وجه أطباء بمستشفيات البليدة، يعملون في الخطوط الأمامية للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا، صرخة لسكان الولاية، للبقاء في بيوتهم، و حذروا في حديثهم للنصر، من خطر التزايد الكبير في حالات الإصابات بالفيروس خلال الأيام القادمة، بسبب انتقال العدوى نتيجة لعدم التزام المواطنين بالبقاء في بيوتهم.
و يؤكد أطباء  على أن الحالات الجديدة التي تصل إلى المستشفيات، ليس لها علاقة لا بالحالة الأولى أو الثانية و لهذا يخشى الأطباء من انتقال العدوى في الشوارع و الأحياء، نتيجة للاحتكاك بين الأشخاص و عدم التزام البيوت، مضيفين بأنهم لا يستطيعون وصف صورة مستشفيات البليدة و وضعها في مواجهة الوباء و أكدوا على أنهم استطاعوا التأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضه عليهم كورونا، في حين يبقى الأهم هو التزام المواطنين بيوتهم لمواجهة انتشار الفيروس و حذروا من ارتفاع حالات الإصابة إلى ألفي حالة خلال أسبوعين، إذا لم يلتزم السكان بالحجر الصحي المنزلي.
و وجهت في هذا الإطار الدكتورة أنيسة بن عيدة رئيسة مصلحة الاستعجالات الطبية و الجراحية بمستشفى فرانتز فانون، نداء يحمل صرخة للمواطنين، بضرورة البقاء في بيوتهم في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الولاية و قالت بنبرة عالية» ندائي لسكان الولاية، هو تجنب الخروج، فالأمر خطير، لا تخرجوا إلا للضرورة القصوى، لا تحضروا الجنائز، لا تحتكوا مع الآخرين، تجنبوا الطوابير  ..الأمر خطير و أكثر مما تتوقعون...حافظوا على صحتكم و صحتنا».
و تضيف المتحدثة بالقول « الأطباء و عمال شبه الطبي في مصلحة الاستعجالات، يعيشون ضغطا كبيرا بسبب تزايد حالات الإصابة و تقول بأنهم تدربوا على ما يجب القيام به في هذه الظروف الاستثنائية، كما وضعوا مخطط عمل استثنائي للتعامل مع الفيروس، بحيث تم تحديد نظام مداومة جديد للسلك الطبي و شبه الطبي، يبدأ من الساعة الثامنة صباحا إلى الثامنة ليلا و الفوج الثاني يبدأ من الثامنة ليلا إلى الثامنة صباحا. و عن إمكانيات و وسائل العمل، تقول المتحدثة، بأنها متوفرة، في حين يجب الحفاظ عليها باستمرار، لأنه لا أحد يعلم متى يتم التخلص من الوباء.
مهما تحدثنا لا نستطيع وصف الوضع
و لم تختلف صرخة الدكتورة، ربيعة قويدر بن علي، المنسقة بمصلحة الاستعجالات، عن صرخة زميلتها رئيسة المصلحة و قالت» مهما تحدثنا لا نستطيع وصف الوضع و حالات المصابين التي تتزايد يوما بعد يوم» مضيفة، « لو يعلم سكان الولاية ما يوجد في  المستشفيات، لا يتجرأ أحد على الخروج من منزله، متوقعة أن يصل عدد المصابين خلال أسبوعين، إلى ألفي حالة بولاية البليدة، إذا لم يلتزم السكان بإجراءات الحجر الصحي.
و تضيف المتحدثة « الوباء في تزايد و انتشار أكبر و بعد أن كان منتشرا في عائلات معينة اليوم، تزايد و لم يعد له علاقة بالعائلة الأولى أو الثانية التي ظهر فيها الفيروس و قالت «إبقوا في منازلكم...أنقذوا أرواحكم و أرواح عائلاتكم ..و أنقذونا جميعا».
و عن ظروف العمل، تقول مصدرنا، بأنها صعبة خاصة بعد تزايد أعداد المصابين و تؤكد على أنهم يجدون صعوبة في التعامل مع المصابين و عائلاتهم و قالت بأنه كلما زاد العدد، يجدون صعوبة في التكفل بهم و في التعامل مع عائلاتهم، مضيفة بأن ظروف العمل في البداية كانت صعبة، لأن الطاقم الطبي و شبه الطبي لم يكن محضرا للتعامل مع الفيروس، لكن مع مرور الوقت تأقلموا مع الواقع الجديد و هم يعملون ليلا نهارا للتكفل بالمصابين و إنقاذ حياتهم.
و كشفت الدكتورة، قويدر بن علي، عن فتح جناح جديد للاستعجالات الطبية بمستشفى فرانتز فانون بعد تزايد حالات الإصابة و يستقبل هذا الجناح الحالات الصعبة و المعقدة التي تخضع للإنعاش و تضيف بأن الجناح الجديد يتوفر على عدد من الأسرة و أجهزة التنفس التي ستستعمل لإنقاذ المصابين و تؤكد على أنهم مجندون ليلا نهارا مع المرضى للخروج من هذا الوضع الصعب.
نخشى من وجود عدوى في الشوارع
و في السياق ذاته، لم يختلف كلام الدكتور، عبد الحفيظ  قايدي، الأخصائي في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، الذي يستقبل عددا كبيرا من الحالات منذ ظهور الحالات الأولى لفيروس كورونا بالبليدة، عن كلام زميلتيه بمستشفى فرانتز فانون، و دعا قايدي سكان الولاية، إلى البقاء في بيوتهم حتى لاينتشر الوباء أكثر مما هو منتشر حاليا، مضيفا بأن الحل الوحيد للوقاية من الفيروس، هو العزل و البقاء في المنازل، و أكد على أن خاصية فيروس كورونا هي الانتشار بسرعة و يخشى نفس المتحدث من إمكانية ارتفاع عدد المصابين خلال هذه الأيام، بوجود عدوى في الشوارع و العدوى لا تتنقل حسبه إلا بوجود احتكاك بين المواطنين.و نصح  المتحدث، السكان، بعدم التنقل مع المرضى إلى المستشفيات، قائلا بأن كل مستشفيات البليدة تستقبل مصابين و تنقل المواطنين يعرضهم أكثر للإصابة بالفيروس، داعيا إلى إلزام الناس بالبقاء في المستشفيات و لا يخرج إلا العاملون في المصالح الطبية، و إلى فرض حجر صحي على كل التراب الوطني، للتخلص من الوباء بعد انتشاره في عدة ولايات الوطن و قال بأن الحجر يجب أن يكون طيلة اليوم و ليس في المساء و الليل فقط.
و في سياق متصل، يقول الدكتور قايدي، بأن عمل الأطباء و شبه الطبي بمستشفى بوفاريك، يتم في ظروف استثنائية و هذه الظروف كل يوم تتغير حسب الوضعيات و المراحل التي يمر بها الوباء، مشيرا إلى أنه في البداية، كان عدد الإصابات قليل و الطاقم الطبي كان يعمل بارتياح، لكن اليوم و بعد دخول الجزائر المرحلة الثالثة، تغيرت الأمور و العدد في تزايد كل يوم، متوقعا العمل في ظروف استثنائية أخرى خلال يومين أو ثلاثة، مع تزايد حالات الإصابة، مضيفا بأن العمل بدأ يصعب على الطاقم الطبي و شبه الطبي المتواجد ليلا نهارا في الميدان لتأدية واجبه.
و أشار الدكتور، قايدي، إلى أن مصلحة الأمراض المعدية بوحداتها الثلاث، اكتظت بالمصابين بالفيروس، لهذا تمت الاستعانة بوحدتي مصلحة الطب الداخلي، كما اضطروا لفتح جناح الجراحة العامة لاستقبال العدد الكبير من المرضى، مشيرا إلى أن مستشفى بوفاريك يستقبل ثلث المصابين على مستوى الولاية و يعرف ضغطا كبيرا، مشيرا في ذات السياق، إلى استنجاد مصالح مديرية الصحة و السكان، بمستشفى الأمراض الصدرية في البليدة و فرانتز فانون و العفرون و مفتاح، لاستقبال العدد الكبير من الإصابات الذي يصل يوميا.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى