أوفدت مديرية الصحة بولاية ميلة، لجنة تفتيش إلى مستشفى الاخوة مغلاوي، على خلفية قيام عائلة سيدة في الثلاثينيات من العمر بتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية، تتهم فيها المستشفى بالإهمال والتقصير الذي أدى إلى وفاة ابنتهم إثر نزيف حاد أصابها بعد الولادة، و ذلك يوم الجمعة الماضي.
و تم دفن الحامل المتوفاة «ف.أ» عقب صلاة المغرب من ذات اليوم، بعد خضوع جثتها للتشريح الطبي، و قد قال زوجها في حديث للنصر، إنها تابعت فترة حملها بصورة عادية عند طبيب مختص، قبل أن يدخلها مصلحة الولادة بمستشفى ميلة في  حدود الساعة الثانية والنصف من صباح الجمعة, لتضع طفلتها بعد فترة قصيرة و في ظروف عادية.
و ذكر الزوج أنه و بعد عودته لمسكنه، اتصلت به الزوجة مجددا لتخبره بتعرضها لنزيف حاد، مما جعله يعود مسرعا للمستشفى, حيث منحته الطبيبة وصفة طبية و طالبته بوجوب إحضار الدواء الموصوف  من الصيدلية، لكنه فشل، كما قال، في العثور عليه لأنه يشهد ندرة بالجزائر و يتم إدخاله من تونس, ليضيف أنه و عند عودته للمستشفى بعد رحلة البحث عن الدواء، صدم بخبر وفاة زوجته و علم أنها كانت كذلك في حاجة للدم، و بأنها لم تستفد منه، رغم سعي أفراد من عائلتها إلى إحضار المتبرعين، على حد تأكيد محدثنا.
بالمقابل نفى مدير المستشفى الاخوة مغلاوي، السيد زكريا عسالة، في لقاء بالنصر يوم أمس، حدوث أي إهمال أو تقصير في حق الحامل المتوفاة، مؤكدا أنها تلقت الرعاية الطبية و التكفل اللازمين, و بأنها وضعت مولودها بشكل عادي, قبل أن تصاب بنزيف استوجب خضوعها لعملية جراحية دامت ثلاث ساعات تحت إشراف طاقم مكون من أطباء مختصين, لكن إرادة الله قضت بالتحاقها لجواره, حسب المدير، الذي أشار في السياق ذاته إلى أن مديرية الصحة أرسلت لجنة تفتيش للتحقيق في القضية.
وأكد مصدر طبي بالمستشفى على اطلاع بالملف، استفادة المعنية من تسعة أكياس دم ذات زمرة « O+» ومن زمرتها الاساسية  « A+», بالإضافة إلى أربعة أكياس من الصفائح، كما استقدمت أكياس أخرى من ذات زمرتها من مستشفى فرجيوة احتياطا، مضيفا أن الدواء الذي طلب من زوج الفقيدة إحضاره هو «السيتوتاك» ، و الذي من خصائصه العلاجية  وقف نزيف ما بعد الولادة, وكذا تحفيز الاجهاض و هو السبب وراء منع بيعه وتسويقه بالصيدليات.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى