سلطت أمس، محكمة الجنايات الابتدائية لدى  قضاء قسنطينة عقوبة بعشرين سنة سجنا نافذة، في حق شاب اتهم بقتل صديقه بحي واد  الحد.
حادثة القتل وبحسب ما تداول في ملف القضية وأطوار المحاكمة، تعود إلى شهر نوفمبر من عام 2017 ، أين تعرض الضحية المسمى «ل ع» إلى طعنة على مستوى البطن من سكين صديقه وجاره المسمى  « ج م» على مستوى حي الإخوة عباس المعروف باسم واد  الحد، ليتم نقله بعد فترة معتبرة إلى المستشفى الجامعي، أين لفظ أنفاسه الأخيرة بعد محاولات طبية فاشلة لإنقاذ حياته.
المتهم البالغ من العمر 28 عاما وبعد استجوابه من طرف القاضي، صرح بأنه حمل سكينين واحد خاص بتقشير البطاطا وآخر عادي بطول 10 سنتيمتر،  ثم  التقى بعدها بصديقيه واحتسوا الخمر بمكان مهجور بالحي، أين تشاجر مع أحدهما ثم توجه بمفرده إلى مكان بمحاذاة منزله ليتفاجأ مثلما صرح بمجيئ الضحية في حدود منتصف الليل، الذي أخذ كما قال يلومه بحدة بسبب التبليغ عنه وتحميله مسؤولية سرقة منزل أحد الجيران.
وتابع المتهم، أن الضحية كان حاملا سكينا وقارورة غاز مسيل للدموع، كما أنه وجه له ضربة على مستوى الصدر ليقوم وهو في طور الوقوف بلمسه بالسكين دون أن يعلم مكان إصابته أو خطورتها ، ثم فر مسرعا نحو مكان خال وسقط منه السكين، مشيرا إلى أنه توجه بعدها إلى المستشفى لعلاج إصابة تعرض لها على مستوى الأذن وسأل هناك عن حالة صديقه إذ أخبره الجيران أنه بخير ليعود بعدها إلى مسكنه ويبيت  ليلته قبل أن يتم اقتياده من طرف الأمن صباح اليوم الموالي.
ونفى المتهم وجود نية  لقتل صديقه ذي 22 عاما، فيما واجهه القاضي بتصريحات الشهود الذين أكدوا أن المتهم كان يكرر عبارة بأنه سوف يتورط في مشكلة «نباصي»، فيما ذكر الشاهد «ب. أ» أنه كان رفقة المتهم الذي أراد أن يسطو على  منزل بحي سيدي مبروك لكنه منعه رفقة صديق آخر من فعلته، إذ تسلق الحائط الخارجي لذلك المنزل ثم سقط منه ليتوجهوا بعدها إلى حيهم وانصرف كل منهم إلى حاله.
وصرح الشاهد أنه لم يدخل منزله بل عاد بالقرب من منزل المتهم أين وجد الضحية حاملا سكينا من الحجم الكبير وقارورة غاز مسيل للدموع، حيث طلب المتهم من المتوفى التوجه  إلى منزل بسيدي مبروك لسرقته ثم طلب منه القيام بنفس الفعل بمنزل بحي بن تشيكو لكنه رفض، و قال بأنه أصبح أبا ولا يمكنه أن يعود لمثل هذه الأفعال، قبل أن يقول المتهم للضحية «انظر إلى السكين الذي امتلكه ويطعنه مباشرة على مستوى البطن».
وأكد الشاهد عند استجوابه من القاضي، أن الضحية مشى مهرولا لمسافة قبل أن ينكب على وجهه ثم نهض وسار قليلا ثم سقط على ظهره، كما ذكر أن المتهم حاول طعن المتوفى مرة أخرى، لكنه منعه بعد أن وجه له ضربة باستعمال سكين الضحية على مستوى اليد، مشيرا إلى أن الجيران رفضوا نقله إلى المستشفى قبل أن يقرر أحدهم نقله في شاحنته، مضيفا أن وصوله إلى المشفى استغرق وقتا لاسيما بعد أن تم توقيفهم على مستوى حاجز شرطة.
والد الضحية، ذكر أنه دفن أمه ومات ولده في نفس اليوم، فيما ذكرت والدته أنه وبعد قيام ابنها بواجب استقبال المعزين توجه نحو بيت جده ثم تلقى مكالمة هاتفية من هاتف أحد أصدقائه ليخرج في منتصف الليل وهو ما أكدته محامية الدفاع، التي صرحت بأن الملف يحتوي على المكالمة الهاتفية التي قام بها الجاني من هاتف صديقه والتي تثبت كما قالت واقعة استدراج الضحية.
أما ممثل الحق العام فقد ذكر بأن أركان جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد متوفرة ملتمسا تطبيق أقصى العقوبات المدرجة ضمن المادة 261 من قانون العقوبات، فيما رافع دفاع المتهم على عدم وجود عنصر الترصد والقصد الجنائي كما قال بأن تقرير الطبيب أوضح بأن المتوفى تعرض لصدمة نزيفية، مضيفا أن التأخر في إسعاف الضحية   تسبب في تعقيد وضعيته.      
لقمان/ق    

الرجوع إلى الأعلى