بدأت الشركات عملها بكل مقاطع الطريق المزدوج بين مجاز عمار و مدينة وادي الزناتي بعد توقف دام عدة أشهر بسبب الظروف المناخية و عوائق ميدانية، حالت دون شق المحور الجديد الذي يوازي مسارا قديما تجاوزه الزمن و لم يعد قادرا على تحمل كثافة المرور عبر هذا الطريق الاستراتيجي الذي يعد عصب الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لولاية قالمة برمتها.  
و حسب ما وقفت عليه النصر أمس الأربعاء فقد بدأت الآليات في شق المسار الجديد على طول يتجاوز 25 كلم، و يسابق المهندسون الزمن لإنهاء الحفريات قبل الخريف القادم، حيث أصبحت كل العوامل الطبيعية في صالحهم بعد جفاف الطبقات الأرضية وارتفاع درجات الحرارة.  
وقد تم تقسيم المشروع الكبير إلى 4 مقاطع تم إسنادها إلى عدة شركات جزائرية في محاولة لربح الوقت وتدارك التأخر الحاصل بسبب عوائق تقنية و إدارية عطلت العمل بكل المقاطع لعدة أشهر.  
ونصبت الشركات قواعد الحياة بالمقاطع الأربعة، و جلبت معدات الحفر و إزالة الصخور و أطنان من التربة، و تحاول بعض هذه الشركات تمديد ساعات العمل، و الاستفادة من العوامل المناخية المشجعة لشق المسار الجديد قبل حلول موسم الأمطار بداية من منتصف الخريف القادم.  
وتعد شبكات الهاتف و الأرضية الصخرية ببعض المواقع، والأشجار و حقول القمح و البقول، من أكبر العوائق التي تواجه المهندسين العاملين بالمشروع الحلم الذي انتظره سكان قالمة سنوات طويلة لإنهاء أزمة سير خانقة على الطريق الوطني 20، عصب الحركة التجارية و الاقتصادية و الاجتماعية من غرب و جنوب الولاية إلى أقصى شرقها وشمالها.  
وظل المحور القديم الموروث عن الحقبة الاستعمارية عرضة لحوادث السير و الاختناق، و الانزلاقات الأرضية من مرتفعات سلاوة و رأس العقبة، إلى جسر سيبوس بمدينة مجاز عمار.  
ومع مرور الزمن أصبح هذا الطريق الضيق المتعرج غير قادر على مواكبة التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها المنطقة.  
و بدأت ولاية قالمة منتصف الثمانينات بناء مسار مزدوج على طول الطريق الوطني 20 بين عين رقادة على حدود ولاية قسنطينة و بوشقوف على حدود سوق أهراس و الطارف، لكنها توقفت عند مدينة مجاز عمار غربا، و مدينة بلخير شرقا بعد بناء مسار مزدوج لا يتجاوز طوله 20 كلم، و بقي المسار  الآخر من الطريق بمحور واحد.  
و لم يتوقف سكان قالمة عن المطالبة ببناء طرقات سريعة تفك الخناق المضروب على الولاية، لكن هذا المطلب ظل معلقا سنوات طويلة قبل أن تستجيب الحكومة منذ سنتين، و توافق على بناء مسارات مزدوجة على أنقاض الطرقات الوطني القديمة العابرة لإقليم الولاية.  
 و كانت البداية بالطريق الوطني 21 بين قالمة و عنابة، و الطريق الوطني 20 بين قالمة و قسنطينة، في انتظار مشاريع أخرى على الطرقات الوطنية 16 بين قالمة و سوق أهراس و 102 بين قالمة و أم البواقي، و 80 بين قالمة و سكيكدة و سوق أهراس.                          فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى