حفظ العداء توفيق مخلوفي ماء وجه المشاركة الجزائرية في النسخة 17 من بطولة العالم لألعاب القوى، التي أقيمت بقطر، وهذا بفضل الميدالية الفضية التي أحرزها في سباق 1500 متر، لأن هذا الإنجاز مكّن مخلوفي من تسجيل اسمه في لائحة الأبطال المتوجين بالميداليات في المونديال، بعدما كان قد حصد 3 ميداليات في الأولمبياد، ولو أن هذه الفضية كانت «تاريخية»، لأنها الأولى من نوعها لألعاب القوى الجزائرية في تاريخ مشاركاتها في بطولة العالم، فضلا عن كونها أعادت الجزائر إلى لائحة البلدان المصنفة في الترتيب العالمي، بعد غياب دام 16 سنة.
مخلوفي، الذي غاب عن الساحة لمدة سنتين، ضرب موعدا جديدا مع التحديات، لأنه حضّر على انفراد في كينيا، بعدما نجح في ضمان التأهل إلى «مونديال» الدوحة بتسجيله الحد الأدنى المطلوب في تجمع باريس، رغم أن حظوظه في التتويج بالذهب كانت تبدو للوهلة الأولى ضئيلة جدا، في وجود النجم الكيني شيرويوت، الذي سطع نجمه في اختصاص 1500 متر، بتحقيقه أفضل توقيت عالمي، وعليه فإن ابن «الأهراس» كان يتنافس على مكانة فوق «البوديوم»، مع كل من البولوني ليفاندوفسكي والنرويجي إينجبريغستان والأمريكمي ماتيو سنتروفيتز، صاحب ذهبية أولمبياد ريو 2016.
تتويج مخلوفي وإن سمح لأم الرياضات الجزائرية بالعودة إلى العالمية، بعد غياب عن اللائحة منذ دورة باريس 2003، فإنه جعل منه خامس رياضي جزائري ينجح في الظفر بمقعد فوق «البوديوم» في نهائيات بطولة العالم لألعاب القوى منذ انطلاق هذه المنافسة سنة 1983، لأن نورالدين مرسلي كان قد انتزع الذهب في 3 دورات، متفوقا على حسيبة بوالمرقة، التي كان رصيدها الشخصي ذهبيتان وبرونزية، في نفس النسخ التي شارك فيها مرسلي، وفي اختصاص 1500 متر، في حين كان سعيد قرني جبير ثالث عداء يهدي الجزائر الذهب في «مونديال» ألعاب القوى، في دورة باريس 2003، بعدما كان قد افتتح سجله من الميداليات ببرونزية في نسخة إشبيلية 1999، بينما كان العداء عزالدين براهيمي قد بصم على انجاز تاريخي في دورة طوكيو 1991، لما انتزع البرونزية في سباق 3000 متر موانع، لتكون فضية مخلوفي هي الأولى من نوعها في تاريخ المشاركة الجزائرية في «المونديال»، دون احتساب الميدالية التي كان العداء سياف قد أحرزها في دورة 2001، والتي تم تجريده منها بسبب المنشطات.
ونصّب مخلوفي بفضل هذه الفضية الجزائر في المرتبة 27 عالميا، في سبورة عرفت تواجد 43 دولة في اللائحة، من أصل 210 دولة مشاركة، مع احتكار الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة بمجموع 29 ميدالية، 14 منها ذهبية، متقدمة على كينيا بتسع ذهبيات، ولو أن الملفت للانتباه أن الجزائر عادت إلى التنصيف العالمي، بعد غياب دام 16 سنة، لأنها كانت قد احتلت المركز 14 في آخر ظهور لها في اللائحة في دورة 2003 بباريس، بفضل ذهبية قرني جبير، وهي نفس المرتبة التي كانت قد احتلتها في نسخة 1993 بشتوتغارت الألمانية، بذهبية من مرسلي وبرونزية لبوالمرقة، مقابل تسجيل التواجد في «التوب 10» العالمي في دورتي 1991 و 1995، حيث كان تألق مرسلي، بوالمرقة وبراهيمي في طوكيو كافيا لاحتلال الجزائر المرتبة السابعة، بذهبيتين وبرونزية، وكذا المركز العاشر في دورة غوتبروغ بالسويد بميداليتين من المعدن النفيس، في الوقت الذي كان فيه أسوأ تموقع للجزائر في بطولة العالم لألعاب القوى في طبعة 1999 بإشبيلية، لما اقتصر الحصاد على برونزية قرني جبير في سباق 800 متر.
الإنجاز التاريخي لأسد «الأهراس» مكن الجزائر من احتلال المرتبة الرابعة قاريا، خلف كينيا، التي احتلت الوصافة بمجموع 11 ميدالية، من بينها 5 ذهبيات، وكذا إثيوبيا التي انتزعت الصف الخامس، إضافة إلى منتخب أوغندا الذي حل في المركز التاسع، بينما احتلت الجزائر المرتبة الثالثة عربيا، وراء البحرين، التي جاءت في المرتبة 12 بعد إحرازها ميدالية واحدة من كل معدن، وكذا منتخب البلد المنظم قطر، الذي انتزع ذهبية وبرونزية، وقد تقدمت الجزائر على المغرب، الذي يعتبر رابع منتخب عربي يسجل تواجده في اللائحة العالمية لهذه الدورة ببرونزية وحيدة.
وكان مخلوفي مرة أخرى بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، لأن الجزائر سجلت حضورها في مونديال قطر ب5 رياضيين، في غياب التمثيل النسوي، ولكن الآمال كانت معلقة على مخلوفي، باعتباره صاحب خبرة طويلة في المستوى العالمي، بعد إحرازه ذهبية وفضيتين في آخر طبعتين من «الأولمبياد»، في الوقت الذي اكتفى فيه ياسر تريكي برفع شعار المشاركة، والعسي لتحسين رقمه الشخصي في اختصاص القفز الثلاثي، وكذلك الحال بالنسبة لبلال ثابتي، الذي أقصي من الدور الأول لمنافسة 3000 متر موانع، بينما توقفت مغامرة ياسين حتحات عند نصف النهائي في سباق 800 متر، ليبقى لحولو الأفضل تمثيلا ببلوغه نهائي سباق 400 متر حواجز، وقد احتل الصف الأخير.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى