سجلت مصالح كوفيد بمستشفيات ولاية قسنطينة ارتفاعا محسوسا في عدد المصابين بفيروس كورونا بعد استقرار وتراجع في الحالات المرضية استمر لأزيد من شهرين، فيما سجل تخل خطير عن التدابير الوقائية بمختلف الشوارع والمساحات التجارية، كما حذر أطباء ومسيرو مؤسسات استشفائية من استمرار الوضع القائم ودعوا إلى التحلي بالوعي وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
وتطابقت تصريحات أطباء ومسيري المؤسسات الاستشفائية بولاية قسنطينة حول ارتقاع عدد المصابين بالعدوى خلال الأسبوع الأخير، حيث أكد طبيب مداوم بمصلحة كوفيد 19 بمستشفى ديدوش مراد للنصر، أنه سجل تزايد في عدد الحالات الوافدة حيث وصل عدد تلك المشخصة بالسكانير، أمس، إلى 26 شخصا كما وقف على وجود العديد من الوضعيات التي يعاني أصحابها من صعوبات في التنفس، مشيرا إلى أن 6 منهم وضعوا تحت الرقابة المكثفة بمصلحة الاستعجالات، متحدثا عن إمكانية دخول موجة ثانية من الوباء في حال استمرار الوضع القائم.
وأكد مدير مستشفى البير، بن داود رفيق، بأنه سجل ارتفاع محسوس في الإصابات مقارنة بالأسابيع الفارطة، وهو ما أبرزه مدير مؤسسة محمد بوضياف بالخروب طايق نذير، الذي قال إن 50 بالمئة من مجمل 50 سريرا مخصصا لقسم كوفيد قد شغلت، خلافا لما كان عليه الأمر قبل أسبوعين فقط أين نزل فيه عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج إلى 5 فقط، مشيرا إلى فحص ما يزيد عن 40 حالة في 3 أيام.
وتابع المتحدث، أن المستشفى وخلال الفترة السابقة لم يستقبل طيلة 4 أيام أي مريض، كما أكد أن كل الحالات الوافدة تحمل تحاليل أو فحصا بالسكانير تثبت إصابتها بالفيروس، في حين يتم إخضاعها لاختبار التشخيص “بي سي آر” داخل المصلحة، داعيا المواطنين إلى التحلي بالوعي والالتزام بإجراءات الوقاية وتدابير التباعد الاجتماعي.
وأكد أطباء من المستشفى الجامعي، أن أرقام الإصابات في تزايد مستمر، و قدّروا الزيادة بنسبة 20 إلى 30 بالمئة في الحالات الوافدة مقارنة بالأسابيع الفارطة، كما أشاروا إلى أن العديد من الأسرّة قد شغلت لكن المؤسسة ما تزال في أريحية، غير أنهم أكدوا على ضرورة تطويق الوباء قبل انتشاره مجددا مثلما سجل شهري جوان و جويلية الماضيين.
وقال المكلف بالاعلام بالمستشفى الجامعي أن عدد الحالات التي تخضع للاستشفاء حاليا، بين 36 و38 في جميع المصالح المخصصة لكوفيد، مسجلا تزايدا متواصلا، وهو نفس الوضع على مستوى المعاينات الخارجية.
وبالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ذكر أطباء من مصلحة فحص الحالات المشتبه في إصابتهم بكورونا بالمستشفى، أنه وخلال مداومة أمس الأول، تم فحص 22 شخصا 5 منهم فقط غير مصابين بالفيروس في حين أن البقية تعرضوا للعدوى، وهو مؤشر خطير بحسبهم مقارنة بالأيام القليلة الماضية، كما تحدثوا عن إصابة 4 أطباء وممرضين بمصلحة الأمراض الداخلية بالفيروس بعد تشخيص حالاتهم بتفاعل البوليمزار المتسلسل.
تزايد للحالات بعيادة
بن قادري في علي منجلي
كما ارتفع عدد الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية، على مستوى عيادة بن قادري بعلي منجلي، وذلك بعد أن كان قد عرف تراجعا كبيرا قبل أسابيع. وتواجدت النصر في هذه العيادة العمومية الواقعة في الوحدة الجوارية 2، أمس الأول، و وقفت على العدد الكبير للمرضى بقاعات الانتظار، حيث تواجد العشرات منهم بالمرفق وامتلأت الكراسي، وكان جل الجالسين بوجوه شاحبة يكسرون الصمت المخيم على المكان بأصوات السعال.
كما لاحظنا أن عددا كبيرا من الأولياء جلبوا أبناءهم الصغار من أجل فحصهم، وأكد المعنيون للنصر أنهم توجهوا مباشرة إلى العيادة بعد أن لاحظوا ظهور أعراض الزكام على أطفالهم.
وأكد أطباء بالعيادة للنصر، أن الاقبال تضاعف خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك من طرف مواطنين ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا، حيث تم تدوين مئات الأسماء على مجلد يستخدم في إحصاء عدد المتوافدين يوميا، مضيفين أن جل الحالات التي مرت عليهم خلال آخر أسبوع، يشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، بسبب الأعراض التي ظهرت عليها. ويشترط الأطباء إخضاع المشتبه في إصابته، لتحاليل الدم، قبل منحه بروتوكول العلاج. وأكد قبل أسبوع، أطباء في عيادة فيلالي أن الاقبال عليهم زاد كثيرا من طرف مواطنين يعانون من أعراض فيروس كورونا وتوقعوا أن ترتفع الحالات المصابة، خاصة وأن نسبة الوافدين ارتفعت بنسبة فاقت 70 بالمائة خلال آخر 15 يوما.
و وقفت النصر على تخل ملحوظ عن ارتداء الكمامات بمختلف الشوارع والتجمعات فضلا عن مساحات التسوق التي بدت مكتظة عن آخرها، في حين سجلنا أيضا بالمراكز التجارية الكبرى تخليا عن قياس درجة حرارة الزائرين وفرض ارتداء الكمامات التي أصبح من يضعونها يعدون على أصابع اليدين.
ولاحظنا بالمقاهي والمطاعم بوسط مدينتي قسنطينة وعلي منجلي، انعداما تاما لتطبيق أي من تدابير التباعد الاجتماعي، فقد ضُرِب قرار تقليص عدد الكراسي والطاولات عرض الحائط، في حين وجدنا عددا قليلا من المحلات التي توفر المعقمات، وحتى الطاولات والكراسي لا يتم حتى تنظيفها وهو ما وقفنا عليه في محطات سيارات الأجرة التي تخلى سائقوها عن الكمامات والتعقيم نهائيا.
وبعلي منجلي، عرفت ابتدائية سدراتي بالوحدة الجوارية 5، إصابة 4 تلاميذ و أستاذتين بحسب ما أكده لنا منتخب ببلدية الخروب، في حين تم غلق مندوبية 5 جويلية أمس الأول، إثر إصابة موظفين بالفيروس ليتم إجراء عملية تعقيم قبل إعادة فتحها.     
لقمان.ق/ حاتم.ب

الرجوع إلى الأعلى