الجزائر – تونس ( اليوم 18 سا)
يخوض المنتخب الوطني لكرة اليد مساء اليوم، أصعب امتحان له في النسخة 24 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وذلك بمواجهته المنتخب التونسي، مستضيف الدورة، والذي يعد المرشح الأبرز للتتويج باللقب، باعتباره أقوى منتخب في القارة السمراء في الفترة الراهنة، بصرف النظر عن استفادته من عاملي الأرض والجمهور.
مباراة اليوم، والتي تندرج في إطار الجولة الثانية والأخيرة من الدور الثاني لهذه التظاهرة، ستكون فاصلة في مصير صدارة ترتيب المجموعة الثانية، لأن المنتخبين ضمنا التأهل إلى المربع الذهبي، بكسبهما الرهان «المزدوج» أمام كل من المغرب والرأس الأخضر، لكن أهمية هذا «الديربي» المغاربي، تكمن بالأساس في تحديد متصدر الفوج، والذي سيتفادى بالتأكيد الاصطدام بالمنتخب المصري في نصف النهائي، لأن كل المعطيات الأولية تضع «الفراعنة» و»نسور قرطاج» في أفضل رواق لتنشيط النهائي، مع اكتفاء الجزائر وأنغولا بالتنافس على الميدالية البرونزية، مادام نظام المنافسة قد تغيّر، على خلفية رفع حصة القارة الإفريقية من المقاعد في المونديال إلى 6، بعد الشروع في اعتماد نهائيات كأس العالم ب 32 منتخبا، بداية من الطبعة القادمة، المقررة سنة 2021 بمصر.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن مهمة النخبة الوطنية ستكون جد معقدة، بعدما حققت الهدف المنشود، بضمان المرور إلى المربع الذهبي، وحجز تأشيرة التأهل إلى النسخة المقبلة من المونديال، لتكون بذلك «اليد» الجزائرية، قد قطعت أولى الخطوات على درب استعادة الأمجاد الضائعة، خاصة بعد «النكسة» التي كانت في السنتين الأخيرتين، عقب المشاركة «الكارثية» في «كان 2018» بالغابون، حيث اكتفى المنتخب الجزائري بالصف السادس، وغاب عن نهائيات كأس العالم، وكتيبة التقني الفرنسي آلان بورت تنقلت إلى تونس هذه المرة بنية البحث عن مكانة في نصف النهائي، دون رفع عارضة الطموحات عاليا.
موعد هذه الأمسية، سيكون بطابع «مميز»، رغم التباين في إمكانيات المنتخبين من حيث التركيبة البشرية، لأن التشكيلة الوطنية لم تظهر بالمستوى الذي يكفي لتنصيبها في خانة المرشح للمرور إلى النهائي، بدليل أنها وجدت صعوبات كثيرة في الخروج من المنعرج الأول بأربعة انتصارات متتالية، إذ أنه وباستثناء المباراة الأولى ضد منتخب زامبيا «المغمور»، فإن باقي اللقاءات شهدت تقاربا كبيرا في مستوى «الخضر» مع باقي المنافسين.
وما يزيد من صعوبة مأمورية المنتخب الوطني في هذا الديربي المغاربي، الحسابات المسبقة لهذا الفوج، لأن أفضلية فارق الأهداف الإجمالي تضع «التوانسة» في الصدارة، بمجموع (+19)، مقابل (+5) فقط للتشكيلة الجزائرية، وعليه فإن نتيجة التعادل ـ إن حصلت ـ ستبقي المنتخب الوطني في المركز الثاني، وبالتالي فإن تفادي ملاقاة مصر في نصف النهائي يمر عبر الفوز مساء اليوم على بطل القارة المنتخب التونسي، في إنجاز سيكون بمثابة المفاجأة «المدوية»، لكنه كفيل بتعبيد طريق «الخضر» إلى النهائي، مادامت مواجهة منتخب أنغولا في المربع الذهبي ستكون أسهل مقارنة بمصر، فضلا عن أن تنشيط المقابلة النهائية سيعزز الحظوظ في بلوغ أولمبياد طوكيو 2020، لأن بطل القارة سيتأهل مباشرة إلى «الأولمبياد»، في حين سيضطر وصيفه إلى خوض دورة تأهيلية «عالمية» شهر أفريل القادم.
هذا وقد قدّم المنتخب التونسي أوراق الاعتماد كأقوى مرشح للتتويج باللقب، وبالتالي المحافظة على تاجه القاري، من خلال المستوى الذي ظهر به تحت قيادة التقني الإسباني توني جيرونا.
جدير ذكره، أن «التوانسة» اعتادوا على بلوغ النهائي، حيث لم يغيبوا عنه سوى في مناسبتين، في آخر 15 نسخة من «الكان»، وكان ذلك في دورتي 1991 و 2000.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى