الشيفون يغطي العجز في سوق ملابس و لوازم السباحة
يعرف الإقبال على محلات و طاولات بيع الملابس المستعملة تزايدا ملحوظا منذ بداية موسم الحر، وذلك على اعتبار أن «الشيفون» يعد البديل الوحيد لشح ملابس و مستلزمات الشاطئ في الأسواق، فبقسنطينة مثلا يكاد هذا الجانب من التجارة يكون شبه منعدم، وهو واقع انعكس بشكل كبير على الأسعار و الخيارات، الأمر الذي حول سوق اللباس المستعمل إلى قبلة أولى للكثيرين خلال موسم الاصطياف، إذ لم يعد الاهتمام بسلعه مقتصرا على محدودي الدخل فحسب، بل إن طاولاته تستقطب  الميسورين كذلك.
بديل فرضه انحصار سوق المنتجات الجديدة
 حالة إدمان جماعي على الشيفون، تصيب الكثيرين مع بداية موسم الاصطياف، ففي قسنطينة تتحول الأسواق الأسبوعية لبلديتي عين سمارة و حامة بوزيان إلى محج  للكثير من الرجال و النساء، أما سوق الدقسي فهو قبلة يومية للعديد من المواطنين، الذين يجدون بين طاولاته الكثيرة، ما يتناسب مع أذواقهم و ميزانياتهم من ملابس الصيف، سواء تعلق الأمر بالنعال و الأحذية و القبعات أو بقطع الملابس على اختلاقها.
 جولة بسيطة في سوق الدقسي، ستمكنك من تقييم حجم مساهمة هذه السوق في تغطية الطلب على ملابس الصيف و تحديدا ملابس السباحة فغالبية من يقصدونها يوميا، يتجهزون للعطلة على الشاطئ، وهو ما يؤكده أصحاب طاولات الشيفون، حيث يقول سمير، بأن  ملابس السباحة و البحر تشكل عموما نسبة 60 في المائة من محتويات « البالة» أو أكياس السلع التي يتم استيرادها خلال الصيف،  وذلك نظرا للطلب الكبير و المتزايد عليها، خصوصا ما تعلق بملابس السباحة النسائية و تلك الموجهة للأطفال وهي منتجات يتعذر إيجادها في المحلات بأسعار مناسبة، مؤكدا في خضم حديثه بأن الموجود منها في الشيفون، ينفد بمجرد مرور يومين على عرض محتويات « البالة» الجديدة أمام الزبائن، الذين قال بأن النشاء يشكلن غالبيتهم في العموم.
 هذا الواقع أكدته العديد من الزبونات اللائي قابلناهن في السوق، فحسب كنزة، يعد الشيفون المكان الوحيد الذي يمكن للمرء أن يجد فيه ما يحتاجه للاصطياف، وذلك نظرا لمحدودية العرض في محلات الملابس الجديدة، فملابس السباحة النسائية مثلا غير متوفرة و الحصول عليها يستدعي طلبها بطريقة خاصة  لأنها تباع « كابة» كما عبرت، أي أن هنالك من التجار من يحضرون قطعة واحدة أو اثنتين استثناء ضمن تشكيلة واسعة من الألبسة العادية، أو قد يوفرونها لزبائن معينين لكن تحت الطلب، وهو الأمر الذي يرفع سعر القطعة كثيرا ويحد الخيارات فيما يتعلق بالذوق، فأسعار البوركيني أو لباس المحجبات  مثلا تتراوح بين 3500دج إلى 7الاف دج في حين قد يكلف أبسط لباس سباحة عادي 4000دج أو أكثر، وقد لا يتناسب مع ذوق الزبونة التي ربما ترغب في لباس مكون من «قطعة واحدة أو تريد لباسا من قطعتين، علما أن هنالك كما أردفت، فارقا كبيرا في الجودة و في السعر بين ما تعرضه  بعض المحلات وهي في العموم محلات متخصصة في بيع المستلزمات الرياضية، و بين ما يمكن أن يحصل عليه  الشخص من طاولة للملابس المستعملة، فقد يحالفك الحظ  في مرة من المرات و تعثر داخل كومة الملابس على قطعة جميلة مقابل 500دج أو أقل، يتضح لك بعد تقليبها و معاينتها بأنها غير مستعملة ولا تزال تحتفظ ببطاقة السعر التي تؤكد بأنها قطعة أصلية من ماركة شهيرة.
تجهيزات السباحة والغطس إغراء جديد
إغراء أسواق الشيفون، لم يعد يقتصر على ملائمة الأسعار التي تنطلق عموما من 50 دج إلى غاية 2000دج، بالنسبة للملابس و الأحذية و الحقائب و القبعات و غيرها، فسوق تجهيزات الغطس و السباحة، أصبحت كذلك  من أهم البضائع التي تسيل لعاب عشاق طاولات المستعمل، وبالأخص الرجال، الذين يتسوقون أسبوعيا لعين سمارة و حامة بوزيان طمعا في الحصول على بعض هذه التجهيزات الأصلية     على غرار «الزعانف البلاستيكية و أقنعة الغطس و العوامات و حتى معدات التخييم و ما إلى ذلك «، مقابل أسعار جد ملائمة، خصوصا وأنها سلع غير متوفرة في المحلات و ما يباع منها في فضاءات الملابس و التجهيزات الرياضية  المنتشرة في قسنطينة جد مكلف ولا تقل أسعاره عن مليون سنتيم لأبسط قطعة، أما تلك التجهيزات التي تباع على الأرصفة و في المحلات الممتدة على طول الطرقات نحو المدن الساحلية، فغالبيتها منتجات صينية تفتقر لشرط الجودة.
و الملاحظ هو أن هذه التجهيزات أصبحت قطعا أساسية في سوق المستعمل كما هو الأمر بالنسبة لألعاب الأطفال و التجهيزات الرياضية، وحسب بعض الباعة، فإن الطلب عليها متزايد و لا يقتصر فقط على أصحاب الدخل المتوسط و المحدود، بل إن هنالك من الميسورين من يقصدون الشيفون طلبا لها، خصوصا و أن مبلغ 2000دج، قد يسمح لك بالحصول على تجهيزات شبه جديدة من ماركات عالمية شهيرة يستحيل أن تحصل عليها في أسواق ومحلات المنتجات الجديدة ولا يمكن أن تبتاعها من الانترنت بأقل من مبلغ 10 آلاف دج.         هـ/ ط ، رضوان/ص

الرجوع إلى الأعلى