كشفت دراسة حديثة أنجزها باحثون و طلبة بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية بقسنطينة، عن إمكانية استخراج زيوت أساسية من قشور الحمضيات التي ترمى بالأطنان في المزابل، و أعلن أصحاب الدراسة استعدادهم لمنح الدراسة للمتعاملين الاقتصاديين، لكي لا يستهلك المواطن مواد كيميائية يكلف استيرادها مبالغ مالية طائلة و تهدد الصحة العمومية.
و أوضحت المختصة في البيوتيكنولوجيا و العلوم الغذائية، البروفيسور نائلة بوشجة، التي أشرفت على البحث الذي يحمل عنوان «إعادة تقييم قشور الحمضيات»، أن فكرة البحث منبثقة عن ملاحظة استهلاك الجزائريين الكبير للحمضيات، الذي ينتج عنه كميات هائلة من النفايات التي تتمثل أساسا في القشور، خاصة على مستوى الجامعات و المطاعم الكبرى، ما يسهل مهمة جمعها عكس المنازل، و من ثم استغلالها في صناعة مهمة.
الدراسة ، كما قالت البروفيسور بوشجة، ركزت على كافة النقاط التي من شأنها أن تحقق مردودا جيدا للعملية، و ذلك من خلال تحديد طريقة للجمع، ثم تقديم الطريقة الصحيحة لحفظ القشور، حتى لا تهدر زيوتها و تفقد قيمتها، ثم الوصول إلى عملية استخراج الزيوت الأساسية، و تم تجريب كل ذلك في مخبر متخصص، فتم التوصل إلى أن 1 كلغ من الحمضيات، يعطي 200 غ من القشور، و هذه الكمية توفر 15 ملل من الزيت الأساسي.
عن الأرباح التي يمكن جنيها من هذه العملية، كشفت الدراسة أن 15 ملل من الزيت الأساسي المستخرج من قشور الليمون، يحقق مبلغ 300 دج كربح صاف، بينما توفر نفس الكمية من الزيت الأساسي المستخرج من قشور اليوسفي «المندرين» مبلغ 1000 دج تقريبا، كما بينت الدراسة أن العملية برمتها غير مكلفة، و تحقق مردودية جيدة من نفايات يمكن استغلالها بطريقة بسيطة.
و أوضحت المشرفة على البحث أن العملية سهلة التجسيد، خاصة إذا تم إبرام اتفاقيات بين المطاعم الجامعية و المطاعم الكبرى، من أجل جمع القشور بطريقة احترافية و نظيفة و استغلالها، منتقدة في نفس الوقت رمي مثل هذه الموارد الطبيعية التي أكدت أن الجزائر تخسر من رميها كنفايات في المزابل، أكثر مما قد تصرفه لدى استغلالها و الاستفادة منها، منوهة بما يمكن أن تقدمه للاقتصاد الوطني، خاصة و أن هذه الزيوت لها الكثير من الاستعمالات الطبية، الصيدلانية، التجميلية،  و كذا الغذائية، في حين لا تزال الدولة الجزائرية تصرف الملايير لاستيرادها من الخارج، على شكل مواد كيميائية تهدد الصحة العمومية و تتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة.
البروفيسور بوشجة أعربت عن استعدادها كباحثة جزائرية لتقديم الدراسات، للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، و تأسفت لانعدام الاتصال و التواصل بين الباحثين و الاقتصاديين، ما يؤدي إلى بقاء آلاف البحوث حبيسة أدراج الجامعات، و  لجوء المستثمرين لخبرات أجنبية، لن تقدم للجزائر ما يقدمه لها أبناؤها، كما قالت. و أكدت المتحدثة أن بحوثا أخرى قيد التحضير على مستوى المعهد، تتعلق باستخراج الملونات الغذائية الطبيعية، عن طريق إعادة استغلال النفايات الغذائية، بالتركيز على الشمندر و الحمضيات، التي سيتم تجريبها بأحد مصانع المشروبات الغازية. و أشارت إلى امكانية استخراج الزيوت من الميكروبات، عوضا عن النباتات التي تكلف كثيرا و يستغرق نموها وقتا طويلا قبل بداية استغلالها.             
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى