سعيد بوطاجين ينتقد - المثقف المتعالي - على المجتمع
استهجن الكاتب والأكاديمي الدكتور سعيد بوطاجين، أسلوب التعالي الذي ينتهجه مثقفون وكتّاب في تعاملهم مع المجتمع وشؤونه، مشيراً إلى أنّ ذلك كان سبباً في خلافه مع الكثير منهم، مشدّدا على ضرورة احترام الكاتب لقارئه وكذا المجتمع الذي ينتمي إليه.
بوطاجين الذي كان أمس ضيف “الفوروم الثقافي” الذي تنظمه مديرية الثقافة بجيجل بالتنسيق مع الإذاعة المحلية، و احتضنه المركز الثقافي الإسلامي أحمد حماني، تحدث عن مساره كأستاذ جامعي و كاتب يبحث عن الأسئلة، و هو متيقن بأن الحقائق لا توجد في النص الأدبي و الفلسفي.
وبأسلوب حميمي عاد إلى بداياته في الكتابة ، من خلال كتابة القصة القصيرة، حيث حظي بتشجيع الكاتب الطاهر وطار، و نشر كتاباته في منابر إعلامية، مشيرا إلى أنه اجتهد لإنتاج  نص أدبي راقي كما تقتضيه طبيعة الأدب دون إفادة القارئ من الحساب. و أكد أنه كان يختم كتاباته دائما بأسئلة، لأنه، يكتب ليبحث عن أسئلة و ليس لتقديم حقائق، و أضاف المتحدث ، بأنه حاول إثراء اللغة التي يكتب بها ويقترحها على المتلقي مستفيدًامن قراءاته بالعربية و باللغة الأجنبية أيضًا.
الأستاذ بو طاجين الذي ترجم عدّة أعمال أدبية، أشار إلى مشقّة العملية التي لا تقبل الاستسهال، وتستدعي التمعن والتريث قبل تبني صيّغا معيّنة مقابلة،  فضلاً عن القيام بمراجعات دورية في النصوص المترجمة، و قدم كمثال على ذلك ترجمته لرواية “نجمة” لكاتب ياسين ، حيث الترجمة السابقة،حسبه،  تفتقد الروح الجزائرية، فحاول إعطاء الصبغة المحلية لها، وفق ما يفهمه القارئ الجزائري.ورفض صاحب” ما حدث لي غدا” التقليل من شأن الترجمة، و كذا الكتابة المشرقية، التي اعتبرها هامة و لا يمكن نكرانها، لكونها، ساهمت كثيرا في فتح أعين القراء على الرواية و القصة،  إلى غاية ظهور الرواية الجديدة في السبعينيات، التي تأثرت بالأدب الروسي، مؤكدا بأنه لا يجب التأصيل في الأدب، و إبراز الجذور التاريخية للكتابة، فالنسق الثقافي لا يطرح التفكير الذي يقصي الطرف الآخر في الكتابة. من جهة أخرى تأسف المتحدث، لانتشار ظاهرة  اللجوء إلى اقتباس المسرح الجزائري لنصوص من “الريبيرتوار” العالمي وإهمال النصوص الجزائرية التي وصفها بالراقيّة، فضلا عن ترجمتها لخصوصيتنا الجزائرية، داعيا المشتغلين في حقل أبي الفنون إلى التركيز على الإنتاج المحلي ، و الكف عن استيراد “المنتوج الخارجي”، من أجل إبراز القيم المحلية  للفرد الجزائري و حياته البسيطة.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى