عمال مركب الفوسفات ببئر العاتر في تبسة يستأنفون العمل  
استأنف، مساء أول أمس، عمّال المركّب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر بتبسة، البالغ عددهم قرابة 1400 عامل نشاطهم، بعد 23 يوما من الإضراب المفتوح، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية و المهنية، فيما استقبل الوالي الفرع النقابي لعمال منجمي الونزة و بوخضرة للحديد، للعمل على وقف الإضراب الذي تجاوز الشهر.
عودة عمال مركب الفوسفات ببئر العاتر، جاءت بعد لقاء ماراطوني التأم بمقر المركب، بحضور المدير و رئيس بلدية بئر العاتر و بعض أعيان المدينة و الفرع النقابي للمركب و ممثلي العمال المضربين، حيث جرى حوار و نقاش مطول، استمع فيه الوسطاء لانشغالات العمال المطروحة و التي تصب في مجملها في تحسين ظروفهم المهنية و تحقيق مطالبهم القديمة الجديدة، فضلا على حرصهم على إعادة الاعتبار لوضعية المركب، الذي يحتاج إلى عملية تجديد في وسائله و تجهيزاته.
و بعد النقاش و الحوار بين جميع الأطراف، اتفق الحضور على استئناف نشاط المركب و دراسة وضعية العمال الـ14 الموقوفين عن العمل، في إطار اتفاق داخلي بين الشريك الاجتماعي و الإدارة العامة، مع عدم المتابعة القضائية و الإدارية و دراسة دفع مرتبات العمال لشهري أفريل و ماي كاملة، في إطار الاتفاق بين النقابة و الإدارة، فضلا على دفع الأرباح السنوية لكافة العمال في أجل لا يتعدى أسبوع بعد تشغيل المركب، على أن تنطلق المفاوضات حالا بين نقابة المركب و الإدارة الوصية.
و حسب ما أكده بعض العمال للنصر، فإن استئنافهم للعمل، لم يأت تحت أي ضغوط و إنما أملته روح المسؤولية و الحرص على المحافظة على المركب المنجمي، الذي يوفر آلاف المناصب لأبناء الولاية، فضلا على إنهاء حالة القلق و التوتّر التي عاشها العمّال طيلة هذه الفترة، آملين من الرئيس المدير العام للشركة، الوفاء بوعده أمام والي الولاية و الوسطاء، لتجسيد مطالبهم قريبا.
و كان عمال الفوسفات قد قرروا الدخول في إضراب مفتوح و ربطوا عودتهم إلى العمل بتلبية مطالبهم الـ 14 بكاملها، حيث توقفت عملية الإنتاج نهائيا، الأمر الذي كبّد خزينة الدّولة خسائر  تقارب 5 مليار سنتيم عن اليوم الواحد من التوقف، حيث يتم شحن زهاء 4 آلاف طن من الفوسفات يوميا باتجاه المنشآت المينائية بعنابة للتصدير نحو زبائن الشركة في عدة دول من العالم.
و قد بارك الجميع عودة العمال إلى نشاطهم و تفهمهم للوضع حفاظا على المركب من جهة و وفاء لتعهدات و عقود المؤسسة مع زبائنها في العديد من الدول، خاصة بعد الوعود التي قدمها الرئيس المدير العام للعمال، بإيجاد الحلول لمختلف الانشغالات المطروحة في إطار الحوار الجاد الذي يخدم الجميع.
من جهة أخرى استقبل رئيس دائرة الونزة، أول أمس، أعضاء الفرع النقابي لمنجم الونزة و المدير، أين عقد اجتماع حاول فيه لعب دور الوسيط في محاولة منه لإيجاد مخرج للأزمة و لكن بعد خروج النقابيين من مكتبه، توجهوا إلى العمال و حاولوا إقناعهم بإنهاء الإضراب و العودة للعمل، و هو ما زاد في غضب و هيجان العمال، الذين ردوا بحدة على النقابيين و اتهموهم بافتعال الإضراب و طالبوهم بتحقيق ما وعدوهم من مطالب تتمثل في منحة الحوافز و توعّد العمال بمتابعة أعضاء نقابتهم قضائيا بعد 31 يوما من الإضراب.
و هو ما اضطر الوالي للتدخل و استدعاء للمدير العام و الفرع النقابي و عقد اجتماع بمكتبه بمقر الولاية، أين واجه الرئيس المدير العام للشركة «مساعدية محمد» النقابيين بعدم شرعية إضراب العمال و حمّلهم المسؤولية كاملة حول ما لحق بالمنجم من خسائر، لكون المدير العام على دراية تامة بحيثيات افتعال الإضراب و المتسببين في إحداثه، ليختم الاجتماع الذي كان جحيما على أعضاء النقابة، ببيان مفاده عودة العمال إلى مناصب عملهم مقابل إيجاد صيغة إدارية بما يسمح به القانون، لضخ رواتبهم كاحتساب إضرابهم عطلة سنوية مثلا، أو تعويض أيام الإضراب بعمل أيام العطل الأسبوعية، غير أن العمال رفضوا هذا البيان و أصروا على مواصلة إضرابهم.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى