أمطــار طوفانيــة تثيـر الرعـب و تغمـر آليـات مشـروع النفـق الأرضـي
خلف تساقط أمطار طوفانية نهاية الأسبوع، بمدينة برج بوعريريج، حالة رعب و فزع كبيرتين بين سكان عديد الأحياء إلى جانب غرق عديد الطرقات و الأحياء بالمياه و الأوحال، ما دفع بالعشرات من الموطنين إلى القيام طيلة الليل بتصريف المياه المتدفقة و إبعادها عن منازلهم، و قضت عشرات العائلات ليلة بيضاء خوفا على أرواحهم و من تسرب مياه السيول إلى منازلهم.
 و تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت بمدينة البرج في تكبيد الشركة المكلفة بإنجاز النفق الأرضي بالقرب من حي 500 مسكنا، خسائر مادية، فضلا عن تعطل الأشغال، بعدما غمرت مياه الأمطار آليات الحفر و الشحن و الرافعات بورشة الأشغال.
و رغم أن فترة تهاطل الأمطار المصحوبة بحبات البرد كانت دقائق معدودات، غير أنها كانت كافية لإرباك حركة السائقين و السكان بالنظر إلى غزارتها و انسداد البالوعات و قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تجمع المياه و الأوحال بالطرق و عبر الفضاءات المحيطة بالسكنات، الأمر الذي أدى إلى تسجيل صعوبة في حركة السيارات و حافلات النقل الجماعي بمدينة البرج، و بعديد النقاط منها المدخل الشرقي للمدينة بجوار المحلات التجارية الكائنة بحي 500 مسكنا، حيث غمرت الأمطار الطريق من محول مونية إلى المخرج الشرقي للمدينة غير بعيد عن حديقة التسلية، كما شهد مشروع انجاز النفق الأرضي بالحي تحجر مياه الأمطار بالأنفاق المحفورة و غمرها لآليات الحفر و الرافعات المتواجدة بمستويات منخفضة بورشة الأشغال، و هو ما خلف حالة من التخوف و الإرتباك بين سكان عمارات حي 500 مسكن المجاورة للمشروع خوفا من حدوث انزلاقات للتربة و تضرر أساسات العمارات، و زيادة على ذلك عانى سكان هذا الحي من تسرب المياه الموحلة إلى داخل العمارات.


عائلات يسكنها الرعب كلما تساقطت الأمطار خوفا من تكرار سيناريو فيضانات 1994


من جانب آخر يبقى قاطنو المنازل المجاورة للسوق اليومي و كذا سكان حي عبد المؤمن المتضرر الأكبر في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، حيث تعيش عشرات العائلات ليالي بيضاء خوفا من تكرار - سيناريو فيضانات سبتمبر من سنة 1994 التي راح ضحيتها 14 شخصا ناهيك عن تسجيل خسائر مادية كبيرة- و ذلك لمعاناتهم من تسرب المياه إلى منازلهم كونها تقع في منطقة منخفضة تعد مصبا لعديد الأودية و مكانا لتجمع المياه المحملة بالأوحال المتدفقة من مختلف الجهات، ما يجعل الطريق المحاذي لهذه السكنات الممتد من مقر الولاية القديمة حتى مسجد بومزراق يغرق في الأوحال و المياه، و هو ما شكل عبر عديد السنوات مصدر قلق و رعب للعائلات القاطنة بالمنازل المجاورة التي يطالب سكانها بضرورة إيجاد حل لهذا المشكل الذي أضحى يتكرر باستمرار و ما زال يهدد عشرات العائلات رغم انجاز مشاريع للتهيئة و إعادة التهيئة لقنوات الصرف الصحي و الطريق، غير أن هذه المشاريع أثبتت عدم نجاعتها أثناء تساقط الأمطار الطوفانية التي عادة ما تكون بين فصلي الصيف و الخريف .


عائلات تقضي ليالي بيضاء في تصريف مياه السيول و الأوحال


هذه الوضعية التي تتكرر عادة خلال فصل الصيف و أثناء التساقط الغزير للأمطار، تدفع بعشرات العائلات القاطنة بالسكنات القديمة و المنازل القريبة من مصبات الأودية ببرج بوعريريج، إلى قضاء ليالي بيضاء و فترات عصيبة لتصريف مياه الأمطار المتسربة إلى منازلهم عبر الأسقف و الجدران و الأبواب في محاولة لتجفيف منابعها، و تجنب تكبد مزيد من الخسائر في ممتلكاتهم من أثاث و أجهزة كهرومنزلية، فضلا عن المتاعب و حالة التخوف التي تنتاب العائلات لمجرد تساقط الأمطار عبر عديد الأحياء بمدينة البرج منها حي الحدائق و القرية الجنوبية و حي 500 مسكنا، و الأحياء القديمة على غرار حي الجباس و الباطوار و حي السوق.
و تتجدد شكاوي سكان هذه الأحياء في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، من تهديدات غمر مياه السيول لمنازلهم، مع تجديد مطالبهم بوضع حد لمعاناتهم، أمام تكرر مشهد الخوف و الفزع بين العائلات المقيمة بهذه الأحياء بمجرد تساقط الأمطار لما تشكله مياه السيول المتسربة إلى منازلهم من مخاطر و متاعب عادة ما تدفعهم إلى قضاء ليالي بيضاء لتصريفها و الحد من مخاطرها بوضع حواجز على الأبواب، و تستمر معاناة سكان هذه الأحياء بخروج الشباب لفتح أغطية البالوعات و تنقيتها بالطرقات و المسالك المحيطة بمنازلهم، حيث عادة ما يسجل ارتفاعا في منسوب المياه عبر الطرقات .و في ذات السياق تعاني العائلات القاطنة بالأحياء السكنية العريقة و العمارات القديمة من تسرب مياه الأمطار عبر الإمساكيات و المداخن إلى منازلهم، على غرار سكان حي 1008 مسكنا و حي 217 مسكنا.


مصالح الحماية في حالة استنفار لتصريف المياه عن المنازل


و حول الخسائر المسجلة خلال تساقط الأمطار الطوفانية الأخيرة بمدينة البرج، أفادت خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية إلى تلقيها لعديد الإتصالات، و دخول مختلف وحداتها في حالة استنفار طيلة فترات تساقط الأمطار، التي تهاطلت بغزارة، و تدخلها بعدد من الأحياء السكنية على غرار حي الحدائق و حي عبد المومن و حي 17 أكتوبر و حي بن عمران و تجزئة 1044 قطعة، و ذلك لتصريف مياه الأمطار المتسربة إلى المنازل و استعمال المضخات لامتصاص مياه السيول المتحجرة بالقرب من السكنات و عبر الطرقات و الفضاءات المحيطة بالتجمعات السكانية . كما دخلت فرق الحماية المدنية بولاية برج بوعريريج في حالة استنفار قصوى تحسبا للتقلبات الجوية المرتقبة، حيث تدخلت خلال الساعات الفارطة بعديد الأحياء و التجمعات السكنية التي غمرتها المياه بعدد من البلديات منها بلديات البرج و العناصر و عين تاغروت، حيث تدخلت على مستوى حي صديقي ببلدية العناصر و كذا على مستوى الطريق الوطني رقم 05 بالمدخل الشرقي لبلدية عين تاغروت و حي 300 مسكن و حي 320 مسكن و السكنات الوظيفية بمتوسطة 19 مارس، و المساحات المجاورة للمركب الرياضي التي غمرتها مياه السيول و الأمطار .


مشاريع بالملايير لإنجاز قنوات صرف المياه أثبتت عدم نجاعتها


و تبقى عديد الأحياء بمدينة برج بوعريريج عرضة لمياه الأمطار رغم صرف عشرات المليارات على التهيئة الحضرية و تجديد قنوات الصرف الصحي، التي أثبتت عدم جدية هذه المشاريع أو افتقارها للدراسة الكافية، حيث تعرف عديد الأحياء الجديدة تسربات لمياه الأمطار إلى المنازل، فضلا عن أحياء سكنية أخرى شهدت في السنوات الأخيرة إعادة تهيئة قنوات التطهير و كذا التهيئة الخارجية، على غرار الجهة العلوية لحي السوق و كذا عمارات 500 مسكنا و حي 130 مسكنا و 180 مسكنا بمدينة برج بوعريريج، و هو ما تثبته في الكثير من المناسبات شكاوي السكان و كذا التدخلات المتكررة لمصالح الحماية المدنية بهذه الأحياء لنجدة سكانها رغم تساقط كميات معتدلة من مياه الأمطار .و يشتكي سكان عديد الأحياء ببلدية برج بوعريريج، من تحطم شبكات الصرف الصحي و تضررها، فضلا عن المعاناة التي تتكبدها عشرات العائلات أثناء فترات التساقط بفعل تسرب مياه الصرف عبر القنوات المحطمة وعدم التقيد بالشروط و المواصفات القانونية في إنجاز مختلف الشبكات بما فيها بالوعات امتصاص مياه السيول و الأمطار . و تعد هذه الانشغالات من أهم المطالب التي يرفعها سكان الأحياء المتضررة على غرار سكان حي 17 أكتوبر، ناهيك عن الأحياء القديمة التي تسجل تدهورا في وضعية شبكات التطهير و مشاكل انسداد البالوعات و تحجر المياه عبر الطرقات و بجوار المنازل، التي تطرح بحدة خلال فترات التساقط بالأحياء القديمة منها حي السوق و حي عبد المؤمن و حي الحدائق و عمارات حي 500 مسكنا في المخرج الشرقي لمدينة البرج .و سبق لسلطات البلدية أن أكدت على وضع انشغالات سكان هذه الأحياء السكنية، ضمن أولويات البرامج التنموية بالبلدية، حيث أخذت على عاتقها الاستجابة لانشغالات مواطنيها و محاولة القضاء على النقاط السوداء المسجلة عبر إقليم البلدية، من خلال تسجيل عدد من المشاريع التي من شأنها التخفيف من معاناة الموطنين في هذا الجانب، و من ذلك تكليف لجنة تقنية لتشخيص و دراسة وضعية مختلف الشبكات، التي خلصت إلى تحديد 12 نقطة سوداء فيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي المتضررة و كذا البالوعات عبر مختلف الأحياء و تم على إثر هذه الدراسة تسجيل مشاريع لإعادة تهيئة مختلف الشبكات و رصد غلاف مالي قدره 12 مليار سنتيم للانطلاق في عديد العمليات، منها تجديد شبكات الصرف الصحي المتضررة بحي 17 أكتوبر و حي 500 مسكنا إلى جانب إنجاز مختلف الشبكات بتجزئة 471 قطعة و مجمع رئيسي لشبكات الصرف الصحي، و تخصيص 03 ملايير سنتيم لانجاز شبكات الصرف الصحي بعوين الزريقة و وادي المالح، و رصد غلاف مالي قدره مليار و 300 مليون سنتيم لإعادة تهيئة البالوعات بالنقاط السوداء.      
   ع.بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى