أنهى يوم الخميس المترشحون لنيل شهادة البكالوريا دورة  2020 آخر أيام هذه الامتحانات باجتياز ما تبقى من المواد المقررة، وسط إجماع على المستوى المقبول للمواضيع وعدم خروجها عن البرنامج الدراسي، وارتياح للظروف المحيطة بالدورة رغم الظرف الصحي الطارئ، بل اعتبرت الأنجح منذ سنوات في نظر الأولياء والنقابات.
وغادر الطلبة قاعات الامتحانات على أمل تحقيق النجاح بعد عدة أشهر من الكد والعمل المتواصل، معربين عن ارتياحهم لمستوى المواضيع بصفة عامة التي كانت حسب أغلبهم في المتناول، ويمكن لأي طالب أعد جيدا للموعد أن يجيب عنها بصورة عادية، علما أن اليوم الخامس لامتحانات البكالوريا خصص لاجتياز مادة الفيزياء بالنسبة لطلبة شعب الرياضيات وتقني رياضي والعلوم التجريبية، وكذا مادة الفلسفة بالنسبة لجميع هذه الشعب، كما اجتاز طلبة اللغات، اللغة الأجنبية الاختيارية في الفترة الصباحية لنهار أمس.
وتعتبر مادة الفيزياء أساسية بالنسبة للشعب العلمية، خاصة شعبة تقني رياضي، حيث يقدر معاملها بـ 6، لذلك شكل الامتحان تحديا حقيقيا بالنسبة للطلبة، وكان آخر فرصة لهم لتعزيز حظوظهم في النجاح وتحسين النتائج، لا سيما المترشحين الذين واجهوا صعوبات في الامتحانات السابقة، كما كانت مادة المناجمنت طوق النجاة بالنسبة لمترشحي شعبة تسيير واقتصاد، الذين اشتكوا من صعوبة مادة المحاسبة والرياضيات، بحجة احتواء المواضيع على أسئلة مفخخة تتطلب التركيز والفهم والتحليل.
 وما عدا ذلك اعتبرت امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2020 ناجحة على مختلف المستويات، بفضل التأطير الجيد من الناحيتين البيداغوجية والصحية، والإمكانيات المسخرة لمواجهة أي طارئ صحي، مما سمح للمترشحين باجتياز هذه العقبة في أجواء هادئة طبعها وعي واضح من طرف الطلبة الذين التزموا بالإجراءات الوقائية عند الدخول إلى مراكز الإجراء، وخلال اجتياز الامتحانات، وحرس من قبل الأولياء على مرافقة أبنائهم ومنحهم الدعم النفسي، وقد ظهر ذلك جليا عبر تراجع حالات الغش والتأخر عن الوصول إلى مراكز الامتحانات في الوقت المحدد.
كما ساهم المؤطرون من إدارة وأساتذة حراس في ضمان السير الحسن لهذا الموعد البيداغوجي الهام، بالإشراف على تسيير مراكز الإجراء وتنظيمها، ومرافقة المترشحين طيلة فترة الامتحانات، التي غابت عنها مظاهر الغش بصفة شبه تامة، ما عدا بعض الحالات القليلة، بفعل الإجراءات العقابية الصارمة المتخذة في حق  كل من يغش في الامتحانات الرسمية.
أنجح بكالوريا منذ ست سنوات
ولم يخف أولياء التلاميذ ارتياحهم لمجريات امتحانات شهادة البكالوريا التي انقضت أول أمس، رغم تسجيل بعض الملاحظات أو التحفظات، ووصفها رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحد في تصريح «للنصر» بالأنجح على الإطلاق منذ حوالي 6 سنوات، قائلا إن كل شيء سار على أحسن ما يرام من الناحيتين الصحية والبيداغوجية، بفضل توفير الظروف الملائمة من قبل الإدارة والمؤطرين الذين كانوا حسبه في مستوى الحدث، لكنه تحفظ على ما وصفه عدم احترام للتباعد الجسدي من قبل العديد من الممتحنين، خاصة بعد مغادرة مراكز الإجراء، مشيدا بنجاح تجربة فتح أقسام عازلة لفائدة الحالات المشكوك في إصابتها بالفيروس.  
وأكد المصدر بأنه تفاجأ لمحتوى المواضيع التي كانت في المستوى وفي المتناول، ومستمدة من البرنامج، فأغلبها يعتمد على الفهم والتركيز، وعلى التحضير الجيد للامتحان، وعبر عن ارتياحه لخلو الأسئلة من الأخطاء المطبعية أو المتعلقة بالمحتوى، ولتراجع حالات الغش، حيث اقتصر الأمر على بعض المحاولات الفاشلة.
ودعا ممثل الأولياء الأساتذة المصححين لإنصاف المترشحين ومراعاة الظرف الصحي الطارئ، من خلال منح الطلبة الممتحنين حقهم دون زيادة أو نقصان، لا سيما ما تعلق بمصححي المواد الأدبية، لأن الأستاذ قد يلجأ حسبه، إلى فرض رأيه أو موقفه خلال معالجة الأجوبة التي تقوم على التحليل.
الأزمة زادت من مستوى الوعي والالتزام
وأفاد من جانبه رئيس نقابة «الساتاف» بوعلام عمورة بأن الأزمة الصحية زادت من درجة الوعي والالتزام، مما ساهم في نجاح هذه الدورة، رغم تسجيل نقائص، على غرار عدم احترام بعض رؤساء المراكز الإجراءات الصحية، من بينها تنظيف الأقسام ودورات المياه، إلى جانب عدم تطبيق البروتوكول الصحي بنسبة 100 بالمائة.
ومع ذلك قيم عمورة امتحانات البكالوريا بالناجحة، قائلا إن إحصاء السلبيات هدفه تصحيح الأخطاء، وتحسين جانب التأطير إلى الأفضل، كما حيا المتحدث وعي الأولياء الذين استشعروا الخطر ورافقوا أبناءهم بيداغوجيا وصحيا، مؤكدا النجاح في  تأطير أزيد من 637 ألف مترشح بيداغوجيا وصحيا وأمنيا ليس بالأمر الهين.ويرى المصدر بأنه لأول مرة تجري امتحانات شهادة البكالوريا دون أن نشعر وكأننا في حالة حرب أو طوارئ، بفضل غياب خطاب التهديد والوعيد في حق الغشاشين، واللجوء في المقابل إلى تبني إجراءات عقابية ردعية من قبل العدالة، مما يؤكد حسبه، بأنه عندما تقرر الدولة فرض هيبتها فيما يخدم المصلحة العامة فالجميع يلتزم ويطبق، وهو ما ظهر من خلال تراجع حالات الغش، على أمل أن يتم معالجة كافة النقائص والذهاب نحو الأحسن.  
 المراسلون/ لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى