يرى خبراء ومختصون ، أن حظوظ نجاح الوساطة الجزائرية لإنهاء الأزمة في ليبيا تعتبر كبيرة جدا، خاصة وأن هناك شبه إجماع دولي على ضرورة إنهاء هذه الأزمة، بالإضافة إلى استعداد الأطراف الليبية للجلوس حول طاولة الحوار، واعتبروا أن زيارة وزير الخارجية صبري بوقادوم  إلى طرابلس، أمس، تأتي لوضع  بعض النقاط على اتفاق يهندس له في الخفاء تقوده الجزائر لإنهاء الأزمة الليبية ،  وأكدوا أن الجزائر لديها مصداقية فيما يخص الوساطة لحل الأزمات، حيث نوهوا بمجهوداتها الرامية لإيجاد أرضية وفاق بين الليبيين.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية ، الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر أن زيارة وزير الخارجية صبري بوقادوم ، أمس، إلى طرابلس، أين التقى خلالها رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، تأتي لوضع  بعض النقاط على اتفاق ما ، يهندس له في الخفاء تقوده جهود جزائرية من أجل إنهاء الأزمة في ليبيا .
 وأشار إلى الزيارة التي كان قد قام بها بوقادوم مؤخرا إلى بنغازي، أين ألتقى المشير خليفة حفتر، موضحا أن هذا لا يفهم إلا في إطار وساطة ناجحة قد تقود إلى اتفاق بين الليبيين حول تصور ما لحل سياسي. وأوضح الدكتور بشير شايب، أن هناك طرفيين سياسيين و عسكريين في ليبيا ، وبالتالي فإن زيارة صبري بوقادوم إلى بنغازي تستلزم بالضرورة زيارة إلى طرابلس وهذا ضمن نفس النظرة لتساوي حظوظ الطرفين أو الوقوف على مسافة واحدة أو التعامل بالتساوي مع الطرفين السياسيين في ليبيا ، ويتعلق الأمر بحكومة السراج وحكومة طبرق ، مبرزا ما اعتبره جنوح طرفي النزاع في ليبيا نحو إيجاد حل سياسي دون إراقة الدماء وإنهاء حالة الحرب والتدهور الاقتصادي والمآسي الإنسانية المصاحبة لذلك.
 ويرى أن حظوظ نجاح المبادرة أو الوساطة الجزائرية كبيرة جدا، خاصة وأن هناك شبه إجماع دولي على ضرورة إنهاء الأزمة في ليبيا، وكذا استعداد الأطراف الليبية للجلوس حول طاولة حوار سياسي وإيجاد حل يكفل وحدة ليبيا . وأبرز مدير تحرير المجلة الإفريقية للعلوم السياسية، أن الجزائر لها توجه قوي بضرورة إنهاء هذه  الأزمة وهي تحاول جمع كل الأطراف التي لها كلمة وثقل سياسي وتأثير على الأطراف المتنازعة في ليبيا من أجل مباشرة مسار جدي يقود إلى إنهاء الأزمة الليبية، وقال أن  الجزائر جادة في  مسعاها لمساعدة الليبيين للوصول إلى حل لهذه الأزمة،  مؤكدا في هذا السياق أن الجزائر لن تدخر جهدا ، سواء من خلال التنسيق مع الأطراف الفاعلة والأطراف المؤثرة في عقد أي لقاء سياسي بين الليبيين بضمانات دولية للوصول إلى حل سياسي.
وذكر الدكتور بشير شياب بزيارة سابقة  لوزير الخارجية صبري بوقادوم إلى بعض دول الشرق الأوسط  والتي أعطت انطباعا أكثر أنها محاولة من الدبلوماسية الجزائرية لتتبع خيوط الأزمة الليبية ومحاولة التحاور والتشاور والتنسيق مع اللاعبين الأساسيين ، وأضاف أن الجزائر كانت قد أجرت مباحثات مع كل من الإمارات ومصر والسعودية وتركيا وروسيا وإيطاليا واليونان وفرنسا و ألمانيا، وهي تقريبا جلها دول تعتبر لاعبة أساسية في الأزمة  الليبية.وأضاف أنه على الأطراف الدولية في المرحلة المقبلة تسهيل حوار الليبيين واتخاذ بعض الإجراءات، من خلال التأثير  على طرافي النزاع
 ويرى أن الخطوة الأولى تكمن في ضرورة الوصول إلى وقف أطلاق النار ، وتحديد خطوط التماس ووقف توريد الأسلحة و إعادة تصدير النفط وبعث الاقتصاد الليبي والانطلاق في خارطة طريق تقود إلى إنهاء الأزمة، بحيث تكون خارطة واضحة من خلال استحقاقات سياسية ، بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار دون تحديد خطوط التماس،  فكل طرف يتهم بخرق وقف إطلاق النار- كما قال- يتحجج بأنه كان في حالة دفاع عن النفس  وفي حالة رد هجوم تعرض له من طرف الآخر، وأضاف أنه يجب أن تكون هناك قوة ثالثة أو طرف ثالث يقوم بتحديد خطوط التماس، ولما لا إرسال قوات للفصل بين المتحاربين . من جهته، أوضح الخبير الأمني بن عمر بن جانة ، في تصريح للنصر ، أن أمن الجزائر مرتبط بأمن ليبيا ، مضيفا أن المجتمع ليبي تجمعنا به عدة روابط دينية واجتماعية وعادات وتقاليد وحتى الجغرافيا ، مبرزا أن الأدوار التي تلعبها الجزائر لحلحلة الأزمة هي في فائدة الجزائر وفي فائدة الشعب الليبي .
وأكد الخبير الأمني، أن الجزائر معروفة ولها مصداقية فيما يخص الوساطة والتوسط لحل الأزمات، مشيرا إلى  وقوفها على مسافات متساوية مع أطراف النزاع وسعيها إلى جمع المتناحرين بأرضية وفاق وطني داخلي ومحاولة إبعاد كل التدخلات الخارجية، وفي هذا المنحى -كما أضاف- أن الجزائر في محاولات دؤوبة واجتهادات لإيجاد حل للأزمة في ليبيا ، مبرزا أن الجزائر تسعى بكل مجهوداتها لإيجاد أرضية وفاق بين الإخوة الليبيين ، واعتبر أن الوضع المتأزم  الذي آلت إليه الشقيقة ليبيا وتدخل قوى دولية وإقليمية في الأزمة، صعب من إيجاد حل سياسي ليبي ليبي .
             مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى