يستهلك الجزائريون كميات كبيرة من الفول الأخضر في موسمه، و يحرصون على أن يكون حاضرا بمختلف الأطباق التقليدية، و يقبلون خصوصا على الأكلة الشعبية “مالح و بنين” التي تعرف بلحم الفقراء، و يوصي أخصائيو التغذية المواطنين كبارا و صغارا، للاستفادة منه قدر الإمكان و يشدّدون على قيمته الغذائية و العلاجية و قدرته الفائقة على تعزيز المناعة.
الفول، أحد أهم أنواع البقوليات الخضراء التي يمكن استهلاكها طازجة و جافة، و له شعبية واسعة بين الجزائريين الذين أدخلوه نظامهم الغذائي، و يمكن تحضيره على شكل وجبة رئيسية مع المرق “الجواز” ، و يعتبر أحد مكونات طبق الكسكسي و يمكن تحضيره مع الشخشوخة ببعض مناطق شرق البلاد، كما يحضر بذات المناطق على شكل “روس البراطل”، و هو طبق يعشقه الكثيرون و تقبل ربات البيوت على تحضيره هذا الموسم، كما يمكن طهي الفول على البخار أو مسلوقا بعد إضافة الملح إليه و يعرف باسم “مالح و بنين” و هو معشوق الصغار و الكبار.
و بالرغم من تعدد الوصفات التي يحضر فيها الفول الأخضر، نجد الكثيرين عبر العالم، و ليس في الجزائر فحسب، يفضلون استهلاكه جافا، خارج موسمه، فهو يصنف ضمن الأكلات الشعبية التي تباع بالشوارع و الأسواق الأسبوعية و الشعبية و على حواف الطرقات، خاصة في موسم البرد، حيث يطهوه الباعة و بعض أصحاب المطاعم الشعبية في الماء المغلي، مع إضافة بعض البهارات إليه، خاصة الكمون الذي يساعد على التقليل من الغازات التي قد تنتج عن استهلاك هذه الأكلة في البطن، و يباع ساخنا لعشاقه، و يعتبر الفول ضمن الوجبات المفضلة في عديد البلدان العربية، خاصة مصر، حيث يحظى الفول المدمس و البصارة و الكشري بشعبية واسعة جدا.  
الفول يساهم في بناء عظام الأطفال و لا يضرهم
أكدت أخصائية التغذية الدكتورة آسيا آغا، أن الفول بنوعيه الأخضر الطازج و الجاف،  يزود الجسم بالمغذيات المتكاملة التي تحسن الأداء الحركي للجسم و تعزز المناعة، و عكس ما يعتقده الكثيرون، فهو يعد صديق للأطفال و ضروري في نظامهم الغذائي، لكونه يساهم في بناء العظام، كما قالت الأخصائية.
يعرف الفول بأنه بروتين الفقراء أو لحم الفقراء، و تؤكد ذلك الدكتورة آغا ، مشيرة إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين، قد تصل إلى 25 بالمئة، إلا أنه يفتقر لبعض الأحماض الأمينية، ما يجعل تناوله مع الحبوب كالقمح أو الشعير، يشكل وجبة متكاملة، حيث يمكن تحضيره مع الكسكسي أو على شكل “شرشم” و هو مزيج تقليدي من الحمص و القمح و الفول و يتم تحضيره عادة ببلادنا بمناسبة ظهور الأسنان الأولى عند الرضيع، كما أن هذه الأكلة تساهم في بناء عظام قوية، كما تؤكده بعض الجدات.
يغني مرضى السكري  و الكوليسترول عن اللحوم
أشارت الأخصائية أن الفول بنوعيه الأخضر و الجاف، غني ببعض الأملاح المعدنية كالموليبدينيوم، الكالسيوم، الفوسفور، النحاس، المنغنيزيوم، إضافة إلى الفيتامين “سي”، “أ”، “ب”، و حمض الفوليك، كما أنه مصدر مهم لحمض ترايبتوفين، إلا أن نسبة الحديد فيه تبقى منخفضة. كما يمتاز بتركيبته الغنية بالفيتوإستروجين، ما يجعل منه أحد الخضار الممتازة التي تساهم في ضبط نسبة الهرمونات في الجسم، كما يساعد النحاس و حمض الفوليك على ضبط مستوى السكر في الدم بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكر بنوعيه، و تتحد الألياف مع الفيتامين “سي” التي ترتفع نسبتها عند استهلاك الفول الطازج، من أجل تخفيض نسبة الكوليسترول.
و أضافت المتحدثة أن القاعدة العلمية التي تجعل منه مادة فعالة لخفض الكوليسترول في الدم، هي توفره على نسبة من الألياف الخشبية، حمض المغنيزوم و البيتاكاروتين من جهة، كما يعوض اللحوم من جهة ثانية ما يحول دون رفع الكوليسترول الناتج عن استهلاك اللحوم العادية، و يمكن لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول التوقف كليا عن استهلاك اللحوم و تعويضها بالفول الأخضر.
المختصة شددت على فوائده ، خاصة بروتيناته لجميع المرضى و الأصحاء، باستثناء من يعانون من فقر الدم المزمن ، أو ما يعرف بأنيميا انحلالية الدم، لعدم وجود إنزيمات هاضمة للفول عند المصابين بها، و ذلك راجع، كما سبق ذكره، لانخفاض نسبة الحديد بهذا النوع من الخضار، فضلا عن أن الفول، كما أضافت، يحتوي على مركبات أخرى عبارة عن مضادات أكسدة.
فعاليته تعادل فعالية الأدوية الكيميائية لمرضى باركينسون
قالت الدكتورة آغا بأنه يعد من الأغذية الجيدة لبعض الحالات المرضية الأخرى، حيث يحتوي على مركب الآلدوبا المفيد للمصابين بمرض باركينسون، حيث أكدت بعض الأبحاث أن استهلاك ما يعادل 250 غ من الفول يوميا، يساهم  في الحد من آثار هذا المرض، و تحسنت حالة المرضى و أعطى الفول نتيجة توازي نتائج تناول الأدوية الكيميائية.
و أردفت المتحدثة، أن احتواء هذا النوع من الخضار على مركبات الفايتوستيرول التي هي عبارة عن مركبات هرمونية، تساعد على ضبط الكثير من وظائف الجسم، خاصة بالنسبة للنساء، و يلعب هذا المركب دورا أساسيا في خفض نسبة الكوليسترول الرديء في الدم، كما يحد من تضخم البروستات عند الرجال، و يساعد بشكل عام في تنشيط الجهاز المناعي، و بالتالي حماية الجسم من عدد كبير من
 الأمراض.                                                                                      إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى