وقعت، في الساعات الأولى من يوم أمس الأربعاء، هزة أرضية بشدة 4.8 درجة على سلم ريشتر، حدد مركزها  على بعد تسعة كيلومترات جنوب غرب بلدية الرصفة و بالضبط في النقطة المسماة جبل بوطالب جنوب ولاية سطيف، حسب المعطيات التي قدمها مركز البحث في علم الفلك و الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء بالجزائر.
و قد خلفت هذه الهزة القوية التي دامت لثوان عديدة، هلعا كبيرا عند سكان المنطقة الجنوبية للولاية، حيث و نظرا لشدتها، فقد اضطر العديد من المواطنين في بلديات الرصفة و صالح باي و بوطالب لمغادرة منازلهم خوفا من حدوث هزات ارتدادية أخرى و الأكثر من ذلك، فقد وقف المواطنون على تعرض بنايات إلى تشققات و تصدعات، لأن الهزة هذه المرة كانت قوية و شعر بها حتى ساكنة البلديات المجاورة من ولايات أخرى في صورة: المسيلة و باتنة.
و من مخلفات هذه الهزة، تسجيل سقوط صخور جبلية على الطريق الوطني رقم 28، الرابط بين بلدية الرصفة والطريق الولائي رقم 9 و هو ما استدعى تدخلا من مديرية الأشغال العمومية التي كلفت عمال الطرقات بالتنسيق مع الحماية المدنية بإزالة الصخور و الحجارة، ثم إعادة فتح الطريق لحركة المرور مجددا بعد ساعات قليلة من الغلق المؤقت.
و أصدرت خلية الإعلام لمديرية الحماية المدنية بولاية سطيف، صبيحة أمس، بيانا صحفيا لتقديم آخر المستجدات حول مخلفات الهزة الأرضية، حيث أفاد البيان، بأن مصالح الحماية لم تسجل أي إصابات وسط المواطنين، مع التأكيد على أن فرق النجدة و فرق الدرك الوطني، باشرت عملية المعاينة و الاستطلاع مباشرة بعد أن ضربت الهزة الأرضية بلديتي الرصفة و صالح باي، صبيحة أمس، و بالضبط في حدود الساعة 02 و51 دقيقة.
كما أفاد البيان أيضا، بأن الهزة ونظرا لقوة شدتها، جعلت ساكنة حي راسيسلي و سكان مركز بلدية الرصفة، يغادرون منازلهم في الدقائق الأولى للهزة خوفا من هزات ارتدادية أخرى و هو ما استدعى تدخل فرق النجدة من أجل الاطمئنان على حالة المواطنين و التأكد من سلامتهم، حيث تأكد عدم تسجيل إصابات بشرية و لا أضرار مادية كبيرة في المباني.
و أكدت مصالح الحماية المدنية أيضا، على أنها سجلت عدة تشققات على مستوى سلالم و أدراج عمارة سكنية واحدة و ذلك على مستوى حي 50 سكنا ببلدية صالح باي و هو ما جعل ساكني تلك العمارة يغادرون سكناتهم، بسبب حالة الهلع و الخوف التي أصابتهم.
و سارع والي سطيف، كمال عبلة، لتشكيل خلية أزمة، من أجل معاينة جميع البنايات التي تعرضت لمختلف الأضرار، قبل الشروع بعدها في عملية إحصائها بدقة، مع الدعوة أيضا إلى معاينة جميع المؤسسات التعليمية و الوقوف على الآثار التي خلفتها الهزة و اتخاذ جميع القرارات المستعجلة الخاصة بإعادة تهيئة البنايات المتضررة.

فيما نفى والي سطيف جميع المعلومات التي تحدثت عن تخصيصه لـ 50 شقة سكنية، يتم استغلالها في حال الضرورة لإسكان المواطنين ممن تضررت بناياتهم بشكل كبير، حيث أكد المسؤول التنفيذي الأول، على أن التقارير الرسمية أكدت على عدم حدوث أضرار مادية كبيرة، مضيفا بأن السلطات العمومية ستتابع في كل ساعة التطورات الحاصلة في الجهة الجنوبية من الولاية.
و قالت المصالح التقنية لبلدية بوطالب الجنوبية، بأنها أحصت تضرر ثماني سكنات فردية، 5 منها تقع في قرية «بوجليخ» و اثنان في قرية «الدار البيضاء» و بيت واحد في مشتة «أم عمر» و هي القرى الثلاث التي تقع بالقرب من مركز الهزة.
و سجلت تلك المصالح أيضا، تضرر المطعم المدرسي لابتدائية «بوجلال موسى» الواقعة بقرية بوجليخ و قد تم تحرير محاضر رسمية على المعاينة قبل تحويلها إلى الجهات المختصة.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى