كشف مدير المسرح الجهوي بوهران الأستاذ مراد سنوسي، أن المساعي جارية حاليا، من أجل إنشاء أرضية رقمية أطلق عليها تسمية «مركز الموارد المسرحية»، ستحتوي على نصوص وأعمال مسرحية و تقديم للمخرجين والمؤلفين المسرحيين، وسيكون لعبد القادر علولة حيزا خاصا به، ضمن محتوى الأرضية.
جاء هذا في كلمة الأستاذ مراد سنوسي مدير المسرح الجهوي بوهران، مساء أول أمس الخميس، أثناء إحياء الذكرى 27 لاغتيال عبد القادر علولة، مؤكدا أن الوقفة التكريمية التي أقيمت لروح علولة، رغم الظروف الوبائية، هي وقفة أيضا ضد النسيان، و سيتم وضع في متناول الطلبة والمهتمين وثائق وأرشيف ومؤلفات الراحل التي تسلمها المسرح من عائلة الفقيد، و تم جرد وترتيب هذه الوثائق، حسب المحتوى، فمنها النصوص المسرحية، ومنها الأطروحات الجامعية التي أنجزت حول أعماله، ومنها المقالات الصحفية وصور وعروض مسرحية مسجلة وغيرها.
وتميز الحفل التكريمي الذي احتضنه مسرح وهران، بالتنسيق مع «الجمعية الثقافية إبداعات الشباب الحر» و «جمعية قطار الفن»، بتقديم عرض مسرحي لمجموعة من الشباب الذين أبدعوا في الجمع بين عدة مسرحيات في الوقت نفسه، فاسترجع ركح المسرح الجهوي لوهران، خطوات وحركات و صوت الراحل عبد القادر علولة، قبل أن يتم اغتياله ذات 10 مارس سنة 1994.
العرض المسرحي الذي حضره جمهور غفير، التزم فيه بالتباعد و وضع الكمامات، وفق تدابير الوقاية من كوفيد 19، تضمن مقتطفات من عدة مسرحيات للراحل علولة، منها «الخبزة»، «التفاح»، «الأجواد»، «حمق سليم» و»اللثام»، وأبدع الشباب في المزج بينها في مشاهد متناسقة، حيث لم يشعر الجمهور للوهلة الأولى بهذا المزيج الفني، الذي تم تحضيره خلال أيام فقط، وفق ما قاله أعضاء المجموعة المتكونة من شباب لم يعايشوا علولة، فمنهم من كان صغيرا،  ومنهم من ولد سنوات بعد اغتياله، لكن الجميع يحمل في جعبته جزءا من رصيد الراحل، سواء أثناء فترة التكوين الأكاديمي أو الركحي، ومنهم من يصعد فوق الخشبة لأول مرة،  لكن كل واحد منهم أدى عدة أدوار ببراعة، رغم اختلاف المسرحيات، وعلى هامش العرض المسرحي، أقيم معرض فني لصور وأرشيف الراحل علولة.
 رجاء علولة:  سأمنح أرشيف المرحوم إلى مسرح وهران


كشفت السيدة رجاء علولة، أرملة فقيد المسرح، للنصر، أنها ستضع كل أرشيف الراحل عبد القادر علولة، تحت تصرف المسرح الجهوي الذي يحمل اسمه وذاكرته، وهو الأرشيف الذي تم تثمينه في مؤسسة عبد القادر علولة التي تشرف عليها منذ 2008، مبرزة أن علولة كان قد بدأ تجسيد فكرة إنشاء مركز للتوثيق في التسعينات، حيث خصص بمسرح وهران، مصلحة للتوثيق والأرشيف كانت تضم 1400 مؤلف من مختلف الأنواع.
وأضافت المتحدثة أن علولة كان يستغل منحة مالية تقدمها الوصاية له، ليس لشراء ملابس تليق بمنصبه و الظهور بمظهر المسؤول في مؤسسة عمومية، لكن كان يقتني بتلك المنحة، كتبا ومؤلفات للمسرح، ليستفيد منها الممثلون والعمال، وحتى الطلبة، وعليه، تثمن السيدة رجاء، مبادرة إدارة المسرح الحالية وعلى رأسها مراد سنوسي، الذي يسعى لجمع و رقمنة هذا الموروث، مشيرة إلى أنها بدورها تسعى إلى جمع مسرحيات علولة في « كتاب جيب»، لمساعدة الطلبة في إنجاز أعمالهم الأكاديمية.
وعبرت السيدة رجاء عن انبهارها بالمزج المتقن بين مسرحيات علولة في العرض التكريمي الذي تم تقديمه أول أمس بالمسرح الجهوي بوهران، خاصة وأن لا أحد من هؤلاء الشباب، مثلما قالت للنصر، عاصر علولة، لكنهم يبدون كأنهم عايشوه و يعرفون أداءه و أداء فريقه فوق الركح، مؤكدة على ضرورة تشجيع الشباب الجزائري الذي ترى أنه محب للمسرح بدرجة كبيرة، و ينتظر من يفسح له المجال لاستثمار مواهبه.
الفنان بوعبد الله هواري : أردنا أن يخلد العرض أيضا ذكرى رفقاء علولة


 و أدى الفنان هواري بو عبد الله   دور الفنان محمد حيمور الذي رافق علولة في عدة أعمال، و أبرزها «الأجواد»، و كان يتميز بنبرة خاصة ، و تمكن هواري من تقليد تلك النبرة بدرجة كبيرة، فتفاعل معه الجمهور و اعتقد عديد المتفرجين أن الصوت منبعث بتقنية «بلاي باك».
أوضح هواري أنه سبق له العمل مع الفنان حيمور في عدة مناسبات، ومنها المهرجان المتوسطي للمسرح بمستغانم، حيث أدى أمامه مقطع البراح في مسرحية «الأجواد»، فانبهر حيمور بتقليده لصوته، و أعاد هواري  أداء المقطع أول أمس في عرض التكريم، فقد اجتهد، كما أكد، من أجل تخليد حيمور، و لتبقى ذكراه فوق الركح ، كما أن العرض تخليد وحفاظ على ذكرى أدار محمد، بلقايد، سيراط بومدين وغيرهم من الفنانين، حسبه.
 مشيرا إلى أن آخر عمل شارك فيه هو إعادة مسرحية «الأجواد» سنة 2019، مستبشرا بإمكانية تطوير العرض التكريمي لعلولة، كي يتمكن من إعادة عرضه على الجمهور، والالتحاق بأعمال أخرى مستقبلا، ليعود إلى المسرح الذي بدأ منه مشواره الفني قبل عقدين من الزمن.
                           بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى