أكد أساتذة وكتاب ومثقفون، شاركوا النصر بفيديوهات في حملتها التوعوية للوقاية من كوفيد 19، أن التعامل مع الجائحة، لا يزال بعيدا عن المستوى المطلوب، في ظل التزايد الملحوظ في عدد الإصابات، و السلوكات السلبية التي زادت الوضع تعقيدا، خاصة في ما يتعلق بالعصبية في بعض الحالات، و الاستهتار و اللامبالاة في حالات أخرى، الأمر الذي أطال عمر الأزمة الصحية، وجعل الحلول متوقفة على درجة الوعي بخطورة الوباء و البحث عن مخرجات سليمة، بعيدا عن عقلية الخلاص الفردي، و اعتبارها مسؤولية جماعية يغلب فيها الواجب الأخلاقي على المصلحة  الشخصية .
* عثمان بوعبدالله
* محمد الأمين بن ربيع  كاتب و اكاديمي
الوبــــاء أربـــك العالـــم والوقايــــة منــــه واجب أخلاقــي
قال محمد الأمين بن ربيع، أن الوقاية من وباء كورونا الذي اجتاح العالم، و جعل البشرية تعيش حالة من الاضطراب و الارتباك في العلاقات و العادات، تتطلب الالتزام الصارم بتوصيات الوقاية، باعتبارها واجب أخلاقي قبل أن تكون مجموعة من النصوص و المراسيم التنظيمية و القانونية، لأن المعركة الحقيقية هي معركة وعي كل فرد بمسؤوليته و ليست مهمة على عاتق الدولة فقط.
و أشارالكاتب والأكاديمي إلى أن العالم يعيش اضطرابا منذ أشهر، بسبب فيروس كوفيد 19، و هي مدة كافية لنتعلم من خلالها التدابير الوقائية لحماية أنفسنا وغيرنا، منبها إلى أن الحجر المنزلي و التقيد بتعليمات الوقاية واجب أخلاقي، وتبقى بعض الاستثناءات في حال الخروج الاضطراري، تتطلب كما قال « اتخاذ أسباب الوقاية، كارتداء الكمامة وتجنب الزحام والمصافحة و التجمعات الكبيرة، وعدم إهمال تعقيم الأيدي بعد العودة إلى البيت».و نصح باستغلال الوقت استغلالا جيدا، فبدل كسر إجراءات الحجر و الوقاية، يمكن لمن يعي خطورة الوباء و يحرص على سلامته، أن يعوض سلوكاته قبل الحجر بسلوكات تتماشى و طبيعة المرحلة، كالحرص على ممارسة الرياضة و القراءة والكتابة والعودة إلى عادات قد تكون اندثرت لدى بعض العائلات، أو أن تجنبها أصبح ضرورة ملحة لتحقيق مطلب التباعد، على غرار الزيارات والعلاقات الأسرية، و يكفي، كما أضاف، التواصل عن طريق الهاتف أو ما توفره التكنولوجيا من وسائط التواصل الاجتماعي.و بخصوص تعامله الشخصي مع هذه الأزمة الوبائية، أكد أنه يستغل متسع الوقت بحكم الحجر، في أشياء كثيرة، كان قد أجلها سابقا ، كإنجاز البحوث و القراءة و مشاريع كتابية.

* احسن تليلاني/ أستاذ جامعي وناشط جمعوي
نتعاطـى مـع الوبــاء بعصبيــة زائدة عن اللـزوم
تعرض الدكتور احسن تليلاني، أستاذ جامعي و ناشط جمعوي، إلى الزحف المستمر لوباء كورونا، مشيرا إلى أن هذا الفيروس المخفي أصبح ينتشر بكثرة ويحصد يوميا الكثير من الأرواح في العالم أجمع، و في الجزائر.
و اعتبر تليلاني أن التعامل مع هذه الأزمة الوبائية المستجدة، تطغى عليه العصبية، حيث قال « نتعاطى مع هذا الوباء بعصبية كبيرة حتى فوق اللزوم»، مضيفا أن الوضع لا يقتضي ذلك، لأن الأزمة تتطلب التعامل معها بهدوء و رزانة و ذكاء، و أهم شيء هو الالتزام بقواعد الحجر الصحي و قواعد السلامة من حيث ارتداء الكمامة وتجنب الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى،وفي حال الخروج، كما أضاف وجب التقيد بالتعليمات، كتجنب الاحتكاك وتجنب دخول الأماكن المكتظة، لأن الغفلة قد تؤدي إلى الهاوية».
و أوضح أن البشرية تتعرض لمثل هذه الهزات والأوبئة و الأمراض، وأن الواعي والذكي هو الذي يحسن التعامل مع هذا الوضع، مثلما أشار العلماء و المتخصصين، مضيفا أنه مادام لا يوجد لقاح أو دواء، فالعلاج الوحيد هو التزام الحجر الصحي و البقاء في البيت و ارتداء الكمامة و التوعية، و أن ننبه بعضنا البعض إلى خطورة الوباء .
و أردف «الكمامة أصبحت متوفرة و يمكن من خلالها أن نجنب أنفسنا و من حولنا الخطر ، كما أن بيوتنا هي جنتنا، سميت مساكن، لأن بها السكينة و سميت منازل لأن الإنسان ينزل فيها «داعيا إلى استغلال الوقت فيما ينفع، من خلال المطالعة أو الكتابة، أو ممارسة نشاطات للترفيه، أو تخصيص وقت لمتابعة الأفلام، مشيرا إلى أن هذا الوباء، هو بمثابة فرصة لنعيد النظر في علاقاتنا مع أسرنا و هو فرصة لاكتشاف جوانب خفية في الأبناء و للتحاور معهم والاستماع إلى انشغالاتهم و طموحاتهم، مجددا دعوته إلى ضرورة البقاء في البيوت و استغلال الوقت في ما ينفع، مادامت هناك إمكانية للعودة إلى الحياة العادية بعد زوال خطر الوباء.و أشار من جهة أخرى إلى تعود العائلات في فترة الصيف على القيام برحلات و جولات للاستجمام و التجول على شاطئ البحر و السفر إلى الخارج، لكن ظروف الحجر جعلت الكثيرين متعبين نفسيا، جراء ثقل هذا الوباء وعدم القدرة على مواجهته، لكن يمكن، كما أضاف» أن نعيش ببارقة الأمل، فالحياة تحلو بالأمل» و بعد زوال الجائحة، سيكون لدينا الوقت للتنزه و التجول و تفتح الجامعات و المساجد و نتمكن من مجالسة الأصدقاء وغيرها من أسباب الراحة و الاستمتاع.

* وسيلة سناني  أستاذة جامعية
رفع الحجر لا يعني زوال خطر انتقال العدوى
قالت وسيلة سناني، أستاذة بجامعة جيجل، أن الجميع يرغب في رفع الحجر للخروج والتنزه، لكن للأسف كل ما نحاول أن نتقدم خطوة في هذا الاتجاه، تزيد خطورة انتقال عدوى الفيروس الخطير.
و أوضحت في فيديو نشر على صفحة النصر الفايسبوكية، في إطار الحملة التوعوية للوقاية من وباء كورونا كوفيد 19، أن ظروفا دفعت إلى رفع الحجر جزئيا عبر ولايات الوطن، لكن هذا لا يعني أن خطر الوباء قد خف أو زال، بل يبقى قائما و تزيد خطورته في حال الإهمال، مشيرة إلى أن الجهة الوصية رفعت الحجر مع اتخاذ الاحتياطات و فرض التوصيات كاحترام مسافة الأمان والوقاية وتعقيم اليدين ووضع الكمامة .و أضافت أن عدد الاصابات في تزايد، و هذا دليل أن» أخذ الاحتياطات وشروط الوقاية من المرض لم يلتزم بها الأغلبية»، لذلك أصبح لزاما التقليل قدر الامكان من الخروج، إلا في الحالات الضرورية والبقاء في المنزل أو بمحيطه أو في مساحات واسعة يحترم فيها شرط التباعد، وعند الخروج في حال الضرورة، لا بد من أخذ الاحتياطات القصوى و تجنب الخروج مع الأطفال للتسوق، مثلما يفعل البعض ممن يتنقلون مع أبنائهم للمتاجر  و غيرها التي تكون مزدحمة، منبهة إلى أن الأطفال لا يلتزمون عادة بإجراءات الوقاية مثل الكبار، و يمكن أن يتسببوا في نقل العدوى، كما نبهت إلى الحرص على الاستعمال الصحيح لأدوات الوقاية، فقد تصبح خطرا على مستعمليها، في حال عدم التقيد بالطرق السليمة كالقفازات. و ختمت حديثها بالدعوة إلى الوقاية و «فرض حجر لمدة شهر أفضل من أن نبقى ربما لمدة عام و أزيد،  و أفضل من أن نكون سببا في موت الآخرين وقد يكون أعز شخص لدينا»، مشيرة إلى أن من ينقل العدوى في بعض الحالات، ليس شرطا أن تظهر عليه أعراض كورونا ، داعية إلى الرفع من درجات الوعي للعودةإلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت، محذرة من مواصلة التعامل مع الجائحة بالطريقة الحالية التي «يستهتر فيها البعض بخطورة الوباء « ، ما سيزيد في عدد الاصابات و يطيل فترة الحجر .

* الحكواتي صديق ماحي
خطر الوباء لا يعترف بعقلية الخلاص الشخصي «تخطي راسي»
شبه الحكواتي صديق ماحي، خطر الوباء ، بالحريق الذي يندلع و تمتد ألسنة نيرانه لتلتهم الأخضر و اليابس،  دون تمييز، مشيرا إلى أن الخروج من هذه الأزمة مسؤولية جماعية، تتطلب وعيا كبيرا و تغليب روح الجماعة لأن خطر الفيروس ، كما قال، لا يعترف بعقلية الخلاص الشخصي ( تخطي راسي).
و أكد أن خطر الوباء أكبر بكثير من النار، ما دام لا يوجد لقاح أو دواء لحد الآن، و تعذر إيجاد حل للحد من انتشاره، من غير الوقاية التي تبقى المطلب الوحيد للخلاص، مضيفا « هذا الفيروس لم يترك أي مكان في العالم، وهو فوق الرؤوس، اذا لم نع خطورته سيقضي على الكبير والصغير، و لا يفرق بين الغني و الفقير»، و هو، كما أردف، «مخفي لا رائحة له وأنت من تدخله إلى بيتك».
و تساءل المتحدث عن الفائدة من اصرار البعض على عدم الالتزام بالحجر و الخروج من منازلهم، دون سبب في هذا الظرف الحساس، داعيا إلى تجنب المصافحة و الالتزام بتوصيات التباعد الاجتماعي عند الدخول للأماكن العامة، فهو  يصبح واجبا  لحماية نفسك وغيرك و هو السلاح و الدواء الذي أجمع عليه جميع العلماء، لوقاية البشرية جمعاء على اختلاف ألسنتهم و دياناتهم.

* الأستاذة و الكاتبة شامة درويش توجه رسالة إلى التلاميذ
ظروف هذا العام مختلفة لكنها يمكن أن ترسم طريقكم إلى التفوق
خصت، الكاتبة شامة درويش، التلاميذ والطلبة المقبلين على امتحانات مصيرية بحيز هام من رسالتها التوعوية، باعتبارها أستاذة في التعليم الثانوي، حيث قالت أنها تفضل التعامل مع تلاميذها ، بعيدا عن لعب دور الآمر و المتعصب،  معتبرة أن هذه الأزمة الصحية، اختبار حقيقي لاكتشاف ذواتنا و قدراتنا في الحياة، ومن ذلك تجربة تحتاج إلى الثقة بالنفس و ترجيح ملكة العقل لرسم طريق النجاح.و أضافت المتحدثة، أن العقل هو  مصدر كرامة الإنسان، و شرفه وتميزه عن سائر المخلوقات، وهو ما يشكل قوامه، وإذا سلبت هذه النعمة أصبح غير قادر على الفهم والتغيير وصنع المعنى والمصير، مشيرة إلى أن ظروف التلاميذ المقبلين على الامتحانات النهائية وامتحان البكالوريا هذا العام بدت مختلفة عن الأعوام السابقة، لكنها جزء كبير من تشكيل الذات، داعية إلى رسم المستقبل و التعايش مع مختلف الظروف لأجل الظفر بالأحسن.و لتحقيق هذه الغاية تنصح التلاميذ بتجنب النوم المتأخر، و الاستيقاظ المتأخر، و الترقّب السلبي لأعداد الموتى، وإحصائيات المصابين، وتجنب الاحتكاك بمن لهم طاقات سلبية، و ضوضاء الشوارع، و ضغط الوقت و وسائل التواصل الاجتماعي إلا ما نفع منها، و العمل الجاد. و أكدت أنه يجب التعامل مع هذا الفيروس بسلاح الوقاية، و في حال الإصابة به من الأفضل التعامل، معنويا معه، على أنه أنفلونزا يمكن الشفاء منها بنسبة 98 بالمئة، مضيفة «لننتصر على فكرة الموت و التعب النفسي المحيط بنا « الجميع في معركة لتحقيق الذات في هذه الظروف الصعبة، وبالأخص التلميذ، ابن هذا الوطن، وعصبه المتين، الذي يعول عليه، فكيف له أن يفرط في حياته بالخروج العشوائي، وانتهاك كل إجراءات الوقاية، و سألته «كيف تسمح لمزاجك أن يتحكم في زهرة حياتك» .

الرجوع إلى الأعلى