالة وجهها لمناضلي الحزب. قال فيها أنه فضل تجنيب الحزب الدخول في دوامة جديدة. مضيفا بأن قراره اتخذ بعد استشارة واسعة، ملمحا بان تحرك المعارضة ضده غير مرتبط بأداء الحزب طيلة فترة توليه الأمانة العامة، وابرز بأنه لم يجد المبررات الكافية لتوضيح حقيقة ما جرى داخل الحزب، وقال بأن الأسئلة التي طرحها على نفسه ظلت في معظمها دون جواب مقنع.
«ارتأيت بكامل روح المسؤولية التنحي عن منصبي كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي»، بهذه الكلمات اختار عبد القادر بن صالح، الإعلان عن تخليه عن منصبه على رأس الارندي، بعد أسابيع من التجاذبات داخل الحزب، وتصاعد حدة المطالبين برحيله من منصبه، تمهيدا لعودة الأمين العام السابق أحمد أويحيى إلى منصبه الجديد-القديم، الذي غادره هو كذلك بعد خلاف مع قياديين شكلوا آنذاك ما يعرف بـ»الحركة التصحيحية» التي لم يدم مفعولها سوى عامين فقط، بعدما تراجع دورها واستقال منسقها الوزير السابق يحيى قيدوم، الذي أدرك قبل أشهر، بأن الشخص الذي وقف ضده في 2013 سيعود إلى قيادة الحزب في 2015.
تنحي بن صالح من منصبه لم يكن مفاجأة للكثيرين، رغم التصريحات التي صدرت عنه مؤخرا، والتي أكد خلالها بأنه «سيعطي الوقت لنفسه لاتخاذ القرار المناسب»، ليأتي خبر استقالته في رسالة مطولة برر فيها قراره التزامه تجنيب الحزب أزمة جديدة، وقال في الرسالة أنه استشار عددا كبيرا من الإطارات في الحزب و وزراء ومناضلين وعلى ضوء ما دار من حديث معهم قرر التنحي من منصبه ليفتح الباب واسعا الآن أمام عودة أحمد أويحيى، الذي كان هو كذلك قد فضل الانسحاب من المنصب بدل الدخول في صراع مع معارضيه حينها. وتشير تسريبات من داخل الحزب، بان أويحيي، قد يتولي منصب الأمين العام بالنيابة خلال دورة المجلس الوطني المقررة في العاشر جوان المقبل، قبل تثبيته في منصبه خلال مؤتمر استثنائي سيعقد لاحقا.
وكان هناك إجماع بين القياديين في الحزب، وفي الأوساط الإعلامية، بان استقالة بن صالح من منصبه مسالة وقت فقط، خاصة وان الرجل يرفض الدخول في صراع مع قياديين داخل الحزب، وهو يعلم يقينا بان هذا الصراع لن يكون لا في صالحه وهو الذي يتولى منصب رفيعا في هرم الدولة، ولا في صالح الحزب الذي خرج لتوه من أزمة داخلية كادت تعصف به، ليواجه بذالك نفس مصير الأمين العام السابق، الذي كان قبل عامين في نفس الثوب الذي وجد فيه بن صالح نفسه وهو يواجه حملة أطلقها قياديون في الحزب ونواب بالبرلمان
وحرص بن صالح في الرسالة التي وجهها للمناضلين، على تقديم «موقفه الشخصي»مما جرى في الأسابيع الأخيرة داخل التجمع الوطني الديموقراطي، وقال «أني عشت وعايشت معكم التطورات المتسارعة التي عرفها حزبنا في الفترة الأخيرة، والتي فيها استمعت (لاستكمال القناعة) إلى قيادات وإطارات عديدة في حزبنا. فتحدثت إلى برلمانيين والى وزراء ممن يقاسموننا الانتماء، والى مناضلين عاديين ضمن تشكيلتنا السياسية».
وبرر بن صالح عدم تسرعه في اتخاذ القرار، بكونه حاول طيلة الفترة السابقة البحث «عن الحجة» التي تساعده على الفهم وعلى تحديد الموقف واتخاذ القرار، مضيفا بأنه استمع لأكبر عدد ممكن من المناضلين والمسؤولين، لمعرفة رأيهم قبل تحديد الموقف، وهذا ما جعله يتريث في اتخاذ قراره. مضيفا بأنه وطيلة الأيام الأخيرة استعرض «مسلسل التطورات التي عرفها الحزب» خلال السنتين التي قضاها على رأس التجمع الوطني الديموقراطي، وتذكر كل ما تحقق له أثناء الفترة.
 «لم أجد المبررات الكافية لحقيقة ما جرى»
واعترف بن صالح بأنه لم يجد «المبررات الكافية لحقيقة ما جرى»، وقال بأن الأسئلة التي كان يطرحها على نفسه «كانت تبقى (في معظمها) دون جواب مقنع»، في إشارة إلى تصاعد حدة المعارضين لاستمراره على رأس الارندي، مشيرا بان المناقشات التي جمعته مع أطراف داخل وخارج الحزب، أوصلته إلى خلاصة واحدة وهي كما قال في رسالته «خلاصة تدعوني بإلحاح إلى ضرورة تحمل مسؤوليتي كمناضل وكمسؤول: حفاظا على وحدة الحزب واستمرار استقراره وأيضاً وجوده الفاعل في الساحة، لهذا ورغبة مني في تجنيبه الدخول في أوضاع غير مريحة لا يتمناها احد فما بالك أن أكون ذاك المتسبب فيها... اتخذت قراري السيد».
وأضاف بن صالح في رسالته، انه عمل بإخلاص دائما، وأضاف قائلا «تحملت في كل مرة مسؤوليتي كاملة وحرصت على تنفيذ السياسات التي سطرتها القيادة السياسية للحزب...وعملت في حدود إمكانياتي وإمكانات إطارات الحزب على إسماع صوت التجمع في كل مناسبة متاحة بقصد إعطاء السمعة وتوفير المكانة لتشكيلتنا السياسية».
كما أكد بن صالح، بأنه حرص طيلة توليه قيادة الحزب على وضع برنامج رئيس الجمهورية «كبوصلة» لتحديد خيارات الحزب، مضيفا بأنه لا يزال يؤمن بان برنامج الرئيس يبقى أحسن الخيارات الممكنة لضمان استقرار البلاد ومواصلة تنميتها. موجها تشكراته إلى كل الذين عملوا معه، ودعاهم لمواصلة نفس الجهد أو أكثر في المرحلة المقبلة. مؤكدا بأنه سيترك لمناضلي الحزب حرية اختيار من يرونه مناسبا لتولي قيادة الحزب، مضيفا بأنه سيبقى مناضلا عاديا في الحزب ويدعم ويساند من يأتي بعده لتحمل المسؤولية، وقال بأنه لم يكن يوما من المطالبين بهذا المنصب، مخاطبا المناضلين بعبارة «وانتم تعلمون ذلك ولم آت للخلود فيه».
 كيف سيختار «الأرندي» خليفة بن صالح؟
تشير المادة 40 من القانون الأساسي للحزب، بان الأمين العام للحزب ينتخب من طرف المؤتمر لمدة خمس (05) سنوات، وتوضح المادة 42 كيفية معالجة حالات وفاة أو استقالة الأمين العام، حيث يجتمع وجوباً المجلس الوطني لإثبات الشغور و تعيين أميناً عاماً بالنيابة الذي يقوم بدعوة مؤتمر إستثنائي لانتخاب أمين عام للتجمع و ذلك في غضون ثلاثة أشهر كحد أقصى إبتداءً من تاريخ إثبات شغور منصب الأمين العام.
أنيس نواري

 

في رسالة خاصة للمؤتمرين

بوتفليقة يقدم دعما قويا للآفلان ويدعوه لتعزيز الديمقراطية

 خصّ رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة المشاركين في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني برسالة خاصة قرأها نيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة عبر لهم فيها عن دعمه لهم وتمنياته لمؤتمرهم بالتوفيق والنجاح.
وأشار بوتفليقة في بداية الرسالة أن مسؤولياته الدستورية تفرض عليه عدم التحزب وأن يكون رئيسا لكل الجزائريين أنى كانت مشاربهم، ووجه تحية خاصة لمناضلي الحزب جيلا بعد جيل لغيرتهم على مبادئه وقيمه، وحفاظهم على موقعه الريادي في مسار بناء الجزائر والنهوض بها إلى عهد الديمقراطية الرصينة المسؤولة.
وعبّر الرئيس بوتفليقة الذي زكي بعد ذلك رئيسا فعليا للحزب عن ارتياحه لتمكن قيادة الحزب الحالية من الحفاظ على تماسك بنيته» ولذلك  فأنا  بهذه المناسبة التي يجدد فيها حزب جبهة التحرير الوطني صفحاته الناصعة ليقرأها أبناء الجزائر بكل فخر واعتزاز  أعرب لكم عن ارتياحي لتمكن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد  المتجذر في أعماق الشعب الجزائري  بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية  وخاصة ما ألم به  خلال السنوات الأخيرة  من محاولات متوالية لزعزعته».
واضاف أنه ليس أدل على ذلك من» أنكم تجتمعون اليوم  جبهة واحدة موحدة  لكي  تعقدوا مؤتمركم العاشر، هذا  وأنا على يقين بأنكم بالغون  بلا ريب  هدفكم المنشود، وبأن أعمالكم ستتميز عن أعمال المؤتمرات السابقة  بالنظر إلى المستجدات القائمة في الساحة السياسية الوطنية  والتحديات الهامة المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي».
واستحضر عبد العزيز بوتفليقة في رسالته للمشاركين في مؤتمر الحزب العتيد بالمناسبة التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الجزائري على مدى عقود من الزمن من أجل التحرر ونيل حريته وكرامته خاصة منها مجازر الثامن ماي 1945، فقال» إن التاريخ ليشهد بأن الجزائر استطاعت  فور ميلاد جبهة التحرير الوطني أن تتجاوز تلك المجازر الوحشية التي حدثت في مثل هذا الشهر قبل سبعين عاما،  وحولت دموع الألم إلى دموع ابتهاج واستبشار متواصل بالانتصارات تلو الانتصارات  بفضل رباطة جأش محرريها الأشاوس وعزائمهم الصلبة القوية.. فما أعظمه من كفاح خاضوه بثقة في النفس وإيمان بالنصر  وما زلتم تستكملونه بعدهم  وستظلون  أنتم والآتون بعدكم  تواصلونه بكل عزم وثبات  على الدوام أوفياء للوطن العزيز».
وبعد ذلك لفت الرئيس في رسالته أنظار المؤتمرين للتحديات و الرهانات التي تنتظر جبهة التحرير الحالية في مجال البناء و تقوية الديمقراطية والحفاظ على الاستقرار وللمسؤولية التي تقع على عاتق أبنائه» إن حزب جبهة التحرير الوطني  هذا الذي كان وما يزال بمثابة العمود الفقري في البنية الاجتماعية السياسية الوطنية  يواصل الاضطلاع بدوره الحيوي في تحريك ركب قيادة البلاد في ظل التعددية الحزبية  ودعم مسيرة البناء والتشييد  وكذا الإسهام بالقدر الأوفى في تفعيل قواعد الديمقراطية من خلال مختلف الأعمال السياسية المنسجمة مع برامج التنمية الوطنية الشاملة  المستجيبة لتطلعات الشعب وانشغالاته. وكذا مشاركته الإيجابية في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة في كنف التنافس النزيه بين الأحزاب  حريصا على تجسيد أهداف الاستراتيجية الوطنية  بمعية غيره من الأحزاب بمختلف اتجاهاتها».
مضيفا انه أصبح لزاما على الآفلان أن يضطلع بدور الأسوة الحسنة بالنسبة للأحزاب الناشئة، وأنه يتعين عليه قبل غيره السعي لتعميق الديمقراطية الصحيحة وتوسيع صفوفه بالتجديد والتشبيب والانفتاح على كل شرائح المجتمع والانخراط في تسيير شؤون الدولة عبر مسارات الحزبية والشعبية.
وفي الأخير عبر لهم عن تمنياته بالتوفيق لأشغال المؤتمر والخروج منها متحدين متكاتفين وراء القيادة التي ستنبثق  عن المؤتمر العاشر، وان تفضي اشغال هذا المؤتمر إلى ما يزيد الحزب قدرة وشأنا على تعزيز مكانته أكثر لدى المواطنين.
وتعبتر رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمؤتمر العاشر للآفلان بمثابة دعم قوي للمؤتمر الذي يقاطعه قسم من المعارضة، وهي في نفس الوقت دعم وسند لقيادته.
  محمد عدنان

الرجوع إلى الأعلى