لم تسلم الموضة من تأثيرات الجائحة،  فقد تكبدت كبرى العلامات التجارية و دور الأزياء العالمية، خسائر كبيرة و أغلقت الكثير من متاجرها و ورشاتها عبر العالم، بسبب تفشي فيروس  كورونا و توقف حركة الملاحة البحرية و الجوية، و الكساد الذي ضرب السوق العالمية منذ شهر أفريل المنصرم.
لم تسلم السوق الجزائرية من هذه التبعات، فبعد أن اضطر التجار و أصحاب المحلات و المراكز التجارية إلى غلق محلاتهم لعدة أشهر،  وجدت فئة من النساء اللائي خرجن للعمل خلال فترة الحجر المنزلي، ضالتهن في ما جادت به خزائنهن من ملابس احتفظن بها لسنوات، فالمظهر لم يكن من بين اهتماماتهن بسبب الظرف الصحي العالمي، فيما اقتصر اهتمام الفئة التي استفادت من إجراء العمل انطلاقا من المنزل، الألبسة المنزلية و الامتناع عن اقتناء ملابس الخروج، و قد  فرضت الجائحة خطوط موضة جديدة على الكثير من الجزائريات،  تتميز أغلبها بالبساطة و العملية.
الجينز و الأحذية البسيطة موضة صيف 2020
سيطرت سراويل الجينز على اختلاف أنواعها و أشكالها، على موضة صيف هذا العام، حسب ذوق كل سيدة بين المتحجبة و غير المتحجبة ، خاصة و أن هذه القطعة غالبا ما تكون متوفرة في خزانة كل فتاة و امرأة، و يمكن أن تنسجم مع أي قطعة أخرى، في ظل غلق محلات الألبسة بسبب تفشي وباء كورونا.
بين الضيق و الفضفاض تحول سروال الجينز  إلى موضة هذه الصائفة  ببلادنا، بالمقابل فضلت الكثير من السيدات الاعتماد على الأحذية البسيطة و الخفيفة  في إطلالتهن اليومية ، خاصة عند التوجه إلى مقر العمل، و تحديدا الأحذية الرياضية، مع ابتعاد شبه كلي عن الكعب العالي، في ظل توقف مختلف النشاطات من اجتماعات و ملتقيات لها صلة بالوظيفة، و اقتصر الأمر على التوجه إلى مقر العمل و الالتزام بالجلوس في المكتب و العودة مساء إلى المنزل. واقع جعل الكثير من العاملات لا تولين اهتماما للكثير من التفاصيل في مظهرهن، مع الاستغناء عن الكثير من القطع،  كالحلي و الأكسسوارات،  بينما فرضت حقيبة اليد الكبيرة منطقها على حساب الحقائب صغيرة الحجم و المزركشة، لأن الأولى عملية أكثر.
لقد أصبحت أغلب النساء تبحثن عن القطع  التي تراعي متطلبات الوظيفة،  بعيدا عن الرفاهية و الجمال،  و من بينهن المهووسات بالموضة سابقا، لأن 2020 لم يعد عاما  للموضة والجمال عبر العالم.
كما استنجدت الكثيرات بما تحتفظن به في خزائنهن من ملابس قديمة، و تنسيقها، بالمقابل تحولت الكمامات إلى قطعة أساسية  في مظهر المرأة  و أصبح تصنيعها و بيعها  رائجا ، مقارنة بباقي القطع  بألوان و قصات مختلفة .
الملابس المنزلية و مستحضرات العناية بالبشرة تتصدر المبيعات
في الوقت الذي تراجع الإقبال على اقتناء ملابس الخروج ، خاصة خلال فترة الحجر المنزلي، شهدت تجارة بيع الملابس المنزلية  النسائية، من فساتين و منامات «بيجامات» حركية كبيرة، بعد أن أجبرت الكثير من السيدات و الفتيات على قضاء أكثر من خمسة أشهر داخل المنزل،  و دخلن في رحلة بحث حثيثة عبر المواقع الإلكترونية من أجل اقتناء هذه القطع، بعد أن تغيرت أولوياتهن في الملابس.
 كما زاد الإقبال على مستحضرات العناية  بالبشرة و تنظيف الجسم و ترطيب الأيدي  و العناية بالشعر، حيث وجدت الكثير من النساء، الوقت الكافي للاعتناء بأنفسهن و ببشرتهن ، فزاد الطلب على  الكريمات للاعتناء بالوجه و ترطيب الأيدي من الجفاف بسبب الاستعمال المفرط لمواد التنظيف.
  أما مواد التجميل، فقد تراجع الإقبال على بعضها، خاصة أحمر الشفاه، بعدما تم الاستغناء عنه بسبب وضع  الكمامة عند الخروج،  فيما تزايد الطلب على ماكياج العيون،  و تشهد المواقع الإلكترونية  زيادة في حجم المبيعات خلال الآونة الأخيرة، بسبب جائحة كورونا،  حيث تحولت إلى البديل الحقيقي للتجار من أجل تسويق لمنتجاتهم عن بعد، إثر  قرار غلق و توقيف الحركة التجارية في الجزائر،  بالمقابل تزايد الإقبال على التجارة عن بعد من قبل الزبائن.
سيدات لجأن إلى التسوق الانتقامي بعد رفع الحجر
هذه التغيرات في نمط لباس النساء فرضها الوضع الصحي، و كذا الاقتصادي،  حيث فقدت عديد الموظفات مناصب عملهن و تراجعت أجور بعض الموظفات،  خلال فترة الحجر الصحي، لكن بعد تجسيد قرار الرفع التدريجي للحجر الصحي و فتح بعض محلات بيع الألبسة، انتعشت حركة البيع، فهناك سيدات خضعن لنوع من التسوق الانتقامي، بعد حرمان دام أشهر.
و الملاحظ أن المركز التجاري الرتاج مول بقسنطينة و مختلف محلات بيع الملابس النسائية، تشهد حركية غير مشهودة، رغم التعليمات الصارمة في ما يخص الالتزام بآليات الوقاية ، و من بينها التباعد داخل المحلات.
كل الإجراءات لم تؤثر على الكثير من المتسوقات، فقد تهافتن على اقتناء الملابس و بكميات كبيرة، من أجل إشباع حاجاتهن بعد حرمان طويل، فيما لجأ عديد التجار إلى خفض الأسعار  بحوالي 50 بالمئة، من أجل بيع أكبر كميات ممكنة من السلع، بالنظر إلى قرب انقضاء موسم الصيف، فيما اكتفت أخريات بشراء قطعة أو قطعتين فقط، لارتدائها خلال هذه الأيام، و انتظار عودة حركة الملاحة لجلب سلع و موضة جديدة .
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى