لم يلتحق، أمس، جل الطلبة في اليوم الأول من استئناف الموسم الدراسي الجامعي، بجامعات قسنطينة حيث عرفت حضورا محتشما جدا لبعض طلبة السنة الثانية ماستر من المقيمين بتراب الولاية، في حين سجل حضور قوي للأساتذة وشرع في  تطبيق بروتوكولات صحية صارمة بمختلف الكليات للوقاية من انتشار فيروس كورونا، كما أكد رؤساء الجامعات مواصلة الاعتماد على التدريس الإلكتروني بدل الحضوري.
و زارت النصر، أمس جامعة منتوري «قسنطينة 1»، أين وقفنا على تطبيق بروتوكول وقائي صارم سواء بمداخل الكليات أو بداخلها، حيث تم غلق كل الأقسام بعمارتي الآداب والعلوم في حين وضعت الطاولات والكراسي بالبهو مع تنظيم مسار الدخول والخروج، كما نصبت حواجز بأماكن الجلوس وتم تسخير أعوان أمن لقايس درجة حرارة الطلبة و الأساتذة بالمدخل الرئيس ومنع كل من لا يرتدي كمامة من الدخول.
وقامت إدارة الجامعة، بفتح جل النوافذ العلوية لتحسين مستوى التهوية، كما علقت لافتات إرشادية  تذكر فيها الطلبة والموظفين بضرورة التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية، في حين لاحظنا وجود عدد قليل جدا من الطلبة المقيمين بقسنطينة، حيث قدموا من أجل الاطلاع على الوضع فيما سجل حضور قوي للعديد من الأساتذة لكن الكثير من المقيمين في الولايات المجاورة لم يتمكنوا من الحضور بحسب ما أكده لنا زملاء لهم.
وطيلة تجولنا بالكلية لم نقف على وجود أي إعلان عن التاريخ الرسمي للانطلاق في الدراسة الحضورية أو الامتحانات الاستداركية للفصل الأول، حيث بدا الجميع على غير علم بالمواعيد لاسيما في ظل الضبابية التي تميز الوضع الوبائي وعدم فتح السلطات للتنقل بين الولايات في حين تراهن الإدارة على التعليم عن بعد، لكن أساتذة أكدوا للنصر أن هذا الطريقة غير واقعية لاسيما ما تعلق منها بالتخصصات العلمية التي تتطلب حضورا ودروسا موجهة وتطبيقية.
وأوضح رئيس الجامعة البروفسيور محمد الهادي لطرش، أن الإدارة شرعت في تطبيق القرارات الوزارية الخاصة بتدابير التباعد الاجتماعي، منذ نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن كل التعليمات معلقة بمختلف الكليات كما أنها وضعت على مختلف الوسائط والمنصات الإلكترونية الخاصة بالجامعة أو وزارة التعليم العالي.
وذكر البروفيسور، أن الوزارة أقرت مبدأ العودة التدريجية للدراسة ابتداء من يوم أمس، حيث أكد أن اللجان البيداغوجية ستجتمع للتطرق للوضع العام الدراسي ومن ثم اتخاذ القرارات المناسب بخصوص كل الإجراءات المساعدة على إتمام السنة الجامعية، مضيفا أن العودة اقتصرت أمس، على الأستاذة كما أن التدريس يعتمد حاليا على التدريس عن بعد كوسيلة بديلة عن النشاط الحضوري.
ولفت رئيس الجامعة، إلى أن مختلف المؤسسات تنتظر قرار الوزارة بخصوص استئناف النشاط والتدريس الحضوري، الذي من الممكن أن يؤجل إلى ما بعد امتحانات شهادة البكالوريا، لكنه أكد أن طلبة ماستر 2 مدعوون إلى التقدم نحو مختلف الكليات، والاتصال بالأساتذة المشرفين على المذكرات من أجل الشروع في مناقشتها في حين أن طلبة الدكتوراه يمكنهم أيضا التنقل إلى الجامعة والعمل بكل حرية لكن بشرط تطبيق الإجراءات الوقائية.
وتابع المتحدث، بأنه من الممكن الانطلاق في إجراء الامتحانات الاستدراكية للسداسي، بالنسبة للدفعات العلمية التي تتكون من 30 طالبا، في حين أن البقية سيكون تاريخ امتحاناتهم بعد البكالوريا، بينما ستعمل الإدارة على استكمال الدروس بواسطة الدعائم الإلكترونية، مشيرا إلى أن مختلف الكليات وقبل الحجر الصحي قد درست ما بين 5 و 6 أسابيع، مضيفا، أن الاستئناف ليس مرتبطا بوزارة التعليم العالي أو الجامعة فقط، بل يتعلق بالوضعية الصحية للبلاد ككل، حيث قال إنه لا يمكن الحديث عن العودة إلا بعد استئناف نشاط النقل بين الولايات.
أما بجامعة صالح بوبنيدر، قسنطينة 3، فقد لاحظنا أن الإدارة شرعت أمس، في وضع مخطط لتسيير دخول وخروج الطلبة إلى الكليات فضلا عن تطبيق البروتوكول الصحي، في حين سجل إقبال ضعيف جدا للطلبة الذي قصد بعضهم الجامعة للاستفسار عن تواريخ الامتحانات، فيما فتحت الإقامات أبوابها ولاحظنا أن بعض الطالبات قد عدن إلى الإقامات في حين كان النقل الجامعي منعدما ولم نسجل وجود أي حافلة بالجامعات الثلاث التي زرناها.
وذكر رئيس الجامعة البروفيسور، أحمد بوراس، أن وسائط الاتصال قد مارست دورا سلبيا خلال الفترة الأخيرة، حيث تلقى الطلبة معلومات خاطئة رغم أن الإدارة حرصت بحسبه على إيضاح كل التعليمات والقرارات، مشيرا إلى أن النشاط الحضوري سينطلق ابتداء من الفاتح من سبتمبر المقبل.
وأكد المتحدث، أن استئناف الموسم الجامعي اقتصر أمس، على حضور الأساتذة في حين أن اللجان البيداغوجية ستعمل على تحديد مخططات العمل، كما ستستمر الدراسة عن بعد من خلال وضع الدعائم البيداغوجية، حيث أكد وضع ما زيد من 80 بالمئة من الدروس خلال فترة الحجر الصحي.
ولفت البروفسيور بوراس، إلى أن طلبة الماستر 2 سيباشرون مناقشة مذكرات التخرج، كما أشار إلى أن غالبية الكليات قد أجرت الامتحانات الاستدراكية قبل التوقف عن التدريس، باستثناء مقياسين بكلية هندسة الطرائق و 5 مقاييس بالهندسة المعمارية، في حين سجل تقدم في عدد أسابيع التدريس.
وفيما يخص جامعة عبد الحميد مهري “قسنطينة 2 «، أكد مصدر من إدارة الجامعة، أنه تم تأجيل التدريس الحضوري إلى غاية بداية سبتمبر مع الحفاظ على التدريس عن بعد وتدعيم الوسائط الإلكترونية، حيث تم الشروع في وضع محاضرات بتقنية الفيديو التفاعلية، في حين سجلنا حضورا قليلا جدا للطلبة الذين قدموا من أجل الحصول على تفسيرات، مضيفة أنه تم الاعتماد أيضا على الإمضاء الإلكتروني بالنسبة للأساتذة الذين لم يستطيعوا التنقل إلى الكليات.
ولفت المصدر إلى أنه كان من المقرر أن ينطلق النشاط الحضوري أمس، غير أن الوزارة راسلت الجامعة بتأجيل الأمر، لكن الإدارة لم تستطع تبليغ الطلبة بسبب الانقطاعات المتكررة في شبكة الأنترنت،  كما أكد أنه تم وضع 95 بالمئة من الدعائم البيداغوجية في منصة التعليم عن بعد في حين تم اعتماد بروتوكول صحي خاص سواء فيما تعلق بالخدمات أو البيداغوجيا.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى