دعا وزير التربية الوطنية محمد واجعوط يوم الخميس، إطارات القطاع إلى التقيد الكامل بتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن إصلاح المنظومة التربوية، وبالجانب النوعي بدل الكمي، مع إعداد برنامج عمل قابل للتنفيذ والمتابعة، لجعل المدرسة إطارا للتربية والإيقاظ الفكري.
وشدد وزير التربية الوطنية بمناسبة ترأسه أول اجتماع للمجلس التنسيقي لإطارات الإدارة المركزية بمقر الوزارة، على ضرورة التقيد بالتوجيهات الكبرى لرئيس الجمهورية خلال مساهمة القطاع في إعداد برنامج الحكومة، مشيرا إلى المحاور المتضمنة في بيان مجلس الوزراء، التي نصت على إعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية، وتخفيف كثافة البرامج المدرسية، وإيلاء أهمية للأنشطة الرياضية والثقافية المكانة التي تستحقها.
وأكد محمد واجعوط في هذا السياق على ضرورة  التقيد بمنهج نوعي بدل الكمي، أثناء المساهمة في إعداد مخطط الحكومة، و وضع برنامج عمل قابل للتنفيذ والمتابعة، وذلك في سياق الالتزام رقم 37 من برنامج الرئيس، الرامي إلى جعل المدرسة إطارا للتربية والإيقاظ الفكري للتلميذ، وفق مقاربة منهجية تهدف إلى خدمة التلميذ ومستخدمي القطاع.  
كما استغل الوزير أول لقاء بإطارات الإدارة المركزية، ليكشف عن وثيقة مشروع برنامج قطاع التربية الوطنية، قصد مناقشتها وإثرائها، دون الخروج عن توجيهات رئيس الجمهورية بإعادة النظر في المناهج بما يحقق جودة التعليم، ويساهم في تخفيف المحفظة لصالح تلاميذ الطور الابتدائي.
وتؤكد تصريحات وزير التربية شروع هيئته في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء الأخير الذي أفرد حيزا هاما لقطاع التربية الوطنية، بمراجعة النقائص على مستوى المناهج والبرامج، بعد شكاوى عدة رفعها الأساتذة والأولياء بشأن مضمون إصلاحات الجيل الثاني، وثقل المحفظة وكثافة الدروس، مما أثر على مستوى أداء التلاميذ، واضطرارهم للجوء إلى الدروس الخصوصية لتحسين النتائج الدراسية، رغم مساعي بذلتها الوصاية للحد من الظاهرة.
واستحسنت من جهتها نقابات التربية الوطنية قرارات الوزير الجديد، واعتبرتها خطوة إيجابية نحو معالجة مشاكل القطاع المرتبطة بالجانب البيداغوجي، لاسيما ما تعلق بكثافة البرامج وفق ما أكده العضو القيادي في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مبارك بلعيدي «للنصر»، قائلا إن ما أثاره الوزير محمد واجعوط يمثل جزء من مطالب رفعتها نقابات القطاع، لأن  الإصلاحات التي قامت بها الوزيرة السابقة لم تكن مدروسة، خاصة ما تعلق بالجيل الثاني الذي أفرز صراعا إيديولوجيا.
وتوقع المصدر أن يتم قريبا فتح ورشة لإعادة إصلاح المنظومة، بإعادة النظر في المناهج و تخفيفها، وإعطاء المدرسة الابتدائية حيزا من الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية، لأنها تحولت وفق المتحدث إلى سجن بالنسبة للتلاميذ، قائلا إن تنظيمه يستغل أول لقاء سيجمع الشركاء الاجتماعيين بالوزير الثلاثاء المقبل لطرح هذا الملف الهام، وللاطلاع على استراتيجية الوزارة في مجال إصلاح المنظومة التربوية، فضلا عن الإجراءات المزمع اعتمادها للتكفل بمطالب عمال القطاع.وتنتظر نقابات القطاع  أن تفتح الوزارة ورشات عدة، منها مراجعة طرق التدريس لأنها لم تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة، والأهداف المسطرة، ودليلها في ذلك الانتشار المقلق للدروس الخصوصية، التي طالت مؤخرا الطور الابتدائي بعد أن كانت في السابق تقتصر على طلبة الأقسام النهائية، بسبب عدم تماشي محتوى المناهج المطبقة مع قدرات واستعدادات التلميذ، وهي نفس الإشكالية التي تواجه تلاميذ الطور المتوسط، وفق تأكيد العضو القيادي في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين.وتتوقع ذات التنظيمات إصلاحا عميقا، مع إعادة النظر في تكوين الأساتذة، لأن الاعتماد على خريجي الجامعات دون إخضاعهم لتكوين متخصص كذلك على أداء المنظومة، وهو ما يتطلب بدوره إعادة النظر في طريقة التوظيف بالاعتماد على المدارس العليا للأساتذة والمعاهد التكنولوجية، قصد إعادة المدرسة على ما كانت عليه في السابق، تنفيذا لما تعهد به الوزير الجديد عند استلام مهامه.      
                    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى