تعرضت آثار رومانية بمنطقة مركونة ببلدية تازولت في ولاية باتنة، نهاية الأسبوع المنقضي،  إلى اعتداء و تخريب من طرف مقاولة أشغال حفر آلياف بصرية، حيث مست آليات حفر أجزاء حساسة من حجارة قوس النصر المتاخم للطريق الوطني 31، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا حول الحادثة، بعد أن رفعت مصالح الثقافة دعوى قضائية ضد المقاولة المتسببة في حادثة الاعتداء.
تخريب و تحطيم أجزاء من آثار قوس النصر الذي يعود للحقبة الرومانية، جاء بعد توقف للأشغال منذ شهر جوان من السنة الماضية و هي الفترة التي أخطرت فيها مصالح الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية وفق مراسلة تحوز النصر نسخة منها مصالح الدرك، قيام مقاولة أشغال بعملية حفر دون رخصة بالموقع السفلي لمدينة لمباز الأثرية، أين يتواجد قوس النصر للإمبراطور ماركوس أورليوس.
و جاء في مراسلة مصالح ديوان حماية الممتلكات الأثرية، بأن الحفر يخضع للترخيص وفق قانون 04/98 و أكدت على أنها أمرت مرات عدة المقاولة بتوقيف الأشغال و استدعت العمال لكن حسب المراسلة، فإن العمال يتظاهرون بالتوقف لمدة ثم يعودون مجددا لأشغال الحفر دون رخصة، فيما التمست مصالح الآثار من الدرك الوطني استدعاء المخالفين و حجز العتاد بسبب مخالفة الحفر دون رخصة في محمية أثرية.
و حسب القائمين على مصالح الآثار، فإن ما تعرض له قوس النصر بالموقع الأثري لمدينة لمباز من تحطيم، مس أحجار الجهة السفلية و خدش أحجار علوية مدون عليها باللاتينية، ما من شأنه أن يؤثر على معلم صمد لقرون و بات مهددا بالانهيار.
و أشارت مصادر خبيرة مطلعة، إلى خطر إنجاز ازدواجية الطريق الجاري أشغاله بالقرب من ذات المعلم، حيث حذرت ذات المصادر من خطر تعمد أو استغلال تخريب و هدم معالم أثرية من بينها قوس النصر لإنجاز ازدواجية الطريق و هو المشروع الذي منعت وزارة الثقافة من المساس بالآثار من أجل إنجازه.
و في اتصالنا بالمدير الولائي لقطاع الثقافة، صرح لـ»النصر»، بأن مصالح ديوان حماية و تسيير الممتلكات الثقافية المحمية، رفعت شكوى لمصالح الدرك و دعوى قضائية ضد المقاولة التي اعتدت على معلم قوس النصر بمنطقة مركونة.
و في سياق متصل، كانت لجنة مركزية قد حلت قبل حادثة الاعتداء على معلم قوس النصر الروماني من الديوان الوطني لحماية و تسيير الممتلكات الثقافية، بعد شكوى موظفين على مستوى الموقعين الأثريين تيمقاد و تازولت و تم على إثرها التوقيف التحفظي المؤقت لمسؤولي الموقعين على خلفية شكوى بسوء التسيير.
و في سياق متصل، علمت النصر بتعرض قطع أثرية للسرقة من متحف تازولت بوسط المدينة و قد فتحت مصالح الأمن تحقيقات حول السرقة.                   
يـاسين/ع

الرجوع إلى الأعلى