تعرف ظاهرة التبذير في مختلف المواد والمنتوجات، ارتفاعا كبيرا خلال شهر رمضان الكريم وتشير الأرقام التي قدمها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين إلى أن قيمة التبذير الذي يطال المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل، تتجاوز 6 ملايير دينار( 600 مليار سنتيم).
وأرجع اتحاد التجار، أسباب تفشي هذه الظاهرة، إلى مجموعة من العوامل تتعلق بنقص الثقافة الاستهلاكية والإشهار الغذائي المبالغ فيه وانتشار ثقافة البيع عن طريق السوق المنظمة والموازية في كل التجمعات السكانية والأحياء.
 وفي هذا الاطار أوضح الناطق الرسمي للاتحاد بولنوار الحاج الطاهر في تصريح للنصر، أن القيمة الاجمالية للمواد الغذائية التي يتم تبذيرها خلال شهر رمضان تزيد عن 6 ملايير دينار
( 600 مليار سنتيم)، مشيرا في هذا السياق، إلى زيادة الطلب على مختلف المواد في هذا الشهر، حيث يضاعف العديد من المواطنين الكميات التي يشترونها مع التركيز على الغذاء الكمي لنقص ثقافة الاستهلاك بحيث يتصور الكثيرين - يضيف نفس المتحدث- أن زيادة كمية الغداء تساعد على مواجهة الجوع أكثر.
من جهة أخرى، أشار نفس المصدر، إلى الإشهار الغذائي المبالغ فيه خلال السنوات الأخيرة، حيث يدفع إلى زيادة الطلب واقتناء مختلف المواد بشكل كبير من طرف المواطنين، ومن بين العوامل المساعدة على انتشار هذه الظاهرة تحدث الناطق الرسمي للاتحاد، عن انتشار نقاط البيع عن طريق السوق المنظمة وأيضا السوق الموازية، على مستوى كل التجمعات السكانية والأحياء وهو ما يدفع المواطنين، إلى الاستهلاك بصورة أكثر، يضاف إلى ذلك انخفاض أسعار المنتوجات والسلع المعروضة، حيث يساعد هذا الانخفاض على زيادة الطلب وهو ما ينتج عنه تبذير للمواد ورميها .
وفي السياق ذاته ، قال بولنوار الحاج الطاهر، أن ما يقارب 100 ألف طن من الخضر والفواكه تتعرض للتلف أو يتم رميها خلال مراحل التخزين والتسويق والاستهلاك خلال رمضان، في حين يتم رمي - حسب نفس المتحدث-  100 مليون خبزة خلال الشهر الفضيل وأضاف أن حوالي 20 مليون خبزة تم رميها في أسبوع فقط، موضحا، أن التبذير في مختلف المواد يتم على مستوى الساحات ومصانع الانتاج، نظرا  لغياب الوسائل التقنية والتكنولوجية أو نقص التأهيل بالإضافة، إلى التبذير في مرحلة النقل والتوزيع، حيث تتعرص كميات كبيرة من الأغدية إلى التلف أثناء التخزين والحفظ والتوزيع في الأسواق وكذا التبذير الذي يحدث عند المستهلكين، حيث يتم رمي بقايا الطعام من طرف المواطنين وعلى مستوى المطاعم الشعبية والعمومية والمستشفيات والشركات الكبرى والمطاعم الجامعية. من جانبه، تحدث رئيس جمعية حماية وارشاد المستهلك مصطفى زبدي على ضرورة تغيير ثقافة المواطن الاستهلاكية من خلال تدخل جميع الجهات المعنية من أئمة و إعلاميين وأساتذة وجمعيات ووزارة التجارة من أجل رفع الوعي الاستهلاكي السليم وتغيير الذهنيات والابتعاد عن ظاهرة التبذير، لكنه اعتبر الأرقام المتداولة بهذا الخصوص، مبالغ فيها في بعض الأحيان.
وأشار رئيس الجمعية من جهة أخرى، إلى الشكاوى التي تتلقاها جمعيته، من المواطنين بشأن اقتنائهم لمواد فاسدة، في الأيام الأولى من شهر رمضان، جراء انقطاع سلسلة التبريد، ما أدى - كما قال - إلى وقوع حالات تسمم لأشخاص في العديد من الولايات.
أما رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز فاعتبر، «الدعم الفوضوي» لأسعار المواد، ساهم في زيادة التبذير بشكل كبير لا سيما في رمضان، حيث يتم رمي أكثر من 30 بالمئة من المواد الغذائية في اليوم بالإضافة إلى تبذير الكهرباء والماء والمازوت والبنزين بصورة كبيرة خلال هذا الشهر. و دعا إلى ضرورة اعتماد الأسعار الحقيقية لمختلف المواد لوقف هذا النزيف. وأضاف في السياق ذاته، أن هذا «الدعم الفوضوي» لأسعار المواد غير مرشّد، داعيا إلى ضرورة توجيه الدعم مباشرة إلى أصحابه من الأسر الضعيفة .         

مراد ـ ح

الرجوع إلى الأعلى