دفعه حبه للمالوف الذي ترعرع على سماعه منذ الصغر في وسطه العائلي المولع  بالموسيقى العريقة، لاختيار طريق الغناء و الموسيقى، ليصبح اليوم  سيف الدين طورش،  صاحب الثلاثين ربيعا، من بين أبرز الأصوات الشبابية في مدينة الجسور المعلقة، في طابع المالوف و كذا طبوع غنائية أخرى، كما أنه ولوع بالعزف على آلة الكمان التي لا تكاد تفارقه.
 لم تؤثر العراقيل التي واجهت الفنان الشاب، و في مقدمتها التهميش و الإقصاء، من طموحه و رغبته في تحقيق النجومية و إبراز تراث قسنطينة الموسيقي و تقديمه في أجمل حلة، مع التجديد في نغمة المالوف.
و في حوار جمعه بالنصر، قال الفنان الشاب سيف الدين طورش، أن موهبة الغناء و العزف لازمته منذ الصغر ، حيث كان يعشق  سماع الموسيقى الأندلسية والمالوف في أسرة تتذوق هذا الطابع الأصيل،  لتتولد لديه الرغبة في تعلم العزف على الكمان والغناء، و كان الشيخ الطاهر الفرقاني ملهمه في ذلك.
كانت انطلاقته سنة 2007 عندما التحق بالطريقة العيساوية الصوفية، و تعلم عدة مناهج و اكتسب تلك الروح التي يمنحها الطابع العيساوي دون غيره من الطبوع الغنائية الصوفية، لينتقل بعد ذلك إلى جمعية الوفاء للموسيقى الأندلسية، و هناك تلقى دورسا حول قواعد العزف و الغناء.
 لم يتوقف سيف الدين عن البحث و التكوين، سواء في الغناء أو العزف، حيث واصل مساره مع عدة جمعيات فنية، كجمعية الانشراح و غيرها، كما قال للنصر، مضيفا أنه كان يحفظ القصائد الطويلة و يؤديها رغم صعوبتها، و يتدرب باستمرار على الغناء و العزف، أما اليوم فقد أصبح اسما فنيا معروفا في قسنطينة، و له عدة مشاركات، سواء في المهرجانات المحلية أو في تظاهرات و حفلات فنية خارج الوطن ، و في رصيده البوم واحد و يستعد لإصدار الثاني مع حلول سنة 2021 .
الإقصاء من أبرز العراقيل التي تواجه المواهب الغنائية بقسنطينة
أكد المتحدث أن دخوله مجال الغناء لم يكن سهلا لعدة اعتبارات،  في مقدمتها تهميش و إقصاء أي موهبة فنية صاعدة، لكن حبه لطابع المالوف الذي تربى على أنغامه ، كان دافعه الأقوى، فتمسك بحلم النجومية و الرغبة في التوغل في هذا المجال الفني الأصيل، و تطلب منه الأمر الكثير من العمل و الجهد، فكان يحفظ القصائد الطويلة و يؤديها، رغم ما تتطلبه من قدرات خاصة، لكن مع التدريب المتواصل نجح سيف الدين في أن يصبح اليوم من بين الأصوات الشبابية الناجحة في طابع المالوف.
كما تحدث سيف الدين عن تأثره و ولعه بعميد أغنية المالوف الشيخ طاهر الفرقاني الذي تربى على صوته القوي، و أدى الكثير من أغانيه ،إلى جانب أسماء أخرى لامعة صنعت أمجاد هذا الطابع العريق.
و يسعى كغيره من الشباب، إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الغنائي، و يحاول تقديمه في أحسن و أبهى صورة، مع ترك بصمة من التجديد في هذا الطابع الذي يعتبر رمزا للأصالة في مدينة الجسور المعلقة، و يرى أن الجيل الجديد قادر على  إبراز جوانب فنية أخرى في المالوف، خاصة في ظل التطور التكنولوجي و العصرنة.
العزف و الغناء يكملان شخصية سيف الدين الفنية
و بين الفنان من جهة أخرى،  أن آلة الكمان لا تفارقه، و يعزف عليها عندما يغني، فالعزف و الغناء يكملان شخصيته الفنية، و لا يرى نفسه بعيدا عن  أحدهما، مشيرا إلى أن الغناء يشعره بالارتياح النفسي،  خاصة و أنه تربى في وسط يعشق نغمة المالوف الأصيلة، ما جعله  يؤديها بحب و يحرص على إيصال إحساسه، و الشيء بالنسبة لآلة الكمان، فالعزف على أوتارها بمثابة السفر في غياهب الروح،  لمداعبة الأحاسيس،  فتكون النتيجة تزاوجا  جميلا بين الكلمة الأصيلة و عذوبة الموسيقى.
 إلى جانب المالوف يؤدي سيف الدين طورش عدة طبوع أخرى، على غرار العيساوة،  التونسي، المغربي  و العاصمي  و كذا الأغاني الملتزمة  الهادفة،  و و قد طرح ألبوما فنيا سنة 2015 ، و هو بصدد التحضير لألبوم  جديد عبارة عن مزيج بين المالوف و الحوزي و المحجوز، لطرحه في مطلع 2021 ، و هو عبارة عن مفاجأة حقيقية لجمهوره و محبيه، كما أكد للنصر .  و قد نجح سيف الدين في حجز مكانة له في قائمة الفانين الشباب، و له حضور دائم في  الفعاليات الغنائية، سواء في قسنطينة  أو خارجها في مهرجانات  وطنية و حتى دولية ، كما حاز على عدد من الجوائز و التكريمات.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى