التزم غالبية أصحاب المطاعم والمقاهي التي بدت خالية أمس في أول يوم من استئناف النشاط بمدينة قسنطينة، بالإجراءات الوقائية المفروضة من طرف الجهات الوصية، وسط حذر شديد من طرف المواطنين والتجار على حد سواء، في حين فضل بعض الناشطين الإبقاء على إجراءات البيع المحمول فقط إلى غاية استقرار الأوضاع.
و وقفت النصر، أمس خلال تجولها بوسط المدينة، على تطبيق صارم لإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، حيث علق أصحاب المقاهي على أبواب محلاتهم إعلانات تنص على إجبارية ارتداء الكمامة ومنع الدخول دونها، كما أكدوا أنه وفي حال الإخلال بهذه التعليمة فإن المعني سيتعرض إلى الطرد.
وبدت جل المقاهي التي زرناها، شبه خالية من الزبائن في حين كان من بداخلها يرتدون الكمامات، كما كان عدد الجالسين في الطاولة لا يتجاوز الشخصين وفق ما تنص عليه التعليمات، و لمسنا من كل الموجودين حذرا شديدا من خلال التعقيم المستمر لليدين وعدم الجلوس لفترة طويلة إذ جلسنا في أحد المقاهي لنصف ساعة فكان كل من يلج يخرج في وقت لا يزيد عن 10 دقائق، في حين  كان أصحاب المقاهي حذرين ويوجهون نظرات إلى الزبائن من حين إلى آخر.
وبأحد المقاهي، وفر صاحبها كمامات للزبائن للذين لا يرتدونها، حيث قال إنه وجد حرجا في منعهم من الدخول و وجد حلا، مثلما قال، في توفيرها لهم، في حين رفع آخر كل الكراسي إذ خير الزبائن بين تناول المشروبات والمرطبات واقفين أو شرائها محمولة، مشيرا في حديث معنا إلى أنه وحتى يتفادى أي عقوبات اهتدى إلى هذه الفكرة التي قال بأنها احترازية من ملاحظات أعوان مديرية التجارة  وصحية في نفس الوقت.
ولاحظنا في جولتنا أن العديد من المقاهي  ما تزال مغلقة، حيث ذكر صاحب مقهى عريق بوسط المدينة، أنه شرع في تعقيم وتنظيف محله يوم أمس، إذ أنه فضل التأني وانتظار كيفية تطبيق الإجراءات على أرض الواقع مخافة تعرضه لعقوبات، حيث علق قائلا إنه غير مستعد لتلقي أي غرامة كونه تعرض لخسائر معتبرة طيلة فترة الغلق التي استمرت طيلة 5 أشهر، وهو نفس ما ذهب إليه صاحب مقهى آخر، أكد أنه سيفتح ابتداء من اليوم. واختلف الوضع نوعا ما بمحلات الإطعام السريع، التي فتحت أمام الزبائن، حيث بدت مكتظة نوعا ما لاسيما في وقت الغداء لكن مع تطبيق إجراء جلوس شخصين فقط على طاولة واحدة في جل المحلات، غير أن بعضها كان يسمح بجلوس ثلاثة أشخاص، فقد ذكر صاحب محل إطعام سريع، أنه لم يستطع منع استعمال عائلة متكونة من 3 أفراد لطاولة واحدة.  
وأكد أصحاب مطاعم، أن تطبيق الإجراءات الوقائية أولوية قصوى لحماية الزبائن والعاملين بالمطعم، حيث قال أحدهم إن عاملا بمحله تعرض قبل أسبوعين للعدوى رغم أن المطعم كان يتعامل مع الزبائن عن بعد وبالبيع المحمول، مشيرا إلى أن عدم ارتدائه للكمامة قد تسبب له في العدوى.
وذكر آخر، أنه لن يسمح لأي زبون أن يدخل دون كمامة أو أن يجلس أكثر من شخصين على طاولة واحدة، وهو ما وقفنا عليه داخل محله، في حين لاحظنا أن عدد الزبائن كان قليلا جدا إذ كان غالبيتهم يكتفي بحمل المقتنيات والانصراف سريعا، لكن صاحب محل «فاست فود»، أكد أنه لا يمكن الحكم على الوضع من أول يوم إذ عادة ما تكون البدايات هكذا بحسبه ثم يسجل تراخ مثلما حدث مع إجراءات الفتح الأولى.
 لقمان/ق 

الرجوع إلى الأعلى