اعتبر خبراء ومحللون ، أن  هناك احتمالات كبيرة  لنجاح الوساطة التي تقودها الجزائر من أجل حل الصراع الدائر في ليبيا بين الفرقاء الليبيين نظرا لتوفر مناخ سياسي وعسكري وإقليمي ودولي يساعد على نجاح  الوساطة الجزائرية ، ويرون أن الجزائر تعتبر الدولة الوحيدة التي تملك مواصفات الوسيط النزيه، باعتبارها  لها عمق استراتيجي مع ليبيا، كما أنها لا تملك أي أجندة اتجاه أي طرف من الأطراف الليبية وباعتبار أن الاستقرار في ليبيا هو استقرار للجزائر .  
وأوضح أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3 ، الدكتور عامر مصباح في تصريح للنصر، أمس،  أن الجزائر تقود وساطة من أجل حل الأزمة الليبية وأن هناك احتمالات كبيرة لنجاحها ،  بالنظر إلى توفر ظروف ملائمة للحل السياسي ، أفضل مما كان في اتفاق الصخيرات، وقال في هذا السياق إن المناخ السياسي والعسكري والإقليمي والدولي اليوم يساعد  على نجاح وساطة الجزائر.
و أشار الدكتور عامر مصباح ، إلى تأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،  بأن الجزائر التي تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف  في ليبيا مستعدة للمساعدة على إنهاء الأزمة في هذا البلد، كما أكد رئيس الجمهورية  بأن «الحسم في ليبيا لن يكون عسكريا» .
وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3 ، أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق  الوطني الليبية ، فايز السراج، جاء إلى  الجزائر لمعرفة التنازلات التي قدمها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح  من أجل حل  الأزمة  خلال الزيارة التي قادته مؤخرا الى الجزائر وأيضا التأكد ماهي حدود قدرة الجزائر على تحقيق هذه الوساطة وأوضح الدكتور عامر مصباح  أن ما ينتظره السراج من عقيلة صالح هو الموقف من  خليفة حفتر ومن ميليشياته أو ما يسميه هو الجيش الوطني الليبي.
 كما أشار الدكتور عامر مصباح ، إلى زيارة وفد تركي إلى طرابلس الأسبوع الماضي ويبدو -كما قال- أن الأتراك  قد شجعوا فايز السراج على زيارة الجزائر ، خصوصا وأن علاقة الجزائر بتركيا وروسيا جيدة جدا ، وهذا يساعد على  حل الصراع في ليبيا .
وقال إن الظرف في شرق ليبيا غير مناسب لهم من ناحية العمليات العسكرية والشيء الثاني أن مبادرة القاهرة لم تنجح ويرون أن المبادرة التي سوف تنجح هي مبادرة الجزائر، لأن الجزائر تعتبر طرفا وسيطا ونزيها بين جميع الأطراف على الساحة الليبية ، مضيفا أن الحل السلمي ممكن أن تقوده الجزائر  والذي سيحقن دماء الليبيين ،  و أضاف أن  الأمر الذي يساعد المبادرة الجزائرية  اليوم هو أن الأطراف التي كانت تفضل الخيار العسكري هي اليوم ضعيفة وفي حالة تراجع  ويمكن أن تنهزم إذا ما عادت العمليات العسكرية وبالتالي هذا سيساعد على الحل السياسي ، وقال في السياق ذاته  أن الجزائر تقود هذه الوساطة وهذا لا يعني أنها سوف تصل في النهاية إلى حل لأن قبول الحل يحتاج إلى موافقة  أطراف عدة والمتمثلة في الأطراف الليبية و  تونس وروسيا وتركيا  كونها أطراف أساسية.
و أوضح أن التحدي الرئيسي الآن هو كيف يتم تجاوز أو تخطي عقبة توحيد المؤسسات تحت إدارة حكومة الوفاق وهذا هو المهم الأن ، لأن حكومة الوفاق مدعومة من قبل تركيا والولايات المتحدة  وأن حكومة الوفاق تؤكد أنه لابد من بسط نفوذ الدولة على كل التراب الليبي، فإذا تم حل هذه المشكلة ممكن أن  يتوصلوا إلى حل للأزمة .
ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي الدكتور، بوحنية قوي  في تصريح للنصر ، أمس، أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تملك مواصفات الوسيط النزيه، باعتبار أن  لها عمق استراتيجي مع ليبيا، وباعتبار أنها لا تملك أي أجندة اتجاه أي طرف من الأطراف الليبية وباعتبار أن الاستقرار في ليبيا هو استقرار للجزائر .
 وأوضح الدكتور بوحنية قوي ، أن زيارة فايز السراج  إلى الجزائر هي اعتراف بالدور الجزائري في حلحلة الأزمة الليبية  كما أشار إلى الزيارة التي كان قد قام بها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى الجزائر.
 واعتبر المحلل السياسي، أن الأزمة الليبية تدخلت فيها أطراف كثيرة سعت إلى تعفينها وتأزيمها وإطالة عمرها، لكن أهم شيء هو أن حل الأزمة  بيد الداخل وليس بيد
 الخارج.                           مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى