حاوره: مروان. ب

خصنا مدافع نادي “فالنسيان” والمنتخب الوطني ماكسيم سبانو رحو بحوار حصري تحدث فيه عن تربصه الأول مع الخضر، والحديث الذي دار بينه وبين بلماضي، كما عرج سبانو أيضا لعديد المواضيع التي تهمه، وتهم مستقبل المنتخب الوطني تكتشفونها في هذا الحوار المشوق الذي كان لجريدة النصر معه.

مرحبا سبانو معك صحفي جريدة النصر من الجزائر نود التشرف بإجراء حوار معك...
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، ولكن أعذروني ليس لدي الكثير من الوقت الآن، كوني أتأهب لبدأ التدريبات ( الحوار أجري صبيحة أمس)، وأعدكم بأنني سأكون تحت تصرفكم في الأمسية بداية من الساعة الخامسة، وهناك سأرد على كافة أسئلتكم بصدر رحب.
(عاودنا الاتصال بلاعب الخضر في حدود الساعة الخامسة والربع وهنا رد سبانو على الهاتف)... بداية نشكرك على الاستجابة لطلبنا ونسألك عن أحوالك؟
أنا في صحة جيدة الآن، بعد أن عانيت من مشاكل صحية في الأيام القليلة الماضية، حيث أصبت بفيروس كورونا، وكنت مجبرا على القيام بالحجر الصحي المنزلي لأسبوعين كاملين، لقد تماثلت للشفاء، بدليل عودتي بشكل طبيعي للتدريبات الجماعية لفريقي فالونسيان الفرنسي، واستغل الفرصة لأتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساندني في تلك الفترة العصيبة، خاصة زملائي في الفريق، حيث وقفوا إلى جانبي، وظلوا يسألون عني باستمرار إلى غاية تخلص من هذا المرض الذي شكل هاجسا للجميع خلال الأشهر الأخيرة، إلى درجة أنه تسبب في توقف كل شيء، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مؤخرا، ولكن وسط حذر شديد.
الآن بعد تماثلك للشفاء، كيف تمت العودة للتدريبات، وهل من تدابير خاصة اتخذها مسؤولو فالونسيان لتفادي إصابة عناصر أخرى بفيروس كورونا ؟
كما تعلمون في فرنسا تم تعليق كافة النشاطات الرياضية لأكثر من أربعة أشهر كاملة، على عكس البلدان المجاورة، وأقصد إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وانجلترا، أين أنهوا بطولاتهم بشكل طبيعي، ولكن بعد أن طبقوا بروتوكولات صحية جنبت الفرق السقوط في فخ كورونا، الحمد لله الأمور تتحسن تدريجيا، والفرق في فرنسا استأنفت جميعا الاستعدادات للموسم الكروي الجديد، ومن بينها فريقي فالونسيان الذي قام مسؤولوه بالواجب، حيث اتخذوا كافة التدابير الوقائية لتفادي إصابة عناصر الفريق ب”كوفيد 19”، كل شيء يسير على أحسن ما يرام، ولو أننا نود التخلص من هذا الوباء بشكل نهائي، من أجل التركيز على التحضيرات فقط.
بالحديث عن فالونسيان،هل ستستمر مع هذا الفريق أم تحضر لتغيير الأجواء ؟
مرتاح للغاية مع فريقي الحالي فالونسيان، وأحظى بمكانة خاصة لدى الجميع، وفي مقدمتهم الجماهير التي تحترمني كثيرا، ولكن هذا لا يمنع إمكانية المغادرة في أي لحظة، لا سيما في حال حصولي على عرض مُغر، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لا أخفي عليكم أنا لاعب طموح، وأسعى دوما للعب في مستويات عالية، على غرار “الليغ1” التي كانت لي تجربه فيها سابقا، ولكن عليّ أن لا أفكر في هذا الأمر كثيرا، على اعتبار أنه قد يؤثر على تركيزي، ويجعلني أضيع على نفسي فرصة الاستعداد الجيد للموسم الكروي الجديد، الذي أوده أن يكون استثنائيا بالنسبة لي، من أجل الحفاظ على مكانتي مع المنتخب الوطني، ولم لا الحصول على فرصة الالتحاق بنادي أكبر في فرنسا أو في أي دوري آخر.
كنت حاضرا رفقة الخضر في آخر تربص تحضيري، كيف وجدت الأجواء داخل المجموعة، خاصة وأنها المرة الأولى التي تتواجد فيها مع منتخب بلدك ؟
بداية أشكر الناخب الوطني جمال بلماضي الذي منحني فرصة التواجد مع منتخب بلدي لأول مرة، وأنا لحد الآن لا أزال أتذكر كافة تفاصيل أول تربص لي مع الخضر، كونه كان خاصا بأتم معنى الكلمة، وتزامن مع تحقيقنا انتصارين جد ثمينين في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون(زامبيا وبوتسوانا)، على العموم لقد عشت أياما رائعة مع رفاقي في المنتخب، وتأكدت بأننا نشكل أسرة واحدة، وهو ما ساعدنا على التتويج ب”كان” 2019 بمصر، أنا أشتاق لتلك اللحظات الجميلة، وآمل أن يزول هذا الوباء، ونتواجد مجددا في معسكرات المنتخب، لا سيما وأنه تنتظرنا استحقاقات جد مهمة، لعل أبرزها التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر.


اكتفيت بملازمة كرسي الاحتياط في مباراتي زامبيا وبوتسوانا، ما تعليقك، وهل كان لك حديث مع بلماضي في هذا الخصوص ؟
تواجدي في كرسي الاحتياط، خلال المباراتين الأخيرتين أمر عادي، كون الناخب الوطني غير مستعد لتغيير العناصر التي قدمت بطولة مثالية في مصر، ونجحت في الفوز بنهائيات كأس الأمم الإفريقية بعد طول انتظار، كما أن الحديث عن اللعب كأساسي في المنتخب لا يهم، بقدر ما تهم النتائج الإيجابية المحققة، أنا الآن سعيد بتواجدي رفقة 23 لاعبا، وبعدها سأفكر في كيفية الظفر بمنصب أساسي، لقد كان لي حديث مع بلماضي قبل انضمامي إلى المنتخب، وأعرب عن إعجابه بمؤهلاتي، وطلب مني الاستعداد دوما، كونه قد يضطر للاعتماد على خدماتي في أي لحظة، دون أن أنسى حديثه لي خلال فترة التربص التحضيري، أين كان يُشجعني دوما، ولم أشعر للحظة واحدة بأنني وافد جديد على المنتخب.
ما رأيك في طريقة عمل بلماضي ؟
لم أتفاجأ على الإطلاق بالعمل الجبار الذي يقوم به الناخب الوطني جمال بلماضي رفقة المجموعة، واكتفيت بتربص واحد، من أجل معرفة سر النجاح في الفوز ب”الكان” خارج الجزائر، جمال مدرب مُتمكّن، ويعرف عمله جيدا، ولديه شخصية قوية، رغم قربه من اللاعبين، كما أن طموحاته ليس لها حدود، وأنا أعتبره وراء الفوز الرائع الذي عدنا به من بوتسوانا، رغم الظروف الصعبة التي خُضنا فيها اللقاء، أين عرف من أين تأكل الكتف، بعد أن حسمنا اللقاء من كرة ثابتة، وأقصد الركنية التي تولى تنفيذها زميلنا بلايلي، أنا سعيد لهذا المدرب الذي ظفر بلقب الأفضل في القارة عن جدارة واستحقاق، وأنا على يقين بأنه سيقودنا نحو نتائج أكبر في المستقبل، والبداية بالعودة لنهائيات المونديال مجددا.
المنتخب الوطني احتفل الشهر الماضي بمرور سنة عن التتويج بالكان، ماذا تقول لنا بهذه المناسبة؟
كنت مشجعا للمنتخب الوطني في نهائيات “الكان” الماضية، وخرجت للاحتفال في الشارع بعد حصد التاج القاري، والآن أنا رفقة تلك المجموعة الرائعة التي أهنئها مجددا عن ذلك الإنجاز الرائع الذي جعلنا نفتخر بأننا جزائريين، في انتظار تحقيق المزيد من الإنجازات التي من شأنها أن تدخل البهجة والسرور لقلوب المشجعين.
بماذا تعلق على أداء محور دفاع الخضر المشكل من بلعمري وماندي، وهل لديك المؤهلات لخطف مكانة أساسية ؟
أنا في بداية مشواري مع المنتخب، والتفكير في مثل هذه الأمور قد لا يكون في صالحي، أنا لا أوّد أن أتسرع، وسأحاول انتظار فرصتي إلى غاية أن تحيين، وهناك سأحاول أن أؤكد للمدرب مقدرتي على اللعب كأساسي، ولو أن انتزاع مكانة بلعمري أو ماندي ليس أمرا سهلا، في ظل الانسجام الكبير الذي أبانه هذا الثنائي منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث قدم دورة جد قوية بشهادة كافة المختصين، بدليل أننا اكتفينا بتلقي هدفين فقط منذ انطلاق البطولة، أنا اعتبرهما لاعبان مميزان، دون أن أنسى مهدي تاهرات الذي أعرفه جيدا، حيث يعدا مدافعا قويا هو الآخر.
حديثنا عن محور دفاع الخضر يُجرنا للأخبار التي تتحدث عن اهتمام نادي ليفربول الانجليزي بخدمات عيسى ماندي، هل زميلك في المنتخب يملك المواصفات للعب في نادي بهذا الحجم ؟
بكل تأكيد عيسى يملك كافة المؤهلات للعب في أي فريق كبير في أوروبا، وأنا على يقين بأنه سيكون صفقة ناجحة لنادي ليفربول الانجليزي إن تم التعاقد معه خلال الميركاتو الصيفي الحالي، هو مدافع عصري، ومن أبرز نقاط قوته أنه يجيد اللعب جيدا بالكرة، كما أنه يُتقن إخراجها بشكل سلس، دون أن ننسى قوته في الصراعات الثنائية والكرات الهوائية، وكلها نقاط تحسب له وتجعل أي فريق يحلم بالتعاقد معه، أنا آمل في رؤيته بقميص نادي أكبر من ريال بيتيس حتى ولو كان هذا الفريق محترم أيضا، ويضم في صفوفه نجوما بارزين في كافة الخطوط.
ماندي ليس الوحيد الذي يحظى باهتمام كبرى الفرق الأوربية، فحتى أيقونة وسط ميدان ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر مطلوب من عدة فرق عملاقة، على غرار باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، ما أريك ؟
“إسما” قدم موسما رائعا مع الميلان، وأكد بأنه لاعب من طينة الكبار، وينتظره مستقبل عظيم، شريطة التعامل مع العروض بشكل جيد، أنا سعيد لهذا اللاعب الشاب، ولست متفاجئا لاهتمام كبرى الفرق الأوروبية بخدماته حتى ولو أن تواجده في نادي مثل الميلان إنجاز في حد ذاته، أنا أتمنى له كل التوفيق في مشواره، كون ذلك سيساعده في مواصلة تقديم العروض الجميلة مع الخضر، كما كان الحال في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، أين اختير أفضل لاعب في البطولة، وافتك ذلك اللقب من أنياب لاعبين كبار شاركوا في ذلك المحفل الكروي.
ماذا عن القائد رياض محرز الذي ورغم مستوياته الخيالية، إلا أنه لا يزال يعامل بطريقة سيئة من مدربه بيب غوارديولا ؟
لا يختلف اثنان في موهبة رياض محرز، فهو الأفضل في منصبه في مانشستر سيتي، رغم أنه اكتفى بالدخول كاحتياطي في لقاء ليون الأخير في مسابقة رابطة الأبطال، ولو أنه أكد بمجرد دخوله كبديل علو كعبه، حيث كان وراء هدف التقليص، أنا مطمئن بخصوص رياض، كونه لاعبا يمتلك شخصية قوية، وأنا على يقين بأنه سيعود أقوى مما كان عليه، كما لا تنسوا بأن موسمه مع “السيتي” كان رائعا على المستوى الفردي، حيث سجل أهدافا كثيرة، كما قدم عدة كرات حاسمة.
نادي ليون الفرنسي نجح في تخطي مانشستر سيتي في مسابقة رابطة الأبطال بفضل المستوى الرائع الذي قدمه حسام عوار ذو الأصول الجزائرية، ما رأيك في هذه المفاجأة، وكيف تعلق على مستوى عوار المرشح للانضمام للخضر؟
كلنا تابع تلك المباراة الرائعة لنادي ليون الذي لم يسرق التأهل للدور نصف النهائي، بل كان الأفضل على كافة الأصعدة والمستويات، وبخصوص أداء حسام عوار فقد كان مميزا، وساهم بقسط وافر في تحقيق تلك المفاجأة المدوية، أنا أعرف هذا اللاعب جيدا، بحكم متابعتي ل “الليغ 1”، وهو يمتاز بالمهارة، والمؤهلات الفنية والبدنية، والجميع يتوقع له مستقبلا كبيرا في سماء الكرة الأوربية، وعن إمكانية التحاقه بالخضر فالأبواب مفتوحة ونحن نرحب به من الآن.
هل من رسالة توجهها لعوار أو أي لاعب مغترب متردد في اللعب لبلد أجداده؟
علينا أن نحترم قرار عوار مهما كان، فهو تكوّن في فرنسا، ولديه الحق أيضا في تمثيل “الديوك”، على العموم، أنا متأكد بأنه سيفكر كثيرا قبل حسم مستقبله الدولي، ولكن ما يجب أن يعلمه هو أنه مرحب به بيننا، كونه من أصول جزائرية، هناك أشياء علينا أن نعطيها أكثر من حجمها، وأقصد هنا خيار مزدوجي الجنسية، فلا داع للتشكيك في وطنية أيا كان لمجرد كرة القدم.
لو نطلب رأيك في خيار تعيين الدولي السابق مجيد بوقرة مدربا للمنتخب المحلي؟
مجيد بوقرة قدم الكثير للمنتخب الوطني، ويحظى بمكانة خاصة لدى الجميع في الجزائر، وفي مقدمتهم جماهير الخضر، كما أنه يحوز من وجهة اعتقادي على كافة المؤهلات لتدريب المنتخب المحلي، خاصة بعد أن نال عديد الشهادات التدريبية، فضلا عن خوضه بعض التجارب في الخليج، أنا أتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة، وأنا على يقين بأنه سيكون له شأن كبير في مجال التدريب مستقبلا.
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
في ختام هذا الحوار الذي جمعني بكم أبعث برسالة إلى الشعب الجزائري من أجل الاعتناء بنفسه في هذه الفترات العصيبة التي يشهدها العالم بسبب فيروس كورونا، وآمل من المولى عزوجل أن يرفع عنا هذا الوباء عن قريب، كونه عكّر حياتنا، وجعلنا نفتقد للكثير من الأشياء التي نحبها، وفي مقدمتها ممارسة كرة القدم، تحياتي لكم ولكل الشعب الجزائري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى