تنتشر حاليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع، صور و فيديوهات جد مؤثرة لحيوانات أستراليا، من الثدييات و الطيور و الزواحف، التي تفحمت في حرائق تعتبر حقا كارثة عالمية، و كذا تلك الهاربة من جحيم النيران، تقودها غريزة البقاء و الفزع يملأ عيونها البريئة للبحث في كل اتجاه، عن مكان آمن يأويها و يحميها من موت مؤكد، و بالمقابل انتشرت صور أخرى لحيوانات، خاصة الكناغر(جمع كنغر) و الكوالا و الأحصنة و الأرانب البرية، التي تم إنقاذها من قبل سكان و عمال الحدائق و حتى حيوانات أليفة، و كذا  من قبل رجال الإطفاء الذين يتحدون، حتى أنفسهم و قدراتهم، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر و الحيوانات المرعوبة، و تعتبر صورة الكلب «آشا» الذي أنقذ صغير كوالا من وسط النيران، و حمله على ظهره إلى منزله من أشهر الصور التي تلقى رواجا واسعا .
الحرائق التي أدت لحد الآن، حسب وكالات الأنباء العالمية، إلى هلاك 24  شخصا، و حرق 6 ملايين هكتار، و هي مساحة أكبر من حجم هولندا (الأراضي المنخفضة) و تدمير أكثر من ألفين منزل، و تلوث قياسي غير مسبوق للهواء، تسببت أيضا في نفوق نصف مليار حيوان منذ سبتمبر الفارط، احتراقا أو اختناقا، ما يهدد حيوان الكوالا بالانقراض، علما بأن الأرقام المذكورة تقريبية ، لأنه لم يتم الجرد النهائي للخسائر و الأضرار التي ربما تكون أكبر بكثير، حسب المؤشرات المسجلة.
و قد تمكن المنقذون و السكان المحليون من نشر صور و مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل، تبرز الظروف الجوية الرديئة و ألسنة اللهب و الدخان المتصاعد، و أيضا صور تثير الحزن و الأسف لحيوانات تم العثور عليها متفحمة، و قد تجمدت في مآقيها نظرات الرعب و الضياع، و قد تم تشارك هذه الصور على نطاق الصور و أبرزتها القنوات التليفزيونية و مختلف وكالات الأنباء و المواقع و الصحف العالمية، و تتفق جميعها على وصف حرائق أستراليا بالكارثة العالمية.
من بين أشهر الصور المتداولة صورة تبين كوالا كبير، يرجح أنه الأم، يمسك بغصن شجرة ، في حين يمسك به من الخلف صغيره، و تبرز عيونهما إحساسهما بالرعب الشديد و تأهبهما للفرار من الخطر الداهم.
كما تم تداول على نطاق واسع صورة أخرى لكنغر وحيد مرعوب، يبدو في أسوأ حالاته، حيث احترق الجزء الأسفل من جسمه، فلم يجد أمامه سوى تسلق أغصان شجرة و الإمساك بها بكل قوته من شدة الخوف و الألم، و من أشهر الصور أيضا التي تتربع عبر مختلف الوسائط و المواقع، صورة لحيوانين من نوع  الكنغر، و هما متعانقين، يحاول كل منهما الاحتماء بالآخر، من النيران المتصاعدة حولهما.
كلب ينقذ كوالا من الموت
و يعتبر الكلب الأليف «آشا» من أشهر المنقذين على الإطلاق، فعندما عثر على صغير كوالا وحيدا و مرعوبا وسط الغابة الملتهبة، لم يتردد في أن يغامر بحياته، لانتشاله من وسط النيران و حمله فوق ظهره، و الركض به إلى غاية المنزل الذي يقيم به مع مربيته في ضواحي الغابات المحترقة بمدينة سيدني.
وفقا لموقع «أنيمل فوروم» فإن كيري ماكينون، مربية «آشا» الذي عاد إلى البيت رفقة الكوالا الصغير، الذي لا يتجاوز عمره بضعة أسابيع، أبرزت السلوك الشجاع لكلبها الذي تحدى درجة حرارة بلغت 9 . 48 درجة مئوية، و النيران و الدخان الكثيف، من خلال نشر صورهما عبر مواقع التواصل التي تمت مشاركتها على نطاق واسع.  
بالمقابل هرع عديد السكان و عمال الحدائق  إلى جانب عمال الإطفاء لإنقاذ الكثير من الحيوانات، و إيوائهم بمنازلهم ، و التقطوا أيضا صورا و فيديوهات تخلد العمليات و تضمن انتشارها على الصعيد المحلي و العالمي عبر مختلف الوسائط المتوفرة، و من بين الصور الأكثر رواجا تلك التي تبرز أشخاصا من الجنسين يقدمون قارورات أو أكواب أو حقن مليئة بالماء للكوالا و الكناغر المتضررة، و أخرى تبين أن الثدييات البرية في حالة الخطر، لا تتردد في الارتماء بين أحضان البشر بحثا عن الأمن و الأمان.
و أعرب الكثير من رواد مواقع التواصل عن تأثرهم الشديد بصورة شاب نزع قميصه، ليلف به كوالا مرعوبة احترق جسمها الصغير، و كذا صورة سيدة مسنة تبكي من شدة الحزن على حال كوالا صغير، و شيخ يحاول تهدئة و التخفيف من ألم كلب كان  ذنبه يحترق.
مدير حديقة ينقذ عشرات الحيوانات
كما تمكن مدير إحدى حدائق الحيوان بأستراليا من إنقاذ عدد كبير من الحيوانات، و لم يتردد في إيوائها بمنزله.  ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، عن تشاد ستابلز، مدير حديقة حيوانات «موغو» في نيو ساوث ويلز، تصريحه لهيئة الإذاعة الأسترالية « بدا الأمر و كأنه نهاية العالم. الحرائق كانت تلتهم المنطقة بأكملها».  
و أضاف المتحدث «يوجد الآن في كل غرفة في منزلي حيوانات من جميع الأنواع والأصناف، و هي آمنة و محمية». وأكد ستابلز أن موظفي الحديقة الآخرين، تجاهلوا أوامر السلطات بضرورة إخلائها، و بقوا مع مئات الحيوانات الكبيرة، كالأسود والنمور، لإنقاذها محاولين إخماد النيران المشتعلة».
وأضاف ستابلز: «بفضل هذا الفريق المذهل الذي أحب هذه الحيوانات تماماً مثل حبه لأسرته، تمكننا من إنقاذها من الحرائق. إنه شيء رائع». من جهة أخرى تناقلت مختلف المواقع صورا مؤلمة، أثارت موجة من الحزن على الصعيد المحلي و العالمي، لمخلوقات متفحمة أو بصدد الاحتراق دون أن تجد من يمد لها يد العون، من أحصنة و حمير و بقر و كلاب و أرانب و زرافات، و خاصة الكوالا و الكناغر، رموز أستراليا، مما ألحق أضرارا فادحة بالثروات الحيوانية و النباتية، التي أكد الخبراء أنه لا يمكن تعويضها قبل 40 عاما، ناهيك  عن الأضرار البشرية
و المادية المختلفة.
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى