دعا رئيس النقابة الوطنية للأئمة جلول حجيمي من يحق فيهم إخراج  أموال الزكاة إلى الإسراع في توزيعها في أقرب الآجال، لمساعدة الأسر المتضررة من الحجر الصحي على ضمان لقمة العيش، والتخفيف من الآثار الاقتصادية للحجر الصحي، كما حث الائمة على استغلال مواقع التواصل لنشر مبدأ  التكافل الاجتماعي.
وشدد جلول حجيمي في اتصال مع «النصر» على حساسية الظرف الذي تمر به البلاد، بسبب توقف مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية جراء التدابير الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا، مما يستوجب حسبه التشجيع على التكافل الاجتماعي لمؤازرة الأسرة الفقيرة والمعوزة، وكذا العمال اليوميين الذين يمارسون أنشطة بسيطة يقتاتون عليها عن طريق ما يجنونه يوميا من أموال محدودة، مؤكدا أن هذه الفئة أصبحت اليوم بدورها مصنفة ضمن خانة الفقراء والمحتاجين الواجب مساعدتها على تخطي هذه المرحلة الصعبة.
وعاد جلول حجيمي إلى الفتوى المتعلقة بإخراج الزكاة قبل موعدها، قائلا في رده على سؤال «للنصر» بخصوص مساهمة الأئمة في تذكير الناس بهذه الشعيرة الدينية التي تكرس مبدأ التكافل الاجتماعي، إن عديد الأئمة اليوم يتقنون استعمال مواقع التواصل الاجتماعي للحث على التآزر والتعاون، ومن بين ذلك إخراج أموال الزكاة قبل شهر أو شهرين عن حلول موعدها، لفائدة المحتاجين المتضررين من تداعيات انتشار فيروس كورونا لا سيما بولاية البليدة، جراء الحجر المنزلي الذي حرم عديد الأسر البسيطة من ضمان لقمة العيش، فضلا عن استغلال التواصل المباشر مع المحيط الاجتماعي للحث على ذلك.
 وأكد رئيس النقابة الوطنية للأئمة في هذا السياق أن عديد المحسنين تفاعلوا مع الفتوى الصادرة مؤخرا، وتقربوا من الأئمة للحصول على قوائم الفقراء والمحتاجين على مستوى الحي الذي يقع فيه المسجد، لإيصال المساعدات والإعانات إلى مستحقيها، موضحا بأن عظمة الزكاة تكمن في التكافل الاجتماعي ورفع الغبن عن الفقراء والمساكين.   
كما أوضح جلول حجيمي بأن عمل الأئمة لم يتوقف رغم غلق المساجد أمام المصلين لتجنب تفشي فيروس كورونا، فجلهم ينشطون في الميدان من أجل حشد المساعدات والإعانات رغم صعوبة التحرك الميداني من منطقة إلى أخرى بسبب إجراءات حظر التجوال على مستوى تسع ولايات، من بينها العاصمة والبليدة، وكذا باقي الولايات التي منع بها الخروج من البيت بداية من الساعة السابعة مساء لتفادي التقارب الاجتماعي وما ينجر عنه من نقل العدوى بالفيروس، من خلال حضورهم اليومي إلى جانب الجمعيات لإنجاح الحملات التضامنية.
ويمتد نشاط الأئمة حسب المصدر إلى الأرياف والمناطق المعزولة، وذلك في رده على من انتقدوا غياب الأئمة عن الساحة وتقاعسهم في توسيع وإنجاح الحملة التضامنية التي أطلقتها جمعيات ونشطاء إلى جانب خيريين وسلطات محلية، فور الشروع في تطبيق إجراءات الحجر الصحي، قائلا إن الأئمة يجتهدون من أجل إيصال المساعدات إلى من يستحقها.
وبحسب جلول حجيمي فإن ظروف الأسر المعوزة عادة ما تكون صعبة خلال شهر رمضان، وستكون أصعب هذا الموسم بسبب الآثار الاقتصادية الناجمة عن تدابير الحجر الصحي، جرا توقف المصانع والأنشطة التجارية والحرفية وغيرها، وهو ما يستدعي من القوى الفاعلة التحرك الميداني ومؤازرة الفئات الهشة، ومن ذلك إخراج زكاة الحول أيضا على من تجب عليه قبل حلول موعدها.
وأشاد حجيمي أيضا بالروح التضامنية التي أظهرها المواطن في هذه الظرف العصيبة، كاشفا عن تلقي نقابته اتصالات عدة من خيرين لإعانة المحتاجين، لكنه أكد أن الإمام لا يمكنه أن ينشط بمفرده وإنما بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني، وأن عمله الميداني لم يتوقف منذ بداية الحجر الصحي رغم غلق المساجد.  
  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى