باشرت مؤخرا، مصالح مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل، بالتنسيق مع غرفة الصيد البحري و نوادي الغطس حملة واسعة للتحسيس بمخاطر شباك الصيد الضائعة في عرض البحر و التي باتت تشكل تهديدا حقيقيا للثروة السمكية، حيث أطلقت برنامجا خاصا للتنقيب عنها و استرجاعها.  
و تعد قضية استرجاع شباك الصيد المفقودة في عرض البحر، من بين أبرز محاول الطبعة السابعة لتظاهرة « مواني وسدود زرقاء»، التي تشرف عليها مدرية الصيد البحري بالولاية، حيث انطلقت أول أمس عملية واسعة لتحديد أماكن تواجد بعض الشباك سعيا من أجل سحبها و التخلص منها، وحسب مديرة الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل فقد سبق هذا الإجراء عدد من جلسات العمل لضبط مخطط يضمن نجاعة الحملة، إذ يتضمن برنامج العمل إحصاء المواقع التي فقدت فيها الشباك بالاعتماد على خبرة مهنيين متخصصين،  و اشراك غواصين هواة ومحترفين في العملية التنقيب عليها و استرجاعها من أعماق البحر، سعيا للتخلص منها، بعدما باتت تشكل تهديدا حقيقيا للحياة البحرية، و انعكس تواجدها في البحر سلبا على مخزون الأسماك، على اعتبار أن هذه الشباك تستمر في أداء وظيفة الصيد حتى بعد ضياعها، إذ تمتد كحاجز يمنع الحيوانات البحرية وبالأخص الأسماك من الحركة وهو تحديدا سبب تسميتها «بالشباك الشبح».
وتؤكد المسؤولة، بأن انطلاقة العملية كانت موفقة، حيث رصدت نقاط أولية لشباك فقدت على مسافة 200 متر، في عرض البحر،  و ضبطت خطة مبدئية لاسترجاعه، إذ يعود لسفينة غارقة بحسب ما أوضحته المتحدثة، مشيرة إلى أن ، بأن عملية الغطس التي أسفرت عن تحديد موقع الشباك، دامت لقرابة تسع ساعات كاملة عقد بعدها اجتماع تقييمي مع ممثلي نوادي الغوص و المؤسسات الصغيرة المختصة فيه، اختتم بوضع مخطط جديد لبرمجة عمليات قادمة ستبرمج دوريا حسب النقاط التي سيتم اكتشافها سواء من طرف المهنيين أو الغواصين.
من جهته، أوضح، رئيس نادي « باركودا» للغوص،  بأن شباك الصيد المفقودة أو شباك الشبح، هي عبارة عن شباك فقدها صيادون أثناء عملية الصيد في عرض البحر أو رميت في المياه عشوائيا قصد التخلص منها، لجهل بمخاطرها على الحياة البحرية، خصوصا وأنها تعد فخاخا دائمة للأسماك و الكائنات الأخرى على اختلافها، تتسبب في تدهور النظام البيئي و تراجع الموارد الصيدية.
وأضاف المتحدث، بأن الخرجة الأخيرة، مكنت من اكتشاف نقطة خطيرة، تحتوي على شبكة كبيرة، و يتعلق الأمر بالمكان الواقع عند واجهة شاطئ بني بلعيد على عمق 26مترا، أين تتواجد بحطام سفينة مغروس في القاع،  تلفها العديد من الشباك، حيث حاول الغطاسون استرجاع أجزاء منها لكن المهمة كانت صعبة بسبب عراقيل تقنية، تطلبت تأجيل العملية إلى غاية برمجة خرجة ثانية، بعد دراسة الجوانب التقنية الممكنة، كما أشار المتحدث، إلى أن بقايا الشباك أثرت كثيرا على الواقع البيئي في المنطقة المحيطة بحطام السفينة المجهولة، كون الأمر يتعلق بمنطقة ذات قاع رملي.
مشاركون عن نوادي الغطس أكدوا بدورهم للنصر، بـأنه يتوجب وضع خطة استعجالية لإعادة استكشاف أعماق البحر بجيجل، خصوصا وأن قضية الشباك الضائعة باتت تطرح كمشكل بيئي حقيقي.    
       كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى