مختصون يحذرون من خطر المساس بالنظم البيئية للمناطق الرطبة بالطارف
حذر مختصون من الخطر الذي يتهدد المناطق الرطبة بولاية الطارف ، أمام لجوء عديد المزارعين على ضفاف المسطحات المائية للسقي المفرط  لمحاصيلهم الفلاحية  ،من البحيرات المحمية والمصنفة ، خاصة الأوبيرة وطونقة .
حيث أكدوا ، أمس في تصريح “للنصر “ على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة على  وجود تهديدات تمس بمركب المناطق الرطبة جراء الطرح العشوائي للمياه المستعملة من قبل سكان  يقطنون بجوار البحيرات،  وخاصة ببلديات القالة ، رمل السوق وعين العسل  القريبة من بحيرتي طونقة والأوبيرة،   و التي تحولت إلى مصب و بشكل بات ينذر بوقوع كارثة إيكولوجية، ويخل  بالنظم البيئية للبحيرات والمناطق الرطبة المحمية التي تحوي على مكونات وتنوع إيكولوجي فريد من نوعه على المستوى العالمي .
 علاوة على خطر الصيد الجائر للطيور المهاجرة والمقيمة ،خصوصا في أوقات التعشيش  مع سرقة البيض، ما يهدد بانقراض أًصناف   ، فضلا عن حرائق الغابات وما تسببه من أضرار بالمناطق الرطبة،  جراء توحل البحيرات نتيجة مخلفات الحرق التي تزيد في نسبة الكربون والعناصر الأساسية للمياه ، ما يترتب عنه ارتفاع  في نسبة الحموضة  وبالتالي هلاك الأصناف النباتية والحيوانية والطيور المتواجدة بالبحيرات.
 إضافة إلى الأخطار التي تمس بنظام الكثبان الرملية جراء تعرية الغطاء النباتي بسرقة الرمال والقطع العشوائي للأشجار ، مما يؤدي إلى ارتفاع عامل الانجراف الهوائي، الذي ينتج عنه توحل البحيرات و غلق المنافذ المؤدية نحو البحر  التي تدخل ضمن نظام هجرة الأسماك . زيادة على  انعكاسه على  مخزون المياه الجوفية و اختلاطها بمياه البحر المالحة،   بشكل يؤدي إلى تقليص المساحات  الخصبة   في محيط  المناطق الرطبة .  
ودعا المختصون البلديات  إلى ضرورة الانخراط في برنامج الشراكة و الحوكمة البيئية مع المصالح المعنية من أجل   حماية المناطق الرطبة ، وذلك بتجسيد بعض العمليات،  على غرار ربط التجمعات السكنية بشبكة التطهير وإنجاز محطات لمعالجة مياه الصرف والتصدي لظاهرة سرقة الرمال ، والتكثيف من حملات التوعية و التحسيس في أوساط السكان.
 وأيضا  وقف الصيد الجائر للطيور وحماية الغابات،  مع خلق  مشاريع جوارية تسهم في تحسين ظروف معيشة  في سكان تلك المناطق.
من جهتها دقت جمعيات الحفاظ على البيئة والطبيعة ،ناقوس الخطر أمام تدهور وضعية المناطق الرطبة ،  خاصة منها  البحيرات المحمية دوليا و المنضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة ، التي باتت حسبها مهددة بكارثة بيئية وإيكولوجية ،جراء ما تتعرض له من “إعتداءات”    تهدد النظم البيئية الحساسة والمعقدة  وخاصة  في ما يتعلق بصيد الاسماك والطيور المائية القارة والمهاجرة ،ما أدى إلى انقراض أصناف اعتادت قضاء فصل الشتاء بالمناطق الرطبة .
تجدر الإشارة أن ولاية الطارف تعد مركبا للمناطق الرطبة بامتياز لاحتوائها على  10 بحيرات  على مساحة إجمالية تقارب  17 ألف هكتار ،منها 5 بحيرات محمية عالميا ومصنفة ضمن اتفاقية رمسار .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى